(السوداني) منذ تأسيسها إلى اليوم أكثر ما تحرص عليه مصداقيتها واحترامها للقارئ، وقد استطاعت في فترة وجيزة من عودتها الثالثة في (عشرة / عشرة – الفين وعشرة)، أن تضع نفسها ضمن مقدمة صحف الخرطوم. تم ذلك بعمل صحفي احترافي دؤوب، يصل النهار بالليل إلى الثالثة صباحاً. قبل أيام حدثت حادثة طريفة، أجرت صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية حواراً صحفياً مع مساعد رئيس الجمهورية جعفر الميرغني، الحوار أجراه الصحفي الكبير محمد سعيد محمد الحسن. الصحيفة اللندنية تفاجأت بنشر الحوار بصحيفة (السوداني) متزامناً معها..! الشرق الأوسط انزعجت للأمر وشرعت في التحقيق لمعرفة كيف تسرب حوار خاص بها لصحيفة سودانية؟! بعد بحث واستفسارات.. اكتشفت أن الحوار قد نقل من موقعها الإلكتروني بعد الثالثة صباحاً!! نعم عودة (السوداني) الأخيرة كانت عودة عاصفة، منذ الحوار مع سلفا كير وتحقيق العقد الملياري وحوار الرئيس البشير، وقضية المستشار مدحت. قبل أيام نشرت (السوداني) في صفحة الجريمة خبراً صغيراً عن ضبط مجموعة تتعاطى الخمر والحشيش في نادي الزوارق بالخرطوم. الخبر تحصلت عليه الصحيفة من النشرة الخاصة بالأوضاع الجنائية بالعاصمة، وهو تقرير يصدر من قيادة الشرطة بالولاية. إدارة نادي الزوارق نفت الخبر وقالت إن الحادث وقع في مكان مجاور. قلنا لهم عليكم تصحيح الخبر في محاضر وأوراق الشرطة لا على صفحات (السوداني)! إدارة النادي فتحت بلاغاً في نيابة الصحافة ضد الصحيفة. النيابة استدعت "السوداني". الصحيفة وضعت صورة من التقرير أمام النيابة. النيابة –دون كثير سؤال- قامت بشطب البلاغ في مواجهة (السوداني). اللواء المحترم السر محمد أحمد، الناطق الرسمي باسم الشرطة أصدر بياناً، قال إنهم تأكدوا من وقوع الجريمة في مكان قريب من نادي الزوارق. وفي اتصال هاتفي معه أقر اللواء السر بكل شجاعة بخطأ ما ورد في تقرير الشرطة. بكل تأكيد موقف الشرطة بكل المقاييس يعتبر موقفاً جديراً بالاحترام والتقدير. و"السوداني" لا تجد في نفسها حرجاً في إبلاغ أسفها لأسرة نادي الزوارق مما مسها من سوء، جراء الخطأ الذي ورد في تقرير الشرطة. للأسف إدارة النادي حاولت الاستثمار في مساحة الخلاف بيننا و"الأهرام اليوم"، ولكن كانت وثيقة "السوداني" قادرة على الدفاع عن مصداقية الصحيفة، وإبطال نوايا الكيد وردع المتربصين. وعلى ذات نهج استغلال معركة (السوداني – الأهرام اليوم ) نشر خبر في (الأهرام اليوم) بأن اللجنة العدلية التي شكلت لقضية المستشار مدحت عبد القادر قد قامت بتبرئته. والخبر بكل تأكيد غير صحيح تماماً، بل المدهش والمخيب لمساعي النيل من (السوداني)، أنه في خطوة بالغة الأهمية والدلالة، تمت الاستجابة أخيراً لطلب الصحافة السودانية بنقل ملف التحقيق من وزارة العدل للجنة قضائية، ولإظهار الجدية. شكلت اللجنة من كبار قضاة المحكمة العليا، بقرار من رئيس القضاء بعد التماس من وزير العدل. من هنا نشكر قارئ "السوداني" وهو يتابع باهتمام يومي ما تثيره الصحيفة ويلاحق تطورات القضايا والأخبار، ونعده بالالتزام التام بالمهنية والموضوعية وملاحقة الأخبار دون تثاؤب أو ملل إلى الساعات الأولى من الصباح على مقولة الأستاذ الفاضل/ أحمد البلال الطيب.