مواقف المواصلات بوسط الخرطوم تعاني من ربكة ومشكلة حقيقية تعكس مدى العشوائية في التخطيط والتوزيع وسوء الإدارة والتنظيم في البلاد، وبالنظر إلى تلك المواقف نجد أن مخططها شخص يمتطى عربة فارهة، ويخطط وينظم ويأمر وينهى من قلب مكتب فخم ذي مقاعد وثيرة دون أن يفكر أدنى تفكير في تداعيات قراره ومدى تأثيره على المواطن البسيط الذي يستقل المواصلات للوصول إلى موقع عمله، المواطن يسير بقدميه إلى مسافات طوال ليصل إلى موقع عمله وفوق كل ذلك .. مواصلات مافي!! تلك المواقف بدلاً من أن تكون نعمة أصبحت نقمة ويعاني منها المواطن والمركبات عموماً، فتلك المواقف أصبحت تشكل اختناقاً مرورياً من جانب ومهدداً أمنياً من جانب آخر، فمثلاً إذا نظرنا لموقف السكة الحديد (كركر سابقاً) نجد أنه يشكل اختناقاً مرورياً لدرجة الإعاقة خاصة فى المنطقة الرابطة بين معمل استاك شرقاً وجامعة السودان غرباً وتزداد الاختناقات المرورية كلما توغلنا إلى أن تبلغ ذروتها عند شارع الحرية وكذلك الاختناقات المرورية الناجمة عن موقف مواصلات الاستاد وغيرها من المواقف، أما إذا تحدثنا عن المهدد الأمني لتلك المواقف فنجد أن الاكتظاظ وكثافة الركاب ممكن أن تشكل انفجاراً في أي لحظة وليس فحسب بل نجد أن تلك المواقف المكتظة تعج باللصوص والنشالين وغيرهم من المجرمين، القرارات الأخيرة بنقل وتنظيم المواقف سببت مشكلات كبيرة في المواصلات وأسهمت فى قلة عدد المركبات مقارنة بالركاب وكل المركبات باتت تهرب من مواقف شروني والسكة الحديد والاستاد ويلجأ سائقوها لنقل الركاب المنتشرين فى الشوارع أي ما يعرف ب(جر الشارع) في وقت ينتشر فيه مئات الأشخاص وهم يتكالبون على المواصلات التي تدخل المواقف في بعض الأحايين، ولحل تلك المشكلة القومية التي أصبح لا حل لها ولا يمكن إعادتها لسيرتها الأولى عمدت شرطة المرور لتكثيف انتشارها بتلك المناطق المأزومة خاصة المواقف لتنظيم الحركة ومساعدة المركبات على السير ولفك اختناقات مايسمى ب(عنق الزجاجة) حتى أن شرطة المرور عمدت لتوزيع ضابط برتبة العقيد وآخر برتبة الملازم إلى جانب ما لا يقل عن (20) من ضباط وضباط صف وجنود شرطة المرور لمعالجة مشكلة المواقف وخاصة موقف السكة الحديد، الطريف في الأمر أن مدير إدارة الترخيص العقيد شرطة طارق انتهج منهجاً لمساعدة المواطنين ووقف يتصيد المركبات العامة أمسية السبت ويجبرها على شحن المواطنين ويرغامها على ايصال المواطنين إلى وجهاتهم الأمر الذى وجد صدى طيباً وسط المواطنين وخفف من حدة الاختناقات بمنطقة السكة الحديد بالخرطوم.