بالأمس، أماطت وزارة المياه والبنى التحتية ولاية الخرطوم، من خلال مؤتمر صحفي إنعقد بمباني الولاية، عن خططها الرامية لإحداث إختراقات ملموسة في مشكلات النقل العام وخطوط المرور. خطة بدأ إنفاذها بالفعل، وقبيل المؤتمر بساعات، وظهرت ملامحها في العمل بنظام الاتجاه الواحد، وتغييرات كبيرة طالت مسارات مرورية، علاوة على تقسيم المحطات النهائية للمركبات العامة وذلك وفقاً لجغرافيا الانسياب المروري. الوزير مهندس أحمد قاسم، وزير المياه والبنى التحتية، كشف عن ملامح الخطة الآنية، وتلك المستقبلية، التي أعدتها الوزارة، بالتنسيق التام مع هيئة الطرق والجسور ومصارف المياه والنقل، وشرطة مرور الولاية، وذلك للحيلولة دون الزحام والاختناقات المروية فأعلن شروعهم في تحويل كل المواقف بما فيها موقف (كركر) إلى محطات ربط رئيسية مربوطة بخط دائري فضلاً عن إنشاء محطة رديفة (محطة شروني) فى موقع قشلاق السكة الحديد سابقاً. بجانب العمل بنظام الاتجاه الواحد بكوبري النيل الازرق منذ ال (7 ص وحتى 9 ص) تجاه الخرطوم، ومن (3 ظهراً إلى 6 مساء) في اتجاه بحري. أما كوبري النيل الأبيض فالمرور فيه من الساعة (7.30 ص وحتى 8.30 ص) من أم درمان للخرطوم، فيما تشهد الفترة بين (3.30 عصراً وحتى 5 مساء) حراكاً ينحصر على المركبات المتجهة من أم درمان إلى الخرطوم. خطة الوزارة حملت في طياتها كذلك تحويلات مرورية بمنطقة وسط وغرب الخرطوم فباتت مسارات: شارع السيد عبدالرحمن من صينية القندول فى اتجاه واحد ناحية الغرب، وشارع الحرية من الكوبري وحتى شارع الجامعة اتجاه واحد صوب الشمال، وشارع عبدالمنعم بداية من شارع الجامعة وحتى شارع الطابية الى اتجاه واحد تجاه الجنوب، وشارع البلدية غرب من تقاطع شارع الغابة وحتى برج الواحة الى اتجاه الشرق، ومن الواحة وحتى شارع القصر باتجاه واحد نحو الشرق، وتحويل اتجاه شارع علي عبد اللطيف إلى اتجاه واحد. ولمواكبة هذه الخطة، أوضح الوزير بأنهم بصدد إزالة الجزر الفاصلة فى شوارع الحرية وعبدالمنعم والطابية لتسهيل حركة الاتجاه الواحد، ذلك فضلاً عن القيام بأعمال هندسية كبيرة لمصاحبة هذه التغييرات. أما الملمح الابرز للخطة، فهو حصر محطة (كركر) على (6) خطوط ركاب من محلية الخرطوم، و(8) لجبل أولياء، و(6) لأمبدة بطاقة استيعابية كلية تقدر ب (5173) مركبة. بينما حصرت محطة الاستاد على (10) خطوط لمحلية أمدرمان، و(6) لكرري، بطاقة استيعابية كلية (2212) مركبة. كما من المنتظر وعقب الفراغ من محطة شروني شغلها ب (14) خطاً لمحلية الخرطوم، و(6) لبحري، و(9) لشرق النيل، بطاقة كلية (2680) مركبة. هذا عن الحلول التي شرعت الوزارة فيها فعلياً، أما المقترحة فهي بحسب الخطة التي أعدها فريق ترأسه المهندس د. أمين النعمة مدير إدارة التخطيط بالوزارة، القيام بعمل مماثل في كل من بحري وأم درمان وقال بنيتهم إزالة صينية مستشفى أم درمان، وصينية تقاطع الموردة مع العرضة، وتقاطع العرضة مع الأربعين، بل وإزالة كل الدورانات المرورية (الصواني) بوسط المدن والاستعاضة عنها باشارات ضوئية، وإنشاء مداخل ومخارج غربية تربط (كركر) بشارع الغابة، بجانب إنشاء خطوط دائرية، وشارع خاص بالمشاة، والبدء في التخطيط لمشروعات المترو والترام. وعندما جاء الدور على العميد شاذلي محمد سعيد، مدير مرور ولاية الخرطوم، اختار تطمين المواطنين وسائقي المركبات بأنه وطيلة إسبوع كامل سيتم التنويه والتوعية بالخطة الجديدة، وشدد بنأيهم عن أسلوب العقوبات (الإيصالات) وقال: ((ما عايزين نلجأ للإيصالات )) وسنعمل على توعية المواطنين أولاً، وأهاب بالجميع التضافر لإنجاز وإنجاح الخطة. وختم العميد عمر نمر، معتمد الخرطوم المؤتمر بتأكيدات مغلظة بأنه حال تعارضت المشاريع الاستثمارية مع تقديم الخدمة للمواطن، فإن الولاية تنحاز للمواطن، ووعد بدفع الغالي والنفيس في سبيل جعل العاصمة محدثة وترفل في ثياب الأناقة والجمال ، وأعلن عن شنهم حرباً شعواء ضد التشوهات بيد أنه تعهد مراعاة أرزاق البسطاء والباعة الجائلين. على كلٍ، قد تحدث خطط الولاية في أيامها الأول نوعاً من الارتباك، ولكن حتماً فإنه وبالتدريج، المصحوب بالمراجعة المستمرة لسد الذرائع، سيتحول المرور في شوارع العاصمة، عمليةً تتم كما يسر التنفس.