بقلم : محمد الطاهر العيسابي بالأمس قدمت لنا الدعوة لحضور محاضرة قيّمة بمركز دراسات المستقبل بعنوان ( التربية في منهج القرآن الكريم ) تحدث فيها أ . محمد بشير عبدالهادي و د. عبدالباسط عبدالماجد وعدد من أساتذة الجامعات ، كانت محاضرة شيقة ومفيدة أحسست فيها كظمآن يمسك بكوب من الماء ليروي عطشه ، تحدث العلماء بأسلوبٍ شيقٍ ومعاصر، وهم يسقطون آيات القرآن الكريم عن ( التربيّة ) على واقعنا المرير ، وحقيقة هذا ما تفقده مجتمعاتنا وخاصة في هذا الزمان ، بدءا بالنشء البذرة التي يجب أن نراعي غرسها الطيب لتنبت شجرة مباركة تؤتي أكلها كل حين ومروراً بالشباب مستقبل هذه الامة ، وماهو مؤسف أن شارعنا الآن يفتقد للتربية على منهج القرآن كما يفتقد للقدوة الحسنة . كتبت قبل فترة عن قصة طفلة صغيرة ، مازالت عيناها الصغيرتان تتفتحان على الحياة ، لم تتجاوز السابعة من عمرها لا تعرف غير وجه شقيقها الصغير ودُميتها الناعمة الملمس ، ذهبت في رحلة مدرسيّة إلى إحدى حدائق العاصمة الصاخبة « الخرطوم » برفقة زميلاتها الصغار اللاتي في عمرها ، كانت الفرحة تملأ قلوبهن البريئة وهن يصعدن إلى الحافلة التي تقلهن إلى الحديقة برفقة معلمتهن المقربة إليهن ، كان " الصغيرات " يمنيّن أنفسهن بالتمتع بالنظر إلى الطيور المغردة والحيوانات الأليفة والقرود الطريفة ( ولكن ماذا شاهدنا ؟ ) رجعت الطفلة إلى البيت وهي مضطربة ومذعورة خائفة ويدور في عقلها الصغير ألف سؤال " بريء " لا تعرف له إجابة ، ارتمت في حضن والديها لتحكي لهما ما شاهدته هي وزميلاتها الصغار خلال رحلتها التي من المفترض أن تكون « ترفيهية » ، قالت ببراءة « شاهدنا اليوم يا بابا « ولد وبنت يلتصقان مع بعضهما ويلتقيان "بفمهما " » وعبرّت عن ذلك بتعابيرها " البريئة " متسائلة لماذا يفعلان ذلك بالحديقة !! نعم يا ولاة أمرنا " قبلات ساخنة " يتم تبادلها بين « بعض » الشباب والفتيات وفي الهواء الطلق بحدائق عاصمة مسلمة ومن المفترض أن تكون « محافظة » ، وأمام جيل ناشيء بريء مازالت بريق عيناه يلمعان وأبت إلا وأن « تعكرهن » مثل هذه المشاهد المخلة بالآداب ! ماذا حدث في أخلاقنا وشبابنا ومرافقنا العامة ، هل اقتربت الساعة بشيوع الزنا وهوان المرأة : كما يقول الحديث الشريف « لا تقوم الساعة حتى توجد المرأة نهارا تنكح وسط الطريق لا ينكر ذلك أحد فيكون أمثلهم يومئذ الذي يقول : لو نحيتها عن الطريق قليلا ، فذلك فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم » !! أيعقل هذا حتى الذي فينا مثل « أبي بكر وعمر » فيكم ، غير موجود !!، نساء كاسيات عاريات يتمايلن في الطرقات ، ويقفن على الشوارع في « جنح الليل » لأصحاب بعض ذوي النفوس « الدنيئة » من أصحاب المركبات دون حياء أو وازع ديني أو من ( يردعهن ) ، ببساطة لأننا افتقدنا للتربية والقدوة الحسنة ، أعجبني تساءل أحد العلماء بالندوة قائلاً : أين المسؤولون الذين نجدهم يحتشدون في مهرجانات الحفلات و ( الرقص ) ويغيبون عن حِلق الدين والعلم؟ أين ولاة الأمر الذين يجب أن يحضروا هكذا مناصحات ونقولها ويسمعوا منّا ، للأسف غياب عن العلم وحضور وإحتشاد في حفلات ( الرقص ) .