حذر مزارعو وشركات البطاطس من تدهور زراعة المحصول بالبلاد بسبب ارتفاع تكلفة الانتاج وهروب العمالة الزراعية لمناطق تعدين الذهب وضعف الطاقة التخزينية وتخوف رؤوس الأموال الوطنية من الدخول في استثمارات التصنيع الزراعي بجانب ضعف الصادر وقلة ثلاجات التخزين، مناشدين الدولة بالتدخل بتسهيل وتسريع إجراءات التصدير والبحث عن أسواق للمحصول، التي تجاوز انتاجها للموسم الحالي بولاية الخرطوم فقط نحو مليوني جوال تغطي حاجة العاصمة وتفيض، داعين البنوك لتمويل مشاريع ثلاجات التخزين التي تشكل عقبة أمام صغار المنتجين حيث يضطرون لبيعها بأسعار متدنية تعادل ثلث تكلفة انتاجها. وأكد الأمين العام لاتحاد مزراعي ولاية الخرطوم صديق علي أحمد تدهور زراعة البطاطس بالولاية، وتعرض المزارعين للخسائر للأسباب المذكورة، يضاف إليها تكلفة استيراد السماد والتقاوي والارتفاع المتكرر للدولار وعدم وجود دراسات عن أسواق صادر البطاطس والتسويق المحلي، مشيرا إلى أن جوال البطاطس الذي يزن 50 كيلو لا يتعدى سعره حاليا من المنتج الثمانين جنيها وهو مبلغ لا يغطي حتى تكلفة الحصاد. ودعا الأمين العام لاتحاد المزارعين ديوان الزكاة لشراء فائض الانتاج لهذا الموسم أسوة بما قام به قبل أعوام حيث اشترى مليون جوال من جملة (3) ملايين جوال منتج في ذلك العام، ووزعها على الخلاوى ودور العبادة وغيرها، مؤكدا أن السودان يتمتع بامكانيات مناخية تجعله مؤهلا لأن يكون المصدر الأول للبطاطس لدول الخليج ومعظم الدول الأفريقية. وكشف رئيس مجلس إدارة شركة الأنعام الفريق الشيخ الريح السنهوري أن السودان يمكن أن يغطي حاجة دول الشرق الأوسط من هذا المحصول في حال تدخل الدولة والقطاع الخاص لدعم الصناعات التحويلية وتمويل مشاريع ثلاجات الحفظ، وأن تقوم البنوك المتخصصة والتجارية بدعم المزارعين، مشيرا إلى أن دخول الري المحوري في مزارع البطاطس زاد من الرقعة الزراعية حيث امتدت إلى ما بعد مجري النيل في شمال أمدرمان. وأشار الشيخ السنهوري الى أن السودان يشهد حاليا انتاج تقاوى بطاطس محلية بمواصفات عالمية، حيث نجحت بالتعاون مع هيئة الأبحاث الزراعية واللجنة العليا لتطوير زراعة البطاطس و مشروع سد مروي والقمة في شندي الذي تمتلكة شركة جياد الزراعية، في انتاج تقاوي محلية بمواصفات عالمية عالية، موضحا أن التجارب التي استمرت ست سنوات أكدت نجاح انتاج هذه النوعية بجانب انتاج أصناف تصلح لتصنيع الشيبس والفرنشايز الذي يستورد بكميات كبيرة من الخارج. وكان وفد خبراء دوليين في إنتاج البطاطس، الذي يحتل حاليا المرتبة الرابعة في المحاصيل النقدية عالميا بعد القمح والأرز والذرة الشامية، قد أكد خلال زيارته للبلاد الشهر الماضي، نجاح زراعة المحصول في معظم المناطق وتحقيق المزارع انتاجية عالية خلال الموسم الشتوي الماضي، مشيرين إلى أن السودان يتمتع بامكانيات زراعية كبيرة تؤهله لأن يصبح الدولة الأولى انتاجا في شرق إفريقيا، مما يتطلب أن تدعم الدولة زراعة وصناعة هذا المحصول وتشجيع القطاع الخاص على الدخول في استثمارات لتطوير صناعة منتجات البطاطس من الشيبس والفرنشايز. ووفقا للوفد، فإن السودان يتمتع بامكانات عالية في انتاج البطاطس تتمثل في المناخ والتربة والعمالة وانخفاض تكلفة الانتاج، مما يتطلب أن تساهم الدولة في دعم المزارعين بتوفير الآليات والمعدات وبذلك يمكنه أن ينتج ستة أضعاف ما تنتجه هولندا سنويا والبالغ ستة ملايين طن.