يخلق ارتباط الفتاة ببيت أهلها بعد زواجها كثيرًا من المشكلات سواء كانت من قبل بيتها من أخواتها اللائي لم يتزوجن فتراهن يتضجرن من كثرة مجيئها للمنزل أو طلباتها التي لا تنتهى لأغراض من المنزل، أو من قبل زوجها والذي كثيرًا ما يُظهر ضيقه من قضاء زوجته لمعظم وقتها في بيت أهلها وفي بعض الحالات تصر الزوجة على ضرورة إيجار سكن قرب منزل أهلها حتى يسهل عليها الذهاب في اي زمان.. صفحة «البيت الكبير» أجرت استطلاعًا وسط فئات من الزوجات والأزواج، وأهاليهم ليُدلوا بدلوهم في هذا الموضع كلٌ من زاويته.. كما كانت لنا وقفة مع رأي علم النفس وعلم الاجتماع للنظر للموضوع من زاويته النفسية والاجتماعية.. محمد التجاني «موظف تقنية معلومات بشركة قطاع خاص» أفادنا بقوله: الواقع أن الكثير من الفتيات يحلمن بدخول عالم الزوجية حتى تكتسب الواحدة منهن نوعًا ما من الاعتراف الاجتماعي لكونها أصبحت زوجة وصاحبة منزل، وهؤلاء بالذات لا يعرن اهتمامًا لماهية الحياة الزوجية والمسؤوليات التي على عاتقهنّ فنجد هذا الصنف من النساء من اللائي يرتبطن ارتباطًا وثيقًا ببيت أسرهن، وعن نفسي حسمت هذا الأمر مبكرًا منذ فترة الخطوبة وأقنعت زوجتي بأن بيتها هو مملكتها فلا بيت أهلها ولا بيت أهلي. «س، م» ربة منزل تسكن مع أهل زوجها قالت في هذا الصدد: كثيرًا ما تنشأ مشكلات بيني وبين زوجي وبتحريض من أهله كوني كثيرة التردد على منزل أهلي خاصة حال غياب زوجي وفي ذات الوقت أجد أن أخواتي يتضجرن ويتذمرن خاصة في فترة الإجازة الصيفية عندما أذهب بأطفالي لبيت الأسرة ، لكن لاملجأ لي من جحيم أخوات زوجي غير المتزوجات غير بيت أسرتي. الحاجة فاطمة الأمين ابتدرت حديثها بقولها: ياحليل نسوان زمان! واسترسلت قائلة: هنالك عدد من النساء دمرن بيوتهن بسبب ارتباطهن الدائم بمنزل أسرهن فبعض الزوجات مثلا تأتي لبيت أسرتها أكثر من مرة خلال الأسبوع الواحد بجانب عطلة نهاية الاسبوع ولا يوجد زوج في حالة طبيعية يرضى بهذه الوضعية، وأعتقد أن السبب الرئيس وراء ذلك عدم توعية الأمهات لبناتهن بقدسية الحياة الزوجية. وه ، ع كانت لها قصة مع بيت أهلها وتسببت في طلاقها ترويها لنا قائلة: أنا من إحدى ولايات الوسط وزوجي يرفض سفرى لأهلي كل نهاية أسبوع رغم قرب المسافة ومعرفته بطبيعة وضيعتي في منزلنا حيث إنني البنت الكبرى وتقع على عاتقي كثير من المسؤوليات تجاه أسرتي. أشعر بأنني مازلت عزبًا! هكذا ابتدر مصطفى حديثه وأضاف: زوجتي تقضي جلّ وقتها في بيت أسرتها خاصة وانها بنت الجيران فأنا لم أجد حتى الآن الوقت الكافي للتعود عليها ونسبة للصلة الوطيدة التي تربطني بإخوتها كون نشأتنا في حي واحد لا أجرؤ على الشكوى والتزم الصمت رغم إلحاح أمي المستمر عليّ بضرورة حسم هذا الأمر. الأستاذة سميرة أحمد بشير باحثة اجتماعية من وزارة الإرشاد والرعاية الاجتماعية ولاية القضارف ألقت الضوء على الموضوع من ناحيته الاجتماعية قائلة: عندما تختار الفتاة شريك حياتها بنفسها وتكون الأسرة معترضة على هذا الاختيار لا تجد الفتاة غالبًا الترحيب من قبل أسرتها بزياراتها المتكررة ودائمًا ما يكون هذا الارتباط الوثيق ببيت الأسرة نسبة لعمل المرأة حتى تضمن استقرار أطفالها خاصة مع تفشي الكثير من المشكلات الاجتماعية ولكن بالمقابل ارتباطها ببيت أسرتها يُفقدها السيطرة على تربية أبنائها مع تدخل الحبوبة والخالات في التربية ولكل أسلوبه وعلى الزوجة الا تستغل أيضًا طيبة زوجها ووضعه الاجتماعي لصالحها فهي أيضًا لا تشعر بأن ما تفعله خطأ لكن غالبًا ما يلحظ ذلك أهل الزوج والأمهات أيضًا يلعبن دورًا في ذلك نسبة لارتباط الفتاة بوالدتها. وكانت لنا وقفة ختامية مع الدكتورة إبتسام محمود أحمد «مركز أمنية للتدريب وتنمية المهارات النفسية» والتى أفدتنا بقولها: لابد من معرفة الدوافع بداية، فهنالك دوافع نفسية وأخرى اجتماعية، ويمثل التغيير الفجائي من أهم الأسباب حيث يخلق للفتاة كثيرًا من الضغوط النفسية فتلجأ لأسرتها حتى تتأقلم تدريجيًا على وضعيتها الجديدة وغالبًا ما يستغرق ذلك الأمر السنة الأولى للزواج ويتحكم في ذلك شكل علاقة البنت ببيت أسرتها مثلاً إذا كانت وحيدة والديها أو أحد الوالدين مريض أو ارتباطها الشديد بوالدتها أو لظروف اجتماعية مثل كثرة المناسبات الاجتماعية بمنزل أسرتها وهنالك أيضا ظروف مهنية إذا كانت المرأة عاملة، عمومًا هنالك أسباب موضوعية وأخرى غير موضوعية فعلى الزوج أن يبحث عن الأسباب والدوافع حتى يتسنى لهما أي هو وزوجته وضع الحلول فكثيرًا ما تأتينا مشكلات في المركز بسبب ارتباط الفتاة بمنزل أسرتها فلا يجد الزوج مثلاً حتى مكان لتناول وجبته في غياب الزوجة.. فا لأولويات تحتم أسرة مستقرة منفصلة.