لعلك تذكر يا سيدى لقاء الاخير معك في داركم العامرة والذي تناقشنا فيه في مواضيع شتى كان أبرزها موضوع نشأة حركة أمة الإسلام في أمريكا وقد اهديتك كتاب السيرة الذاتية ل(مالكولم اكس) لكاتبه (اليكس هيلي) وكذلك فيلم مالكولم إكس لمخرجه (إسبايك لي) وايضا نسخة من أعداد جريدة الرأي العام التي نشرت لي مقالا مطولا عن الموضوع نفسه. في ذلك اللقاء تحدثت معك وبصورة غير تفصيلية عن لم شمل الحزب والآن اقول إن لم شمل الحزب وإرجاع الفرع إلى اصلها قد أصبحا مطلبين جوهريين ليس لنا نحن في حزب الامة فقط بل مطلب كل الباحثين عن الخلاص لأن قوة الحزب في وحدته... ومهما كانت الخلافات والتي كلنا يعرف انها شخصية اكثر من كونها تنظيمية فمن السهل التغلب عليها بتقديم أى تنازلات ممكنة لمصلحة الوطن الذي يبني آمالا كبيرة على حزب الامة لمواجهة حزب المؤتمر الوطني وهذا لا يتم إلا بالوحدة لان الوحدة هي القوة وإذا انتم قبلتم الجلوس مع المؤتمر الوطني رغم الخلافات معهم في كل شيء فما الذي يمنع الجلوس مع مادبو وبكري عديل ومبارك الفاضل و الصادق الهادي ونصر الدين وغيرهم مهما كانت مرارة الخلافات؟.. وأنا لا أعتقد أن الذين يختلفون معك في الرأي يقلون عنك في حب الوطن والولاء للوطن والعمل على رفعته وتحقيق رفاهية أهله وإن كانوا قد اختلفوا معك في الاسلوب والفكر.. وأنت يا سيدي عندما اختلفت مع عمك الإمام الهادي وانشققت عنه في أول ظاهرة انشقاق في تاريخ السياسة السودانية وقف معه الكثيرون ووقف معك الكثيرون وكان والدي الشيخ عبد الماجد أحمد الزين الذي كان نائبا في البرلمان عن دائرة المناقل الشمالية من الذين وقفوا معك وبالتالي فهؤلاء يملكون نفس الحق في الخلاف معك كما ملكته أنت في الخلاف مع عمك..... نحن نعرف بأنك رجل تحب السلم والسلام و نعلم بأنك تحمل كل هموم أهل السودان وأنا كفرد من أهل السودان نطلب منك أن تقوم بهذه المبادرة دون تأخير بأن تدعو كل هؤلاء الفرقاء لإجماع بدون أجندة وذلك فقط لتتصافى النفوس وليلتئم الصف بعد ذلك يمكن حل أي خلاف.