بين الفينة والأخرى، ظلت مدينة كادقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان تتعرض لقصف بأسلحة الكاتيوشا من قبل المتمردين. مصادر إطلاق النيران كانت معلومة بالنسبة للقوات المسلحة حيث كانت منطقة "دلدكو" التي سيطرت عليها قوات التمرد منذ العام 2010 تنطلق منها معظم الهجمات على المدينة. الأسبوع الماضي وضعت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية عبر قوات "الدعم السريع" حداً لذلك القلق وأغلقت ثغرة أمنية كانت تستخدم معبراً حيوياً للمتمردين الذين انتهى أمرهم بإعلان الجيش الأسبوع الماضي السيطرة على دلدكو وظهر بطل العملية الميدانية العقيد حسين جبر الدار عبر القنوات الفضائية وهو يتوعد المتمردين "بصيف حاسم" قبل استشهاده وهو يدافع عن النصر الذي تحقق بالمنطقة ومحاولات المتمردين استعادتها من جديد. عودة إلى الميدان ولأهمية منطقة دلدكو الاستراتيجية بالنسبة للمتمردين قاموا بهجمات أخرى لمحاولة احتلالها عبر ثلاث محاولات متتابعة حسبما كشف وزير الدفاع الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين الذي قال ل(السوداني) إن القوات المسلحة وقوات الدعم السريع تصدت لهجوم شنه متمردو الجبهة الثورية على منطقة (دلدكو) وتكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وأعلن عن استشهاد القائد الميداني "الثاني" لقوات الدعم السريع بمنطقة (دلدكو) العقيد حسين جبر الدار. وقال إن الهجوم الذي شنته الجبهة الثورية على دلدكو مؤخراً، هو الثالث خلال اليومين الماضيين، وأوضح أن "الجيش كبد المتمردين خسائر كبيرة في الأرواح واستولى على عدد كبير من الأسلحة والذخائر بينها دبابة"، وكشف عن حشد المتمردين أعدادا كبيرة من قواتهم لدخول المنطقة التي حررها الجيش مؤخراً، "لكنهم فشلوا"، وأكد أن القوات المسلحة لا تزال ممسكة بزمام المبادرة في العمليات العسكرية وتتقدم إلى الأمام في ثبات، وأضاف: "القوات المسلحة عازمة على الاستمرار في مهمتها لكسر ظهر التمرد". دلدكو الميزة والأهمية تقع منطقة الدلدكو جنوب شرق مدينة كادقلي وتبعد عنها بنحو 23 كلم –تقريباً- وكان المتمردون بجنوب كردفان سيطروا عليها في العام 2010، وتعتبر معبراً ومنفذاً حيوياً تنطلق منه هجماتهم بالكاتيوشا على كادقلي، ومعسكراً للإمداد وقاعدة أساسية للانطلاق لشن هجماتهم التي تجاوزت حدود ولاية جنوب كردفان خلال الفترة القليلة الماضية. ويقول عضو اللجنة الأمنية بالوفد الحكومي للمفاوضات اللواء محمد مركزو كوكو ل(السوداني) إن الدلدكو تربط كافة القطاع الشرقي بالقطاع الجنوبي، مؤكداً أن مدينة كادقلي سوف تكون أمانة عقب استعادة الدلدكو من قبل القوات المسلحة وقوات الدعم السريع. وفي ذات الاتجاه مضى خبير الاستراتيجيات العسكرية اللواء (م) عبد الرحمن أرباب مرسال في تعليقه ل(السوداني) الذي وصف استعادتها بأنها توفر ميزات استراتيجية حربية ذات أهمية كبيرة للقوات المسلحة بحسبانها منطقة سلاسل جبلية ممتدة ومعقدة وطبيعة القتال على أرضها صعبة ومعقدة، مشيرا إلى أن ما يعزز ذلك المحاولات المتكررة التي قام بها المتمردون لاستعادتها، لكنه قال إن القوات المسلحة ولمعرفتها بأهمية المنطقة كانت تتحسب مسبقاً لعودة التمرد لاستعادتها فقامت بتشييد دفاعات حصينة مكنتها من دحر كل محاولات المتمردين الذين قال إنهم بفقدانهم لمنطقة الدلدكو فقدوا القدرة على المناورة وأصبح التمرد في ولاية جنوب كردفان محاصراً حصاراً قوياً رغم قوله إن الإمداد العسكري للمتمردين من دولة جنوب السودان لم ينقطع إلا أن مرسال أكد أنه بات يواجه بصعوبات كبيرة وعده ميزة أخرى ستستفيد منها القوات المسلحة ميدانياً. جبر الدار.. شجاعة نادرة المحاولات الثلاث التي كشف عنها وزير الدفاع من قبل المتمردين لاحتلال الدلدكو من جديد، شهدت معارك عنيفة استبسل فيها رجال القوات المسلحة وسقط القائد الميداني لعمليات تحرير الدلدكو العقيد حسين جبر الدار شهيداً ووصف وزير الدفاع الشهيد العقيد جبر الدار ل(السوداني) بالقول: "لقد عرفناه شجاعاً ومقداماً ويعد من الضباط المتميزين ودائماً ما يتقدم الصفوف في كافة جبهات القتال". وكان الشهيد التحق بالقوات المسلحة الدفعة (39) وتخرج في الكلية الحربية وشارك في عدد من متحركات الجيش بجنوب السودان قبل انفصاله، وتم انتدابه للعمل بجهاز الأمن الوطني والمخابرات برتبة العقيد وقاد الشهيد أحد متحركات القوات المسلحة لاسترداد منطقة هجليج التي قام باحتلالها جيش دولة الجنوب الشعبي في العام قبل الماضي. يعتبر الشهيد نائباً لقائد قوات الدعم السريع الميدانية.