(الطلاق في السودان)، عنوان لكتيب صغير الحجم في حدود أربعين صفحة.. ولكنه مع ذلك عظيم القيمة العلمية، كتبه وأصدره في مطلع يونيو عام 1964م، فضيلة الأستاذ الشيخ حسين سيد أحمد المفتي، وقد كان سيادته حينذاك يحتل وظيفة مفتي جمهورية السودان الفتية.. وذلك بغرض توجيه وإرشاد عامة المسلمين من أبناء أمته ووطنه، وذلك نتيجة لما لاحظه من استخدامهم لكلمة الطلاق، وإكثارهم من الحليفة بها في الأسواق العامة لترويج بضائعهم، أو للتدليل بها على مدى صدقهم وأمانتهم، ولقد اعتمد واستند في تأليفه على معارفه الأكاديمية، وعلى خبراته وتجاربه التي اكتسبها من عمله اليومي في قاعات المحاكم الشرعية، ولسنوات طويلة والرجل لم يكن قاضياً عادياً مثل غيره من زملائه، وإنما كان رجلاً محباً للعلم، ومقدراً لاصحابه وباحثاً ودراساً في ميدانه، ولهذا السبب فقد أصدر في عام 1958م، كتاباً عظيم القيمة، تحت عنوان "تطور نظام القضاء في السودان" ولأهمية هذا الكتاب، وقيمته العلمية والتاريخية، فاننا نناشد أصحاب الشأن من المسؤولين عن أمر الثقافة والفكر بأن يعملوا على إعادة طباعته حتى يتمكن الراغبون والدارسون من الاستفادة منه. أما عن كتيب الطلاق المذكور، فلقد رأيت أن أعرض زبدته وخلاصته لقراءة صفحة الكوكتيل بهذه الجريدة الغراء.. وذلك نسبة لان ما ورد من إرشادات ونصائح، مساير لايقاعات الزمن، وموافق، ومتسق مع كل ما جد من مفاهيم وآراء. -نصائح المؤلف للزوجين -ترك الحرية للخطيبين في الاختيار، بلا ضغط أو إكراه. -أن يسكن الزوجان في منزل مستقل عن أهله وأهلها.. مع الابتعاد الكامل عن مشاكل الأهل والأقارب. -أن يعتقد الزوجان، بأن السعادة في الزواج، وأنه اعظم نظام عرفته البشرية لبناء المجتمع. -على الزوجة أن تدرك بأن منزل الزوجية هو منزلها الرسمي.. وأن تهتم به دون سواه. -على الزوجة طاعة زوجها، في كل ما تحب فيه الطاعة شرعاً.. وأن تتعرف على طبيعة سلوكيات زوجها، وخصائصه النفسية بهدف أن يتم الانسجام بينهما. -على الزوجين أن يحسن كل منهما علاقته بأقارب الآخر، في سماحة وحسن معشر. -على الزوج أن يسمح لزوجته بزيارة أبويها وأقاربها في الأوقات المناسبة، وعليه ألا يشتط في منعها من ذلك لانه منعطف ومزلق خطير.. -يجب أن تحاط الزوجة علماً بدخل الزوج، ولو بالتقريب، وأن تقوم، هي بخدمة المنزل بنفسها أو بارشادها، بغرض مراعاة الاقتصاد في الصرف. -أن يجتهد الزوجان في إصلاح الحياة الزوجية، بشتي الطرق والوسائل لدوام استمرار الحياة الزوجية. -يجب أن يحجم الزوجان عن السعي وراء استعمال وسائل منع الحمل في أول سنوات الزواج، لان ذلك قد يؤدي إلى العقم، والعقم إذا حدث، قد يؤدي إلى الطلاق، وفق الله الزوجين، وأتاح وهيأ لهما الوضاءة والسعادة وحقق لهما الثمرة والغاية من الزواج.. وهي إنجاب الذرية الصالحة. إبراهيم الجاك عجبان معلم بالمعاش شندي