تقبل الأسر السودانية على شهر رمضان الكريم بإنفاق كبير يرهق ميزانية الأسرة لكامل العام. وهو إنفاق إذا تم التدبر فيه يمكن اختصاره لحد كبير دون أن يؤثر ذلك على الاحتياجات الأساسية للأسرة. من ذلك مثلاً أن الأسر السودانية تتجه لشراء أصناف معينة من الأطعمة في الأسبوع الأخير من شعبان أو تحديداً في اليوم السابق لرمضان مباشرة. يؤدي هذا لرفع الأسعار في الأسواق لهذه الأصناف ارتفاعاً كبيراً لزيادة الطلب عليها. ولو تأنت الأسر إلى اليوم الثاني أو الثالث من رمضان لوجدت الأسعار وقد هبطت هبوطاً كبيراً جداً. فلنتوقف من اليوم وحتى أول يوم في شهر رمضان عن شراء الويكة، البهارات، العدسية، لحم العجالي الصافي، الكركدي، العرديب، القونقليس، التمر. ولنفطر أول يوم في رمضان بنفس طريقة الغداء الحالية. مع إضافة عصير الليمون والشاي والقهوة. إذا فعلنا هذا واتجهنا نهار ثاني يوم في رمضان لشراء نفس الأصناف أعلاه سنذهل من السعر المتدني لها مع جودة الأصناف. وسنشتري نفس الكميات التي كنا نرغب فيها بنصف السعر الساري حالياً. نوع آخر من السلع فيه إنفاق أسري كبير هذه الأيام هو الأواني المنزلية (العدة). ترتفع أسعار هذه الأواني ارتفاعاً هائلاً قبيل الشهر الكريم. وتتجه الأسر لأسواق العدة لشراء أصناف ربما لا تستخدمها مطلقاً خلال الشهر أو لمرة واحدة عندما يأتي ضيوف في الشهر الكريم. في الغالب الأعم نجد أن الأسر المتوسطة أو حتى رقيقة الحال لديها عدة للضيوف تستخدم في المناسبات وتحفظ في الفترينة أو الحافلة. لو نظرت كل ست بيت لحافلتها هذه بتمعن لوجدت أنها لا تحتاج حقيقة لأي عدة إضافية في رمضان للاستخدام العادي. فقط هي تتوقع الضيوف في رمضان. أو تنظر إلى أن الصينية ستخرج للشارع لهذا لا بد من عدة مميزة من باب الافتخار. بالنسبة للضيوف في رمضان هم في الحقيقة لا يأتون كل يوم. ربما مرة واحدة أو مرتين في الشهر الكريم. مرة الأسرة الكبيرة تأتي للإفطار مع الأسرة الصغيرة. ومرة ثانية زملاء العمل أو رفقاء أحد الأبناء في الجامعة. في هذه الحالة على ربة المنزل الاتجاه للجيران لاستلاف ما تحتاجه من عدة إضافية. على أن تكون مستعدة لتسليف الجيران أيضاً إذا جاءهم ضيوف. أما الصينية التي تخرج للشارع فيجب على ربات البيوت الاجتماع قبل رمضان في بيت إحداهن والاتفاق على عدم الاهتمام بالمظاهر. بل التركيز على الأصناف والتنوع. ويمكن بقليل من التنظيم اختصار كثير من الهدر الذي يتم في الصينية التي تخرج للشارع من خلال التخصص. مثلاً فلانة تعمل السلطات روب وأسود مع البيض المسلوق والطعمية. وفلانة عليها بالعصيدة خمسة أو ستة كور مع ملاحها. وفلانة للشاي والقهوة. وفي اليوم التالي يتم تبادل الأدوار. ولتعلم ربات البيوت أن اللحوم المحمرة، والأسماك المطبوخة في الزيت المغلي، ذات ضرر بالغ على معدة الصائم ولا تستساغ أصلاً عند الإفطار. الكرة في ملعب ربات البيوت في الأسر الفاضلة لتقليل الإنفاق والحفاظ على المال لما هو أهم في هذا الزمن الصعب. ولنركز في هذا الشهر الكريم على استقبال كريم فيوضه الروحية ونفحاته الربانية. والله الموفق. د/ عادل عبد العزيز الفكي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته