نهاد أحمد (راي) عثمان.! يبدو أن فرقة راي الغنائية بقيادة الموسيقار عثمان النو بعد سهام الانتقادات اللاذعة التي ظلت تطالها مراراً بعدم قدرتها على الاستمرارية ضمن الفرق الجماعية، أرجعتها مرة أخرى إلى الساحة فقد شاهدت لفرقة راي عددا من الملصقات المنتشرة هنا وهناك على بعض الحوائط معلنة عن قيام حفل جماهيري لها، فهي بعد غياب دام عدة أشهر متواصلة، عادت بغتة لتفاجئ الجميع بقيام حفل جماهيري فهل يا ترى كان كل ذلك الغياب استعداداً لذلك الحفل أم هي تلك الانتقادات التي لعبت دوراً في عودتها مرة أخرى للساحة الفنية؟. فالموسيقار عثمان النو بعد انشقاقه عن فرقة عقد الجلاد الغنائية أسس تلك الفرقة التي لم تستمر كثيراً بالساحة فسرعان ما تورات عن الأنظار ولم يسمع عنها الجمهور شيئاً، فقد توقع الكثيرون لها نجاحاً كبيراً بعد تدشينها وتقديمها لعدد من الأعمال، خاصة أن من يقودها هو عثمان النو الذي كان أحد مؤسسي فرقة عقد الجلاد الغنائية وكان عضواً مميزاً بها وقدم لها الكثير من الأعمال الجيدة والمميزة. لكن فرقة راي لم تنجح النجاح الذي كان متوقعاً لها، وكان من الأفضل لعثمان النو ألا ينسلخ عن عقد الجلاد ويستمر بها لكن ربما كان يريد أن يؤسس فرقة قائمة بذاتها ولوحده لكن للأسف الشديد لم يكتب لها ذاك النجاح المنشود. والمعروف أن الفرق الجماعية لا تستمر كثيراً، فمجموعة من الفرق التي ظهرت في الساحة لكن لم تكتب لها الاستمرارية، على الرغم من أن تلك الفرق كانت بداياتها موفقة ووجدت قبولاً جماهيرياً جيداً مثل فرقة ساورا وسودانيز باند وغيرها، فالفرقة الوحيدة التي حافظت على صمودها وظلت تقدم عطاءً مستمراً هي فرقة عقد الجلاد الغنائية فهي على الرغم من انسلاخ عدد من أعضائها منها وانضمام بعض الأصوات الجديدة بها إلا أنها لم تتأثر وواصلت مسيرتها. فالفرقة عنما تقوم على منهجية ومؤسسية تستمر حتى ولو تركها بعض أعضائها وانفصلوا عنها، لكن إذا لم تقم على منهج معين ومؤسس وعطاء متواصل لا يكتب لها النجاح وتضل طريقها مثل مثيلاتها. فإذا أراد النو أن يكتب لفرقته النجاح وتستمر بالساحة عوضاً عن الظهور والغياب المتكرر فعليه أن يسلك نفس مسلك مجموعته السابقة، فأعمال راي التي استمعنا إليها في فترة قبل انقاطعها عن الساحة جيدة، لكن بالمقابل يظل نجاحها مرهونا باستمراريتها وتثبيت قاعدتها.