اختارت المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم (الاليسكو) التابعة لمنظمة التعاون الاسلامي مدينة سنار السودانية لتكون عاصمة الثقافة الاسلامية لعام 2017م وهو اختيار صادف مكانه، قيل إنه عندما خمدت شعلة الاسلام في الاندلس أوقدت في سنار وسنار هي حاضرة مملكة الفونج أو السلطنة الزرقاء التي شهدت قيام أول دولة إسلامية في السودان في القرن الخامس عشر الميلادي ويعتبر المؤرخون أن مملكة سنار الاسلامية هي بداية تاريخ السودان الحديث. والفونج مؤسسو هذه المملكة الاسلامية، تباين المؤرخون في نسبهم حيث رأي البعض انهم امويون أي من بني أمية ولهؤلاء ما يعضد زعمهم هذا بينما ذهب البعض الآخر الى أن الفونج هم من العنصر الزنجي وأي الزعمين جائز ويحتمل الصواب لكن المهم في الامر أن الفونج استطاعوا عقد حلف مع العبدلاب في الشمال هو أقوى حلف عرفه السودان وظل حتى ومجيء الاتراك الى السودان عام 1821م ولقد حكم الفونج بالشريعة الاسلامية وعنوا بالثقافة والتراث الاسلامي أي عناية ولقد استطاعوا إحداث نهضة مدنية بمقياس ذلك الزمان آخذين في الاعتبار ما وجدوه من تراث وموروث محلي. وحتى زماننا هذا هناك بقايا من مقتنيات الحضارة السنارية محفوظة لدى متحف سنار. ولقد ظلت سنار تنجب وتخرج الافذاذ والاصفياء من ابناء هذا البلد الطيب جيلا بعد جيلا بعد جيل أحد هؤلاء الافذاذ الشاعر الاستاذ/ محمد عبد الحي صاحب ديوان (العودة الى سنار).. والمنطقة المحيطة بسنار شرقا وغربا هي معقل لاهل التصوف والصلاح ففي شرق سنار هناك رجل الحكمة الشيخ فرح ود تكتوك الذي عايش حقبة الفونج واقترن اسمه بمملكة سنار وفي غرب سنار هنالك اليعقوباب وعلى رأسهم الشيخ التوم ود بانقا الرجل البائن النقاء وكما يعني اسمه ولقد أورد كتاب الطبقات لود ضيف الله رجال الدين والطرق الصوفية حول سنار فردا فردا وعدد مآثرهم. وعلى أي حال ينبغي على الدولة بدءا من ولاية سنار وحتى رئاسة الجمهورية والوزارات الاتحادية ذات الصلة مثل وزارة الثقافة ووزارة الارشاد ووزارة الآثار أن تهيئ مدينة سنار على قدر اختيارها عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2017م إن شاء الله. لا أحد أجمل ما اختم به سوى أن اردد قصيدة سنار أنا والتاريخ بدأ من هنا وهي الشاعر السنارى الصادق المعزل يرحمه الله تعالى.