لهذا السبب (...) تنازلت عن الترشح لرئاسة الجمهورية! لا أكترث للنقد (الشخصي).. وأغنياتي هي (درر) أعتز بها وافتخر بها! فلاشات: محاسن أحمد/ تصوير: أحمد طلب فنان شاب صاحب صوت جميل ومميز، وصاحب إثارة للجدل كذلك لا تنتهي، ظهر مغنياً في التسعينيات برفقة فرقة أولاد البيت، قبل أن ينسحب الفتى من موقعه بالفرقة، ويؤسس لنفسه خطاً غنائياً اختلف الناس حول تسميته، لكنهم اجتمعوا في ذات الوقت على غرابته، خصوصاً وهو يرتكز على ترديد الأغنيات الخفيفة بداية ب(تجي ولا نجي) ونهاية ب(طاعنِّي دايماً بي ورا)، وعلى الرغم من ذلك استطاع الفتى أن يخلق لنفسه جماهيرية وشعبية عالية، بل ذهب إلى أبعد من ذلك عندما صار الفنان الأول المطلوب في حفلات المناسبات ووصلت أرقام التعاقدات معه إلى سقف خيالي ربما لم يسبقه عليه أحد أبناء جيله، هو طه سليمان، ابن شمبات البار -كما ينادونه- درس بمدرسة الصافي قبل أن يلتحق بجامعة التقانة. التقته (فلاشات) في حوار جريء وساخن، فماذا قال بعد كل هذه السنوات من الصمت؟ *بداية.. حدثنا عن مشاركتك الخامسة في (أغاني وأغاني) لهذا العام؟ أنا سعيد بأن أكون ضمن منظومة (أغاني وأغاني) للعام الخامس على التوالي وأتمنى أن أكون عند حسن ظن المشاهد والقائمين على أمر البرنامج. *ما هو رأيك في الأصوات التي انضمت مؤخراً للبرنامج باعتبارك من القدامى؟ الأصوات التي التحقت بالبرنامج هذا العام الفنان عمر جعفر وإنصاف فتحي، وهما من الأصوات المميزة والممتازة بكل المقاييس -هذا بحسب رأيي المتواضع- وسيستمع بها الجمهور ويقيِّمها بعد ذلك. *طه سليمان.. كيف هي علاقاتك مع زملائك الفنانين؟ علاقة طيبة مبنية على الاحترام والتقدير وهناك تواصل أجيال مع الكبار وليست لدى أي مشكلات مع أساتذتي الذين سبقوني في المجال، فأنا أحترمهم وأحترم تجاربهم. *هناك أحاديث تدور عن قيام اتحاد للفنانين الشباب.. وأنت من تدير هذا الأمر.. ما مدى صحة تلك الأحاديث؟ لم أسمع بهذا الحديث نهائياً وليس لدي أي دخل فيه. *أنت أكثر فنان توجه إليك الانتقادات.. كيف تتعامل معها؟ مثلها ومثل المدح، وكل شخص لدي له ميزان أزِنُ به، والانتقاد لا يقل عن المدح وهو أهم من المدح وخصوصاً الذي يوجه بشكل حاد وفيه نوع من العنف والحدة والخشونة أنا أستقبله بصدر رحب لأنه يعطيني دافعاً ويجعلني بيني وبين نفسي أثبت للشخص الذي انتقدني أنه على خطأ، وسبحان الله دائماً ما تأتي الانتقادات من أشخاص أنا أعتبرهم (غير مؤهلين) بمعنى أنهم غير دارسين للنقد لذلك هي انتقادات شخصية وطالما كانت شخصية أنا لا أكترث لها بل أنتبه للانتقادات التي تحوي السالب والموجب بمعنى أنها تطرح المشكلة وتعطيني العلاج، لأنني في النهاية محتاج لتقويم والشخص المنتقد من المفترض أن يشرح المشكلة ويمدني بعلاجها بشكل علمي حتى أستفيد منه. أما غير ذلك فلا ألتفت إليه إطلاقاً. *لكنك أكثر فنان تروِّج للغناء الركيك والهابط؟ هذا كان قبل خمسة أعوام، أما حالياً الناس كلها بتتناول نفس شكل غناي. نحن جيل وهذه مفردتنا بأسلوب السهل الممتنع، وغزت شوارعنا، ونحن مضطرون للتعامل معها بنفس الفهم المضاد للغزو الخارجي، يعني الكلمة الخفيفة اللحن زي (التيك أوي) وحالياً الشارع كلو بيغني الكلام الركيك البتتكلموا عنو دا. *هل لديك إحساس بأنك هنالك من يحاربك؟ لم أشعر بأنني محارب، ولكني أحس بأن الوسط الفني مريض والنفوس غير متطايبة لذلك الخطوة (تقيلة شوية)، لكن لا يوجد شخص خارج الوسط الفني يحاربني. *طه سليمان فنان بلا رسالة.. ما رأيك في هذا الاتهام؟ أنا الحمد لله استطعت أن أكوِّن قاعدة من الجمهور أحبه جداً جداً، وأتمنى أن يزيد (كمان وكمان)، وربنا يقدرنا ويوفقنا على حمل المسؤولية لأنها مسؤولية كبيرة جداً وهذا الجيل يقوم على رأسنا وما نقدمه من فن، لذلك ينبغي علينا أن نصطحبه معنا بشكل سليم حتى نستطيع أن نرتقي بالفن والشارع العام، لأن الفن عنوان الشارع العام. *كيف ترتقي به وأنت تغني أغنيات على شاكلة (حرامي القلوب تلب وقنبلة)؟ أغنياتي بالنسبة لي كالدرر، أنا معجب بها جداً جداً، ولكن لكل شخص مطلق الحرية والرأي في تقييمها. أنا لي جمهوري وهو من يهمني فقط. *هل تعتقد أن أغنية مثل (طاعني دائما بي ورا) من درر الأغنيات مثلاً؟ أجاب بحدَّة: طبعاً.. أغنية (طاعني دايما بي ورا) أنا أعتز بها كثيراً، فهي من الأغاني الجميلة وهي من درر الأغاني بالنسبة لي لأنها تحمل معاني ومضامين جميلة للغاية، ولا أعلم لماذا دائماً نحن السودانيين طريقة انتقادنا للأشياء سالبة ونظرتنا للمواضيع غير منطقية، وأظن أن هذا شيء طبيعي لأننا دوماً نميل للنظر للجزء الفارغ من الكوب فقط، ودائماً ما نبحث عن القبح ولا نرى الجمال في انتقادانا، وهذه الأغنية التي ذكرتِها تحتوي على مضامين جميلة وكلمات خفيفة وبسيطة ومعبرة جداً، والدليل على ذلك وصلت لشريحة كبيرة من الناس.! *هل هذا قدح فيما يقدمه النقاد من نقد تجاهك؟ شوفي.. النقاد دائما ينظرون لجيل الشباب بأنهم أقل منهم، ولا يفهمون مثلهم وما يفعلونه كله غلط في غلط.. ولا بد من أن يقتدوا بهم ويفعلوا مثلهم حتى يقولوا لهم هذا صحيح لكي يصفقوا لهم، في الوقت الذي نرى فيه أننا نحن جيل من الشباب قادمون بفكرنا ولدينا طموحاتنا التي نريد تحقيقها على أرض الواقع لذلك أتمنى أن يعطونا الفرصة وينظروا لما سنفعله وإلى أي مدى نستطيع أن نقنعهم ومن بعدها لديهم الحق فيما يودون فعله، لكن حالياً من المفترض أن يدعمونا لا أن يحبطونا ويكسروا مجاديفنا. *هل هناك فنان بعينه تأثرت به في بداياتك الفنية؟ عندما بدأت الغناء تفتحت عيناي على الراحل محمود عبد العزيز وعصام محمد نور وعمار السنوسي وهم الفنانون المتاحون وقتها وفنانو الساحة. هذا بالنسبة لسمعي الأول وأنا طفل. بعدها عندما أحسست بحب الغناء وجدت نفسي أستمع هنا وهناك، فتنقلت بالاستماع لكبار الفنانين بمختلف ألوانهم الفنية وليس لدي فنان معين تأثرت به، وإن كان هناك فنان له الفضل على فهو الفنان الراحل محمود عبد العزيز لأنه عندما بدأت أغني كنت أغني بأنفاسه.. (له الرحمة والمغفرة). *طه.. هل أنت راضٍ عن نفسك؟ إذا قلت إنني راضٍ سيكون هنالك خلل، لذلك أنا لست راضياً عن نفسي لأنني لم أصل بعد لمرحلة الرضا. أنا (يادوووب بادي). *بدأت بالفرق الجماعية.. ألم يعاودك الحنين إليها مرة أخرى؟ حاليا استصحبت معي "كورال" في فرقتي، لأنني متأثر بالمجموعات ومن بينهم صلاح يوسف من فرقة آل البيت ومحمد حسن وعوض زين العابدين، وحالياً عادت الفرق الجماعية مرة أخرى لفرقتي الخاصة، أي أنني حاولت أن أدخل الغناء الجماعي مرة أخرى عبر فرقتي الموسيقية. *ما هي مشاريعك الفنية القادمة؟ هناك عدة مشاريع ولكني أعد جمهوري بفيديو كليب سيصدر قريباً، كما أن هناك ميني ألبوم سينزل الأسواق كل شهرين وسيكون هناك ألبوم ضخم بعد 8 شهور من اليوم. *شاعر تمنيت أن تتغنى له؟ تمنيت أن اتغنى للأستاذ الراحل اسماعيل حسن وأن أقتني وردة من بستانه النضير. *ما هي حقيقة ترشحك لرئاسة الجمهورية؛ تلك الأخبار التي أثارت الكثير من الضجة خلال الأشهر الماضية؟ نعم حدث ذلك، ولكن عدلت عن رأيي لأن هناك قضايا أهم من ترشحي لرئاسة الجمهورية، والناس إذا ركزت معاها أفضل، وبعدين مسألة الترشح دي (حاجات سابقة لأوانها). *أين أنت من الحفلات الجماهيرية؟ حاليا استعد لإقامة حفلات جماهيرية داخل العاصمة وخارجها وخارج السودان، لأن لديَّ نظرة خاصة في الحفلات الجماهيرية. *طه سليمان، أنت فنان مغرور؟ بالعكس.. أنا إنسان بسيط من شمبات الحلة وتربيت في بيئة بسيطة جداً جداً والبيقول طه مغرور يبقي ما (عرفني لسه).