*وأنا أقرأ كلام الناس السبت الماضي، أحسست وكأنك تتكلم عن تجربتي الشخصية المريرة التي لقّنتني درساً أخلاقياً مفيداً، فقد حاولت كما حاولت جارة صاحب كلام الناس السبت الماضي، صديقة زوجته، استمالة زميلي في العمل، وجرجرته للزواج مني، وفعلت مثلما فعلت وأكثر، فكانت النتيجة أنني خسرت سمعتي بلا طائل. *هكذا بدأت صاحبة الرسالة التي قالت إن اسمها لا يهم ولا الجهة، واكتفت بالتوقيع على رسالتها ب"أنا من ضيعت في الأوهام عمري"، قالت في رسالتها الطويلة - التي اختصرتها – إنها كانت ترفض كل الذين تقدموا للزواج منها بحجج مختلفة، غير مبررة وغير حقيقية، فقد كان سقف أحلامها وتطلعاتها بعيداً عن الواقع الذي تعيش فيه. *تضيف صاحبة الرسالة قائلة: إن الأيام بدأت تمضي مسرعة، تخرجت من الجامعة والتحقت بوظيفة مناسبة، لكن للأسف بدأت فرص الزواج تضيق أمامي، إلى أن تراجع سقف أحلامي من فتى الأحلام، إلى أن أصبح فقط "ضل راجل" والسلام!!. *تساءلت صاحبة الرسالة: لماذا لم تخصص في كلام الناس السبت الماضي رسالة تنبيه لمثيلاتي من اللاتي أصبحن يسعين للحصول على "راجل المرة" بكل السبل المتاحة، كما حاولت جارة صاحب رسالة السبت الماضي صديقة زوجته!!، رغم "أننا" أحوج لرسالة التنبيه من عواقب "الإغراء" الذي قد يوقع بعض الرجال في "الشبكة" لكن التي تدفع الثمن الغالي هي التي تلجأ لهذه الوسيلة فتفقد الرجل وتفقد سعتها بلا طائل. *قالت صاحبة الرسالة إنها بدأت تنسج حبالها حول زميلها في العمل، رغم علمها بأنه متزوج ولديه خمسة أطفال، سعت لإقناعه بالزواج منها، ليس عبر الصور المثيرة كما فعلت الجارة صديقة الزوجة في كلام السبت الماضي، وإنما ذهبت معه أكثر من ذلك، فخرجت معه في لقاءات خارج نطاق العمل، فكانت النتيجة المتوقعة أنه تركها تواجه وحدها خيباتها. *لا أدري لماذا شعرت بالحزن والأسى وأنا أطالع هذه الرسالة التي تعبر بصدق لا يخلو من قسوة عن جانب من جوانب الواقع المأساوي لكثير من بنات هذا الزمن اللاتي فاتهن قطار الزواج لأسباب مختلفة، وبعضها بالطبع لا علاقة له بأية أسباب خاصة، وإنما بسبب الظروف الاقتصادية الضاعطة والطاردة للشباب، الأمر الذي يجعل بعضهن يحاولن اللحاق بقطار الزواج بشتى السبل والوسائل، و"بمن حضر"، دون أن يحسبن النتائج الوخيمة التي يدخلن فيها إن هن لجأن لمثل هذه الوسائل الخاطئة في إغراء الرجال بالزواج منهن. نور الدين مدني هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته