(من الشائعات اللي هزتني خبر وفاتي وقالوا إني أمتلك بيتا في كافوري)، هكذا أجابني الفنان جمال فرفور عندما سألته في الحوار الذي أجريته معه مطلع الأسبوع الماضي على ذات الصحيفة عن أقوى الشائعات التي هزته، ولكن على ما يبدو فالأمر لم يرق للفنان جمال فرفور الذي على ما يبدو أنه أحس بالذنب وذلك عندما نفى شائعة امتلاكه منزلا بكافوري ليعتذر في مكالمة هاتفية بأنه لا يعلم لماذا كذب وهو في الأصل يمتلك منزلا بها، وأن الأمر ليس بشائعة كما صرح في حواري معه. ليه كده يا فرفور.. الظلم ده.. حتى على نفسك، لا أدري الأمر الذي جعلك تصرح وتنفي على الرغم من أن امتلاك منزل في كافوري ليس حراما أو عيبا ما دمت أنك اشتريته بحر مالك و(دم قلبك) المشكلة وين يعني؟.. من حقك أن تؤمن مستقبلك ومستقبل أبنائك وأنت تعمل في وظيفتين (فنان ورجل أمن) بمعنى أنه يمكنك أن تشتري منزلين وثلاثة إذا أمكن. عزيزي فرفور.. عليك أن تعلم أن النفي ليس من صالحك ولا التأكيد بعد النفي، لأن هناك من يترصدون ما وراء التصريحات (المجهجهة) ولا تنسَ أن البلاد تجتاحها هذه الأيام حملات كبيرة ضد الفساد و(من أين لك هذا؟). نلاحظ أن كثيرا من البشر يحاولون دائما تقديم أنفسهم في أبهى الصور ويحاولون إخفاء عيوبهم بقناع من الزيف وإضفاء مساحيق تجميلية والتدثر برداء لا يشبههم، هم بشر يحاولون طمس الحقائق دون قصد ونيران الخلافات المتأججة تلاحقهم فيشوهون من جملة الآخرين ولا يكلفون أنفسهم بالنظر إلى مرآة تعكس ما في دواخلهم لتبين لهم أماكن القصور خوفا من إصلاح (الاعوجاج) أو تبرئة أنفسهم مما ينسب إليهم من اتهامات. وفي الجانب الآخر، نجد أن أصحاب الأجندة الخفية العاجزة أثقلت كاهلهم النوايا السيئة والأكاذيب التي نسجوها من خيوط الوسوسة وصدقوها وعشعشت في أدمغتهم سنوات طويلة ولا تزال دون أن يكترثوا لما خلفته أفعالهم فجلبوا لأنفسهم الضغوط وعار الانهزام أمام الآخرين. وهنالك من لا يعلم بأن أسلوب الزجر والسيطرة والاستهزاء أمر غير مستحب فهو يثير براكين الغضب ويوغل القلوب بنيران الغبينة والشر، وفرض الوصاية أمر مرفوض وإملاء الشروط أمر ممنوع. هنالك تناقض كبير بين من ينادون بالديموقراطية ويسبحون مع تيار الدكتاتورية وحقوقهم مهدرة بازدواجية صارخة ومفزعة بما اقترفت أيديهم. في حياتي عانيت كثيرا من أصحاب الادعاءات الفارغة الذين تخلو قلوبهم من النقاء ووجدانهم مترسب ببقايا أمراض نفسية يعانون منها ودائما ما يكونون حولي من أجل مصالحهم وضد مصلحتي التي ليست هي نظام حكم سياسي إنما حاجتي التي تطهرت من رجز شياطين الأنانية ورغبة إهانة الآخر والتعامل بدونية، ولكن على أرض الواقع فشل الأغلبية في تحقيق المطالب وهم غارقون في مجتمعات التسلط وكدت أن أنجرف وراء هذا التيار القوي لولا نقاء سريرتي وحب الخير لمن يختلف معي في الرأي، ومن يكرهني (سرا) أطوقه بالحب علنا ليعلم أنني الأقوى والأجمل أينما كنت. بدون قيد: عزيزي.. نقاء قلبي جعل مساحة التسامح تتمدد في داخلي، لتحتل مكانا تركته (شاغرا) وقتا طويلا.. (نقطتين وأكمل السطر).