لم يصدِّق ذلكم (الشيخ السبعيني) أنه وصل ميدان جاكسون، ليتفاجأ بأن الموقف خاوٍ على عروشه من المركبات، مقابل تزاحم المئات من المواطنين ومطاردتهم للحافلات الداخلة إلى موقف جاكسون، في مشهدٍ لا ولن تجد له وصفاً سوى تشبيهه بالمسلسل الكرتوني (توم آند جيري) الشهير. غير مجزية في الوقت الذي يقول فيه وزير البنية التحتية والمواصلات بولاية الخرطوم د.أحمد قاسم إن تكلفة النقل للراكب الواحد لمسافة الكيلومتر تتراوح ما بين 15 و 20 قرشاً؛ وصف أصحاب المركبات وموظفو التشغيل بموقفي شروني وجاكسون -خلال الجولة التي أجرتها (السوداني)- التعرفة المطبقة حالياً بغير المجزية في ظل أزمة حقيقية للمواصلات وانعدامها تماماً عند أوقات الذروة. فيما طالب أصحاب المركبات بزيادة التعرفة التي أكدوا أنها غير مجزية، مشيرين إلى أن واضعي هذه التعرفة لا علاقة لهم بالمواصلات أصلاً وأضافوا: لا يعقل أن تكون تعرفة مسافة 24 كيلو مساوية لتعرفة مسافة 7 كيلو، وأكدوا أن المشكلة لا تكمن في التعرفة بل في زيادة مدخلات التشغيل من إسبيرات وزيوت وجباية وإيصالات غير قانونية. واستنكر عدد من المواطنين زيادة التعرفة متسائلين عن عدم وجود المواصلات، مشيرين إلى عدم توفرها في جميع الأوقات حتى أيام العطل الرسمية. فيما أكد موظف التشغيل بموقف جاكسون، فتح العليم حبيب الله الزين، عدم توفر المواصلات خصوصاً في أوقات الذروة, مشيراً إلى أن معظم المواصلات تغير خطوطها في كثير من الأحيان، وأضاف: "مثلاً خط جبرة يعمل بخط السوق الشعبي الخرطوم", مطالباً بوجود شرطي لإلزام أصحاب المركبات بعدم تغيير خطوط سيرها. وأضاف: "الشرطي يغيب دائماً عن التنظيم، ولكنه يحضر للغرامة", مؤكداً عدم تمكنهم من العمل دون شرطي. فيما أكد السائق بموقف جاكسون، فؤاد ميرغني، عدم توفر المواصلات بالموقف، مشيراً إلى أن التعرفة غير مجزية، وهي سبب في تغيير أصحاب المركبات لخطوط السير, وأضاف: "لا يعقل أن تتساوى تعرفة خط مسافته 24 كيلو بخط بمسافة 7 كيلو", واتفق مع فتح العليم في ضرورة وجود شرطي لإلزام المركبات بخط السير, مؤكداً أن المشكلة سوف تظل كما هي في حال زيادة التعرفة نتيجةً لوضعها دون مراعاة لفروق المسافات, وأضاف أن الذي يضع التعرفة ليس لديه فكرة عن المواصلات, مطالباً بوضع تعرفة وفقاً للمسافة لكي يلتزم أصحاب المركبات بخط سيرهم. فيما أشار السائق بموقف جاكسون "خط الكلاكلة اللفة"، عوض الله النور، إلى أن التعرفة غير مجزية، حتى لو زيدت بنسبة 100%، مما يضطرهم لتغيير خط سيرهم, موضحاً أن المشكلة هي ليست في التعرفة بل في ارتفاع أسعار مدخلات تشغيل المركبة من إسبيرات وخلافه, مشيراً إلى توقف العديد من المركبات بسبب ارتفاع أسعار الإسبيرات والزيوت، ما خلق أزمة في المواصلات. وأمن السائق علي سليمان علي على أن المشكلة ليست في التعرفة بل في ارتفاع مدخلات التشغيل, وأضاف أن الموقف كان به قرابة 500 مركبة، ولكن الآن لا تقل عن 16 مركبة وجميعها معطلة. مواطنون قالوا لا توجد مواصلات بالمواقف وتساءلوا عن الزيادة في التعرفة، مع عدم توفر مركبات، وأضافوا: "أصبح كل الناس يعملون لمصلحتهم الشخصية دون مراعاة لمصلحة الكل", مشيرين إلى أن المواصلات تعمل دائماً في الخطوط القصيرة، ولا تلتزم بخط سيرها، مؤكداً أن التعرفة بالنسبة لأصحاب المركبات غير مجزية، مما دعاهم إلى التهرب من الخطوط الطويلة. فيما أكدت المواطنة فنية علي عدم توفر المواصلات في جميع الأوقات، وأضافت: "نعاني من تعدد المركبات"، مشيرة لعدم توفر مواصلات الكلاكلة شرق، مطالبة بتوفير المواصلات خصوصاً في أوقات الذروة. المواطن خالد هارون، قال: "لا توجد مواصلات، وبالتالي لا يوجد سبب لزيادة تعرفة المواصلات", مشيراً إلى أن معظم أصحاب المركبات يعملون في الخطوط القصيرة, وأضاف أن مشكلة المواصلات ليست في التعرفة، نسبة لأن أصحاب المركبات لديهم تعرفة أخرى والمواطن موافق على هذه التعرفة، ولكن لا توجد مواصلات في الأساس. مدير التشغيل بشركة مواصلات ولاية الخرطوم سيد الجزولي، قال إن التذكرة التي تعمل بها الشركة غير مجزية، مشيراً إلى أنها تغطي تكلفة ما بين 30 – 40% فقط من تكلفة التشغيل، وأضاف: "نحن نعمل منذ العام 2010م وحصلت زيادات، ونحن لم نزد مع الزيادة في ارتفاع الوقود"، موضحاً أن تشغيل البصات يختلف كثيراً عن تشغيل المركبات الأخرى، وزاد: "ندخل في أماكن الازدحام لفك الاختناقات وتفادي الأزمة، بالتالي فنحن ملتزمون تجاه المواطن والطلاب"، وأشار إلى أن الشركة كانت تمتلك ما يقارب الأف بص والآن أصبح عدد البصات حوالي 400 بص وتم تمليك البعض الآخر للأفراد والشركات, لافتاً إلى أن الشركة جهة تنفيذية، في حال زيادة التعرفة التي تأتي من الولاية تستجيب لها.