بقلم : محمد الطاهر العيسابي هل المجلس التشريعي للولاية الشمالية في حاجة إلى نزهة أم إلى زيارة يقف فيها على القضايا التي تمس البسطاء من مواطنيهم ويتلمس هموم الناس ؟ ، أيعقل أن يتفرغ مجلس بأكمله أو بعض منه ليزور بغضه وغضيضه مشروع استثماري أجنبي وهو مشروع أمطار الإماراتي غربي محلية الدبة ( ليتفرج ) على إنجازات الآخرين ، ويترك مشاريع حكومية وطنية على بعد كيلومترات منه تتراكم على رأسها المشكلات وتقف أمامها العثرات ، أيهما أحق بالزيارة المشاريع الحكومية " المعطلة " التي تهدف إلى توطين القمح ، أم مشاريع الغير من الأغراب التي تصدر الأعلاف !! ، هل يبحث تشريعي الولاية عن إبرة نجاح ( مفقود ) في كوم من القضايا والمشكلات ، أم أراد أن يعصب عينيه ويصم أذنيه عن ما هو أهم ومطلوب ،ومن العجب العجاب يحدثوننا عن إنجازات ليسوا بأصحابها ، وينسون إخفاقات تحيط بهم يمنة ويسرى دون أن يلقوا عليها حتى " نظرة الوداع " وهي تحتضر على الفراش ، فمشروع كمشروع الجابرية تنقسي الزراعي على مساحة تقدر بأكثر من 17 ألف فدان ، يروى من النيل ، كان سيغير وجه الحياة في المنطقة ، وينعش " جيوب " الكادحين ظل يعاني من الإهمال والمشكلات الفنية لفترة طويلة قاربت الالستة أعوام بعد أن صرفت عليه الدولة أموالاً طائلة لاستصلاح بعض أراضيه وتجهيزها ، للأسف بقيت هذه الأراضي بورا وحلما مؤجلا إلى أجل غير مسمى ، دون أن تهوي إليه أنفس من أعضاء تشريعي الشمالية ، لإنشغالهم بجلسات الانعقاد بمنتجعات سد مروي ، وزيارات مشاريع استثمارية أجنبية بالولاية لا تجلب لهم كدرا ولا وجع رأس !بالله عليكم أيهما أولى بالزيارة والوقوف عليها مشاريعنا الحكومية الفاشلة المعطلة أم المشاريع الأجنبية الاستثمارية الناجحة ؟ ، وما هي تقارير الزيارة لتلك ألها مبرر سوى للنزهة والإعجاب والإشادة والمدح وتغطية الفشل والعجز ، أم بماذا نصفها ؟ و من الأولى بالزيارة مشاريع " الغلابة " التي تشكو بثها وحزنها وهمها إلى طوب الأرض أم المشاريع المتخمة بإمكانيات أهلها ، أما كان من الأجدى أن يقف المجلس بنفسه على مشكلات المشاريع الحكومية المعطلة ويضع لها الحلول ويستدعي المسؤولين ؟ حقيقة الحكم اللامركزي فعلاً يحتاج إلى تقويم وتعديل وتطوير ، وقبل تعيين الولاة يجب أن ينظر في دور هذه المجالس التشريعية التي يعد أعضاؤها بالآلآف في السودان ، أين دورهم الرقابي وهم يعيشون في تجانس تام ورقة ولين مع السلطة التنفيذية دون فرض هيبتهم الرقابية أو محاسبة مسؤوليها؟ ، لو دعمت الدولة صناعة الصحافة المترنحة لقامت بأفضل من هذا الدور ، والذي تقوم به الآن رغم ضيق يدها وتكبلها ، إلغاء هذه المجالس وتسخير ميزانياتها في مشروع تنموي بكل ولاية ولو كان مكان كل مجلس إقامة مصنع لتغليف " التسالي " وتصديره فهو أنفع للمواطن من هذه الأجسام التي تمتص من دماء الخزينة العامة دون إنتاج ! إلى لقاء ... هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته