سنجة: يوسف عركي: بناءً على مقررات المؤتمر الاسلامى السادس الذى انعقد فى مدينة باكو بجمهورية آزربيجان فى اكتوبر من عام 2009م، والذى اعتمد عواصم الثقافة الاسلامية للفترة من عام 2015م وحتى عام 2024م، تم اختيار سنار عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2017م، وبدأت ولاية سنار تعد عدتها لاستقبال هذه التظاهرة الكبرى التى تمثل رصيداً تاريخيا ثقافياً للامة السودانية، وامتدداً لدور التاريخى الذى يلعبه السودان فى الحفاظ على الثقافة الاسلامية على مدى التاريخ، مثلت مملكة سنار علامة مضيئة فى التاريخ فى رفع راية الإسلام والحفاظ على الموروث الاسلامى بعد سقوط دولة الاندلس، واستمرت مملكة سنار الإسلامية ترفع راية التوحيد لأكثر من «300» عام، وقد مثلت أنموذجاً يحتذى بين مختلف الاثنيات والثقافات تحت المظلة الإسلامية التى تزامنت معها وتلتها العديد من الممالك الاسلامية بالسودان مثل مملكة تقلي ومملكة الفور ومملكة المسبعات. ونشطت ولاية سنار فور إعلان سنار عاصمة للثقافة الاسلامية فى عام 2009م، وتم تعيين الأستاذ أحمد عبد الغنى حمدون المدير العام الحالى لوزارة الثقافة والاعلام بالولاية أميناً عاماً لسنار عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2017م، إلا أن بعض المراقبين يرون أن هنالك بطئاً فى الاعداد للمشروع منذ تاريخ الإعلان عن المشروع فى عام 2009م وحتى الآن، مشيرين الى أن جهداً كبيراً ينبغى أن يبذل على مستوى المركز والولاية لاستقبال الحدث العظيم، بتهيئة البنيات التحتية وإعداد المواقع السياحية وجمع التراث الاسلامى الذى يبصر المواطن بتلك الحضارة الإسلامية الضاربة فى عمق التاريخ. ويرى الباحث أنور التيجانى ضرورة إسراع الخطى وتوحيد الجهود فى إقامة المشروعات الكبرى، المتمثلة فى انشاء الفنادق السياحية واعمار المساجد وتحسين وتجميل مدينة سنار لاستقبال هذه التظاهرة، ويشير الى اهمية تكاتف كل جهود ابناء سنار بالداخل والخارج، وان يولوا عنايتهم هذا المشروع، حتى تخرج هذه المناسبة فى صورة زاهية تشرف البلاد وتعبر عن تاريخ هذه المملكة التى مازالت معالمها غائبة ويجهلها الكثيرون خاصة في ما يتعلق بالتراث المادى لهذه الحضارة. ويؤكد مراقبون ومهتمون بالتراث السنارى، أن الولاية ينبغي أن تستنفر المركز حتى لا تضيع هذه الفرصة الثمينة للبلاد فى التعريف بالحضارات الاسلامية السودانية القديمة وفى مقدمتها سنار. ويعلن الباحث مصطفى إبراهيم أن لجنة تقييم المشروع سوف تزور الولاية فى عام 2016م للوقوف على مدى جاهزية الدولة والولاية لاستضافة الحدث، ويشير إلى أنه فى حالة عدم اكتمال التحضيرات يتم اختيار مدينة اسلامية اخرى تستضيف الاحتفائية وذلك وفقا لمقررات الايسسكو. وفى حديث ل «الصحافة» أمس، اعلن مدير عام وزارة الثقافة والاعلام بسنار الامين العام لسنار عاصمة للثقافة الاسلامية احمد عبدالغنى حمدون، ان المشروع قائم، ويجد حماساً كبيراً من الحكومة الاتحادية والولائية، مشيراً الى ان الأمانة تعد نفسها لإقامة 100 مئذنة تم تنفيذ 10 منها، ويجرى العمل فى سفلتة 30 كيلومترا بمدن سنجة وسنار، وانشاء 20 مدرسة قرآنية، واعداد 3 آلاف حافظ من جملة 10 آلاف، علاوة على التخطيط لانشاء 10 مكتبات كبيرة و 50 مكتبة مدرسية، وأشار الى انه التقى بسنجة خلال الاسبوع سكرتير الناشرين العرب بحضور وزيرة الاعلام والثقافة حليمة موسى يعقوب، وتم الاتفاق على على إنشاء 10 مكتبات كبيرة بالمحليات الى جانب تنفيذ مشروع المكتبات المدرسية، وفرغت الأمانة من اعداد 350 عنوانا لطباعة واعادة طباعة كتب ومخطوطات عن التراث السنارى التى ترجع للعام 1530م، علاوة على جمع الوثائق التى تخص «آبار على» فى المدينةالمنورة، والاحاطة بالاوقاف السنارية فى المدينة ، وجمع المخطوطات فى دار الوثائق المركزية فى تركيا والقاهرة، لافتاً الى ان البروفيسور يوسف فضل يحقق الآن فى وثيقة «كاتب الشونة» وفى نسختها الأصلية بوصفها وثيقة تاريخية مهمة، واشار الى وجود مواقع للجذب السياحى فى منطقة ابو جيلى شرق سنار، مضيفاً ان المشروع يجد الدعم والسند السياسى من رئاسة الجمهورية وحكومة الولاية، مشيراً إلى ان لقاءً سيجمع والى سنار بالنائب الأول لرئيس الجمهورية فى غضون اليومين القادمين للتفاكر فى هذا المشروع.