بعد أن أقصت منافساتها من الصين وروسيا وإيران وتركيا وبولندا الطبيبة السودانية أميمة الجليدي تفوز بجائزة نمساوية رفيعة المستوى فيينا : عبد النبي شاهين بعد منافسة حامية وقوية استطاعت الطبيبة السودانية الحاصلة على الجنسية النمساوية أميمة الجليدي انتزاع أرفع جائزة تقدمها الحكومة النمساوية في مجالات البحث العلمي والقضايا الإنسانية، كأول طبيبة سودانية وعربية وإفريقية تحصل على الجائزة التي تقدمها الحكومة النمساوية للمبدعات النمساويات من أصول مهاجرة، تقديراً وعرفاناً لجهودهن وتفوقهن في مجالات البحث العلمي، الاقتصاد، القضايا الإنسانية، شؤون المجتمع، الفن، الثقافة، الرياضة، والصحافة المميزة. وتسلمت الدكتورة أميمة الجليدي الجائزة من سيدة النمسا الأولى "ماجريت فيشر" في حفل كبير حضره القائم بأعمال السفارة السودانية بالنمسا السفير الدكتور يوسف الكردفاني وممثلو وسائل الإعلام النمساوية والأوروبية ، وذلك بعد أن تفوقت على مرشحات تقدمن للمنافسة على الجائزة من الصين وروسيا وإيران وتركيا وبولندا والتشيك وأرمينيا والبوسنة، وهذه المرة الثانية التي تكرم فيها الحكومة النمساوية الطبيبة السودانية الأصل النمساوية الجنسية أميمة الجليدي . وجاء التكريم الأخير تقديراً للأبحاث العلمية التي أجرتها الجليدي على مدى مشوارها العلمي، ومشاركاتها في ندوات وورش علمية ، خاصة عملها الدؤوب في معالجة الآثار السلبية لظاهرة خفاض الإناث المنتشر وسط النساء الإفريقيات والمسلمات في داخل النمسا ومختلف الدول الأوروبية . وفي كلمتها في حفل الجائزة أشادت السيدة النمساوية الأولى ماجريت فيشر زوجة الرئيس النمساوي هانز فيشر والدموع تسيل من عينيها بما قدمته الطبيبة السودانية للنمسا، وذكرت أن معرفتها بالدكتورة أميمة تعود للعام 2009، عندما طلبت منها أن تقدم محاضرة في موضوع ختان الإناث السائد في المجتمعات الإفريقية والإسلامية خاصة، مشيرة إلى حجم المأساة التي تتعرض لها ضحايا الختان من النساء العربيات والإفريقيات . وقالت السيدة النمساوية الأولى إن د. أميمة تمثل، أنموذجاً مشرفاً للمرأة العربية والإفريقية في بلادها، مشيرة الى أن ما قدمته للمجتمع النمساوي يمثل إضافة مميزة للمبدعات النمساويات من أصول مهاجرة . ومن جهتها أعربت الدكتورة أميمة الجليدي في تصريح صحفي خاص عن سعادتها لحصولها على تلك الجائزة التي تعد تأكيداً على دور الأطباء السودانيين فى مختلف المجالات الحيوية المهمة على مستوى العالم، مشيرة إلى أن تكريمها من قبل الحكومة النمساوية هو بمثابة تكريم لكل الكفاءات السودانية في الخارج، وقالت إنها تهدي هذه الجائزة لكل أبناء الشعب السوداني في وطنها الأم السودان . ودرست د. أميمة الجليدي المراحل الأولى من تعليمها في مناطق مختلفة في السودان لظروف عمل والدها في القوات المسلحة السودانية آنذاك، ثم التحقت بجامعة الفاتح للعلوم الطبية في ليبيا، وعملت هناك لمدة عامين في قسم الجراحة بعد تخرجها، قبل أن تنتقل إلى النمسا حيث عملت في المركز النسائي في العاصمة فيينا التابع لمنظمة الصحة العالمية . وقد احتفت الصحف ووسائل الإعلام النمساوية بالطبيبة السودانية التي كرمتها الحكومة في العاصمة فيينا، وأفردت مساحات واسعة للحديث عن الجهود التي قامت بها د. أميمة الجليدي في خدمة النمسا في المجالات الصحية المختلفة، سواء خلال عملها كمديرة لمركز صحة المرأة العربية في فيينا، أو من خلال اختصاصها في مجال رعاية المرضى اجتماعياً ونفسياً، أو من خلال الأبحاث العلمية التي أعدتها . ومن جانبه أعرب القائم بأعمال السفارة السودانية بالنمسا السفير الدكتور يوسف الكردفاني، عن بالغ سروره بهذا الحدث الفريد، وواصفاً إياه بالمفخرة للسودان والسودانيين ،مشيراً إلى أن هذا الحدث رسخ من مكانة الإنسان السوداني وقدرته على الإبداع وخدمة الإنسانية متى ما وجد الظروف المناسبة والبيئة المواتية للإبداع العلمي . وقال الكردفاني إن الكفاءات السودانية المهاجرة أيا كانت الجنسيات التي حصلت عليها تمثل نماذج مضيئة في سماء العالم والإنسانية بما تقدمه من إنجازات ترفع من شأن الوطن الأم في مختلف دول العالم معرباً عن تهنئته للطبيبة أميمة الجليدي بهذا الفوز الغالي قائلاً ( نهنئ أنفسنا جميعاً بهذا الإنجاز الذي حققته إحدى بنات السودان ، وهو في الواقع تحقيق لطموحات نساء السودان في كل مكان ومن كل الجنسيات) .