كلام الناس نور الدين مدني * كان هوانا مصرياً عندما كان الحزب الاتحادي الديمقراطي مصري الهوى، وهو يتبنى مشروع الوحدة مع مصر قبل الإجماع الوطني الذي انتصر إلى إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان يوم 19 ديسمبر 1955م، أصبح هوانا هذه الأيام جنوبياً تجاه دولة جنوب السودان التي خرجت من رحم السودان الأم. * لذلك ما زلنا نهتم بما يجري في مصر دون تدخل في شؤونها، لأن ما يجري فيها يؤثر على بلادنا، وبما يجري في دولة جنوب السودان لذات السبب، لكن ما يجري في دولة جنوب السودان يؤثر بصورة أكبر على مجريات أحوالنا، خاصة الاقتصادية منها. * لذلك ظللنا أيضاً نحرص على تأمين السلام الذي تمّ والحرص على حسن جوار آمن وعلاقات تعاون ضرورية مع دولة وشعب جنوب السودان في شتى المجالات، ليس فقط لإطفاء الحرائق المتداخلة بين البلدين وإنما من أجل تنمية العلاقات الطبيعية بيننا إنسانياً واقتصادياً وثقافياً وإعلامياً وأمنياً و... إلخ، لصالح الإنسان السوداني في الشمال والجنوب. * مرة أخرى نؤكد أن ما يجري في دولة جنوب السودان شأن داخلي ولسنا طرفاً فيه، ولكننا نحرص على تعزيز السلام في ربوعه و(حلحلة) مشاكله الداخلية لاقتناعنا بأن التوترات والاختناقات هناك تلقي بآثارها السالبة على الأوضاع الداخلية في بلادنا. * بعيداً عن رأينا في المتغيرات التي جرت في حكومة دولة جنوب السودان، دعونا نرحب بقرار الرئيس سلفاكير بتعيين جيمس واني نائباً له لمعرفتنا بتوجهات واني الإيجابية تجاه السودان، ولواني مقولة ما زالت محفورة في ذاكرتنا عندما كانت الحركة الشعبية شريكاً في الحكم، قالها في لقاء جامع بمقرهم السابق في المقرن، مفادها أن السودان بمكوناته المختلفة أشبه بطبق (السَلَطة) التي تجمع بين مختلف الألوان، الأخضر والأحمر والأبيض و... إلخ، وعلينا أن نحافظ على مكوناته التي تشكله بكل هذا التنوع الثر. * تهانينا لابن السودان جيمس واني بهذه الثقة المستحقة، وننتظر منه بكل ثقة أن يدفع مع أخوانه في حكومة دولة جنوب السودان المساعي الرامية لإزالة الجفوة المفتعلة ودفع خطوات التعاون الإيجابي بين أهل السودان في الشمال والجنوب لصالح المواطنين هنا وهناك.