إعدام (كُبري المسلمية) الخرطوم: محمود مدني كل الإشارات كان مفادها أن قرار الإعدام سيصدر عاجلاً أم آجلاً في حق (كبري المسلمية) الذي تم إنشاؤه في فترة الخمسينيات، والسبب أنه شاخ، ويصعب ترميم التصدعات التي ألمَّت به. إشارات الإزالة أكدتها الورشة التي نظمتها الجمعية الهندسية السودانية وبمشاركة اتحاد مهندسي ولاية الخرطوم عندما أوصت بضرورة إزالته. (السوداني) وقفت بنفسها على (كُبري المسلمية) ولمست الشقوق الرأسية التي تكاثرت على الجسم الخرصاني ذي التاريخ العتيد، ومن خلال المعاينة والمشاهدة، لاحظت أن السيارات العابرة للكبري تعاني في عبوره، خاصة إذا كانت السيارة من ذوات الوزن الثقيل، فإنها تجد مشقة لأن حالها يكون مثل صعود الجبال، وأيضاً بالكبري انحدار شديد، وإذا كانت السيارة غير جاهزة من حيث الكوابح (الفرامل)، ربما ينتج عن ذلك حادث لأن الكبري يقابله مباشرة شارع الطابية. عدم جدوى وجوده ذكر أحد سائقي الأمجاد يدعى (حسين سيد)، أنه يعمل في هذه المنطقة وأحياناً يمر بالمسلمية، وأضاف أن به عدداً من الحفر، وقال: (أحسن حاجة يشيلو لأنو ما منو فايدة). أما أحمد التجاني فقال: (يمكن إزالته حتى يتم إنشاء بوابات للسكة حديد). وأشار التجاني إلى أنه لاحظ التصدعات الموجودة فيه، وكذلك الانزلاق الحاد فيه. وقد عرَّج بنا التجاني صوب كبري الحرية وقال فيه: (النفق الذي تم إنشاؤه في الناحية الجنوبية لكبري الحرية كان من الأولى أن يكون في مدخل موقف (كركر) والكبري يكون طائراً ونزوله يكون بعد شارع القيادة). أما علي التوم فقد عارض بشدة مسألة إزالته، لأن الكبري قديم جداً، وربما يدخل ضمن منظومة الآثار، لأن عمره شارف على المائة عام. الطرق والجسور على الخط لأنها طرف أصيل في أمر قرار الإزالة، ذهبت (السوداني) لهيئة الطرق والجسور، والتقت بالمهندس طارق شاكر الذي أكد أن كُبري المسلمية ليس به أخطاء فنية، وأن الهدف من إنشائه تسهيل مرور القطارات وضمان سلامة السيارات، حتى لا تعبر على السكة الحديد، وكان ذلك في منتصف القرن السابق، ثم أضاف شاكر: (ولكن بعد مرور السنوات قامت هيئة الطرق والجسور بتشكيل لجان فنية وطنية في مجالات (الإنشاءات _ والهندسة، وكذلك من خبراء في المرور)، لدراسة المنطقة دراسية هندسية ومرورية والدراسة كان الهدف منها المساعدة في حل مسالة الاختناقات المرورية). وأشار شاكر إلى أن الدراسة خلصت إلى ضرورة إزالة كبري المسلمية وإنشاء طريق يكون موازياً لشارع الطابية الحالي، ويمتد الشارع الجديد من كُبري جامعة السودان، ويمر فوق الكبري الحرية الذي ستجري عليه معالجة، وثم يمر بمنطقة السكة حديد حتى يتقاطع مع شارع المك نمر. وأوضح شاكر أن الطريق الجديد سيكون جنوب السكة حديد، وأنه سيساهم في توفير الزمن وحل الحركة المرورية، التي تشهد أحياناً شللاً نصفياً في أوقات الذروة، وأضاف أن الطريق سيصطحب معه خط للتورام (وسيلة النقل الجديدة التي ستدخل في خدمة النقل العام). وختم شاكر حديثه قائلاً: (هذه الإصلاحات هي من ضمن الهيكل الجديد لولاية الخرطوم).