حكاية (وهم) يتتبع خطوات (الشعراء)...!!! الخرطوم :أحمد عبدالمنعم ما يحدث اليوم نظريا في الشعر يكون اشبه بإيحاء في العقل (اي إلهام (ولا نستطيع أن نقول إن الشعر دراسة ويصعب معرفة مصدر الشعر (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) ( سورة الإسراء. والشعر كنز يسعد من امتلك طرقه وعرف اسراره، وهو حسرة لمن ظن أنه مجرد كلام موزون مقفىً ، فلغة الشاعر يعرفها الشاعر وحده وعملية تخلق القصيدة عند الشعراء تجعلنا نتساءل هل يضعون لها مخططا مسبقا؟ وهل يؤمنون بالإلهام الشعري ورؤيته الموضوعية التي فجرت قضية حضارية غاية في الأهمية متمثله في أهمية الإلهام ودوره في إبداعات الشعراء، وكيفية اقتناص واستثمار لحظاته أو دقائقه التي سرعان ما تختفي ومضاتها من الذاكرة لتوظيفها إبداعيا؟... ولأنه من البديهي أن الشاعر الملهم لا يفكر بنفس الطريقة النفعية الروتينية المقيدة للإنسان العادي والتي تراعي ألا تجلب عليه المشكلات والأخطار، أما الملهم فمتحرر من كل شيء إلا إبداعه يضحي في سبيله بالغالي والنفيس ويتبعه تاركا كل شيء مهما كانت النتائج فيهبه كل ذرة من ذاته. (1) واذا اردنا أن نتكلم عن الشعر نجد أن لدى الشاعر نصف الأيونات الإيجابية داخله وهو يلتقطها ويشعر بها وحينما يتفاعل أيون مع آخر في اللاشعور يشعل هذا التفاعل الكيميائي بين اللامنظور الخارجي والمنظور الداخلي. اللامنظور هو ما نسميه (بالإلهام) يلتقطه المبدع حسب طريقته ومخزونه الثقافي وقابلياته وإمكاناته ويجب على الفنان أن يكون مستعدا لإبداع ما، فالإلهام يسبح في الكون المهم توافر من يلتقطه ويتفاعل معه. (2) وهذا السيناريو يتكرر مع كل الناس لكن العبقري الملهم قد يجد أثناءه ما لا يجده غيره من حلول لما استعصى عليه في الأوقات الاعتيادية، وقد يتلقى إلهامات مستقبلية لحياته أو لإبداعاته يستشف منها النجاح أو الفشل. (3) ونجد أن العلم الحديث قد كشف عن بعض القدرات التنبؤية باكتشاف ظاهرة إطلاق المخ للأمواج الإشعاعية التي رصدها العلماء باستخدام أدق الأجهزة الإلكترونية وأن لها صفة الترابط Coherent بمعنى أن لها صفة أشعة الليزر وأنها تعمل في مجال الأمواج فوق البنفسجية وتنتشر لمسافات هائلة وأن حدوث الأمواج التداخلية في المخ أمر طبيعي، وكثيرا ما تتلاقى الأمواج في طول موجي واحد فإن تلاقت في ومضة خاطفة يحدث فيها طي الزمان والمكان فإن الإنسان يشعر بقدرة تنبؤية وبما أنه لا يخضع لأي مقياس زمني ولا بعدي فتتكون صور عشوائية تأخذ أشكالا معبرة أو غير معبرة. (4) وبعيداً عن الحديث العلمي يظل (وادي عبقر) الذي ظل يتردد كثيراً عند ذكر الشعراء هو فرضية قائمة بذاتها، قام بابتكارها بعض الناس، حيث فرضوا وجود واد خيالي تنبعث منه القصائد وتداعب خيال الشعراء..ذلك الوادي الذى سخر منه اغلب الشعراء الذين استنطقتهم (السوداني) واكدوا على انه مجرد (تنظير ووهم).