*العلاقات السودانية المصرية علاقات متجذرة إنسانياً واجتماعياً، حتى قبل أن تتبلور أشواق الحزب الوطني الاتحادي الذي كان يطرح مشروع الوحدة مع مصر، وقبل قيام مشاريع القومية العربية. *جرت مياه كثيرة تحت جسر العلاقات السودانية المصرية، في ظل المتغيرات السياسية الفوقية، والتوترات المصطنعة التي أحسن التعبير عنها رئيس السودان الأسبق الفريق إبراهيم عبود عندما وصفها ب"الجفوة المصطنعة"، والتي لم تؤثر سلباً على العلاقات الشعبية في كل العهود والحقب. *لن أتحدث عن المشروعات الوحدوية التي قامت من أجل تعزيز آفاق التعاون بين أبناء وادي النيل - من تكامل وإخاء و..الخ - لأنها ظلت دون تطلعات الإرادة الشعبية الغالبة التي كانت تتمدد عملياً على أرض الواقع متجاوزة خلافات الأنظمة .. لكن ظلت تطفح على السطح بعض بؤر التوتر مثل قضية حلايب، والتدخلات الفوقية، إضافة للخلاف في الموقف تجاه سد النهضة الإثيوبي. *نقول هذا بمناسبة زيارة الرئيس عمر البشير إلى القاهرة والمباحثات واللقاءات التي من المقرر أن تختتم اليوم، وسط آمال أبناء وادي النيل أن تنجح هذه الزيارة في تجاوز أسباب التوترات، والعمل سوياً من أجل تعزيز التعاون المشترك بين شطري الوادي خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية. *هذا يتطلب على الصعيد الداخلي في القطرين محاصرة أسباب التوترات الداخلية من أجل تحقيق الاستقرار السياسي والسلام الاجتماعي في البلدين، دون تدخل في الشؤون الداخلية. *من جانبنا في السودان لابد من تكثيف الجهود بجدية أكثر لإحياء عملية الحوار الشامل ودفع استحقاقاته السياسية، بدلاً من محاولة الإلتفاف عليه بلا جدوى، لأن بناء السلام الداخلي ضروري لإنجاح الحراك الخارجي الذي يهدف لإعادة التوازن المطلوب في علاقات السودان الإقليمية والعالمية. نورالدين مدني هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته