تحذيرات مهمة للأسر وروشتات أهم... الإجازة الصيفية...موسم الهجرة إلى (المواقع الإباحية).!! الخرطوم: وجدان طلحة مع حلول الإجازة الصيفية تضع الأسر يدها على قلبها خوفا على اطفالها لعلمها المسبق بما يمكن أن يواجهه هؤلاء الاطفال من مخاطر، ويرى المختصون أن من المهم جدا إبعادهم من اجواء الدراسة وتهيئة برامج تناسب سنيهم العمرية، اذا كان داخل المنزل او خارجه، وذهبوا ابعد من ذلك عندما اوضحوا أن المنزل ذاته يمكن أن يشكل خطرا او طريقا للانحراف في ظل غياب الاب او الام اذ يجد الطفل نفسه في عالمه الخاص وحوله كم هائل من المعلومات، ولعل هذا تحذير مبطن للاسر بعدم ترك ابنائها في المنزل جنبا لجنب مع الكمبيوتر واجهزة التواصل الاجتماعى الحديثة التي يسهل عبرها تبادل الصور والافلام التي تقع تحت عنوان (الصور والافلام الفاضحة)، ولا شك أن الاجازة الصيفية مهمة للاطفال وهي تساعد في تطور قدراتهم الذهنية، لكن جهل الاسر بما يدور في عالم التكنلوجيا يجعل الاطفال يتحركون في هذا العالم بحرية دون رقيب أو حسيب، وهذا يجعلهم فريسة سهلة للشبكات الاجرامية المنتشرة في الانترنت. تحدٍّ وتباهٍ: يرى استشاري الطب النفسي واستاذ الصحة النفسية د. علي بلدو أن الولوج السالب والمشاهدة غير المضبوطة لأي منتجات اباحية اذا كانت افلاما او مواقع الكترونية او مجلات مصورة او رؤية مناظر مؤذية داخل المنزل كلها تندرج في اطار السلوك السالب والذي يؤدي بدوره لإشكالات معقدة يصعب حلها مستقبلا حيث نجد أن رغبة الطفل في هذه المشاهد تنبعث من التنشئة الخاطئة والتعري امام الاطفال في حال اللبس وتبديل الملابس وما تقوم به السيدات من وضع الزينة والمكياج امام الاطفال مما يغذي هذه النزعة، كما أن غياب الثقافة التربوية وعدم وجود مناهج للتربية النفسية في المدارس جنبا الى جنب مع غياب قنوات التواصل مع الاطفال جعل شريحة من الاطفال تشعر بالغربة الاجتماعية وعدم الاندياح النفسي والكبت والذي يتمظهر في محاولة تشبه الحاجة لإشباع الحنان وايضا استكشاف اشياء مثيرة وروح المغامرة والتحدي والتباهي بين الاقران وكذلك محاولة سبر شخصية معينة واثبات درجة من النمو المدعي به. من شابه أباه: وبحسب بلدو فإن الجو المشحون واستباحة عالمنا الواقعي والافتراضي بمثل هكذا مواد وما نراه ونسمعه في الاعلام من استخدام مهول للمواد الاباحية للبالغين تجعل الاطفال على دين آبائهم وامهاتهم، وقديما قيل (من شابه اباه فما ظلم ) وبالتالي فإن مشاهدة الاطفال للافلام الفاضحة ستكون امرا طبيعيا ما دام رب البيت للدف ضارباً. ويلخص بلدو حديثه بقوله: (آن الأوان للاعتراف بالمشكلة وإيلاء جهد اكبر لعالم الاطفال وإلا فإن حريقا عاطفيا وجنسيا سيقضي على ما تبقى من نسيجنا المجتمعي ومحاولة تقليد عوالم اخرى اكثر ضراوة في هذه الناحية النفسية وبالتالي فإن ما يراه الطفل فهو بلا شك سيمارسه). سوء استخدام: وترى استاذة علم الاجتماع بجامعة النيلين حنان الجاك انه لابد للام والاب أن تكون لهما الدراية الكافية بالتواصل وتبادل المعرفة والتفاعل الايجابي مع الابناء في البيت حتى لا يتحول هذا الانقلاب مع هذه التقنيات لردود فعل سلبية تنافي الاعراف الدينية والاجتماعية والتأثير السالبة على المستقبل للاطفال، واشارت الجاك للاضرار النفسية والاجتماعية للانترنت والتي تتسبب في تدمير علاقة الطفل بالمحيط الاسري وتسبب له نوعا من (الرهاب) الاجتماعي مما تجعل الاطفال وحتى المراهقين يفقدون التواصل الاجتماعي لأن ادمانهم لهذا (الرهاب) يجعلهم يعيشون في عالم خيالي يجدون فيه ما يتمنونه، وتتحول لنوع من الادمان الذي يؤثر على السلوك والصحة النفسية والبصرية وتجعل طاقة الجسم سلبية ونتيجة للزمن الطويل غير المنظم نتيجة لغياب الام مثلا وهذا ليس سوء للتكنلوجيا ولكن سوء في الاستخدام، وتضيف الجاك ل(السوداني): (الثقافة الجنسية غائبة في التنشئة الاجتماعية ومتاحة في الانترنت واذا وجد الاطفال فراغا يتجهون للمشاهدات الإباحية ويمكن أن يحدث ادمان للممارسة، ويحدث ذلك لانعدام الحوار الاسري وتعلل الاسرة بالبعد عنهم بسبب الظروف الاقتصادية). مراقبة مهمة: ختاماً تقول الجاك: (لابد للأم والاب من مراقبة الانترنت ومعرفة المواقع التي تضر الاطفال نفسيا واجتماعيا حرصا على صحة الابناء)، وحذرت من الحجب وقالت: (الحجب ليس معالجاً للمشكلة ويجب أن نزرع فيهم الرقابة الذاتية بين المراهقين وبينهم والمعارف)، وقالت: (ان الاستخدام الخاطئ يمكن أن يكون مدخلا خاطئا للاستغلال الجنسى وانزال المقاطع (الفاضحة) التى لا علاقة لها بالمرحلة العمرية لان اغلب هؤلاء الاطفال والمراهقين (يخفونها) بطريقة لا يعرفها الام او الاب. ونبهت لضرورة عدم ترك الكمبيوتر في غرف الاطفال حتى لا يتعرضوا لأي موقف محرج.!