بعد أن ساهم في مضاعفة أعباء الزواج... (الجرتق)... تفاصيل تراث سوداني هزمه (البوبار).! الخرطوم: شيراز سيف الدين تتعدد عادات الزواج وتقاليده في السودان كتعدد قبائله، ولكن كل هذا التعدد يلتقي في عادة واحدة وطقس مميز وهو (الجرتق)، احدى العادات الاجتماعيه الباقية برغم حداثه الزمن والمتغيرات الكبيرة التى اجتاحت المجتمع السوداني، والجردق سلوك قديم عند الانسان السوداني، له طقوسه الخاصة، وله رسائله كذلك، وفي مقدمتها رسائل الوقاية من العين والحسد، حيث يعتقد الكثيرون أن الجرتق يساهم لدرجة كبيرة في ابطال مفعول تلك الاشياء.! قبل الاستحداث: الحاجة نفيسة الزين حكت ل(السوداني) عن الجرتق في الماضي، وقالت: (سابقا كانت تقام مراسم (الجرتق) بعد سبعة ايام كختام لطقوس الزواج، وكانت الطقوس تقام في منزل العروس حيث يمتلئ المنزل بالاهل والجيران بينما تتغنى (الحبوبات) بعدد من الاغنيات والموشحات، وكانت العروس تمنع من الحديث مع عريسها الا بعد أن يدفع جزءا من المال او يقدم لها حلي من الذهب، كما كان الجرتق في السابق حصرياً على العروس فقط). فشخرة ومظاهر: بالمقابل نجد أن الوضع قد تغير اليوم، واصبحت مراسم (الجرتق) تقام بعد نهايه الحفل مباشرة، ويحضره جميع المدعوين حتى العريس الذى يدخل ممسكاً بيد عروسته، بينما تقدم خلال تلك الامسية بعض الهدايا للفتيات تعرف ب(فال العروس)، الى جانب الاستعانة بفنانة خصيصاً لإحياء الحفل، وهي المشاهد التي لم تكن حاضرة في الزمن القديم على الاطلاق. القديم افضل: الكاتبة الصحفية والشاعرة زينب السعيد تحدثت ل(السوداني) عن الجرتق، وقالت: (انا اعتقد أن الجرتق من الطقوس السودانية الجميلة، مع اعترافي التام بأنه تحول اليوم الى مظهر من مظاهر الترف، واصبح يحتوي على مبالغة كبيرة في ترتيبه)، وتواصل: (انا ارفض بشدة مثل هذا المسلك الجديد للجرتق، فهو تقليد اعمى ومظاهر دخيلة على عاداتنا السودانية القديمة)، وتضيف:( يجب علينا مراعاة الوضع الاقتصادي الحالي والتخفيف من اعباء الزواج)، وتصمت السعيد قليلاً قبل أن تضيف: (انا شخصيا ام لبنات ومستحيل أن اطبق هذا التقليد المستحدث وسوف اسعى لأن يكون جرتقاً سودانياً اصيلاً بلا بوبار او فشخرة).