*يحمد للمتابعين لأمر منتخبنا الوطني الأول أنهم يعرفون إمكانياته وقدراته، لذلك جاءت كل المطالبات لمازدا ومنتخبه بالصعود للدور الثاني للبطولة ولم يشطح أي منهم، مدربا كان أم لاعبا أم مسؤولا أم حتى أعلاميا. كما أفرحهم تناول العارفين بخبايا كرة القدم الإفريقية للمنتخب وتاريخه باعتباره واحدا من المنتخبات التي ساهمت في اكتشاف الكرة في إفريقيا كما أن الاتحاد السوداني لكرة القدم من المؤسسين للاتحاد الإفريقي ونحلم في الأعوام القادمة أن يكون منتخبنا واحدا من المنتخبات القوية الوازنة في كأس إفريقيا للأمم. * لم يحلم أحد ولم يأمل أحد أن يكون منتخبنا في دائرة التنافس في البطولة التي تستضيفها الغابون وغينيا الإستوائية بدءا من اليوم، لأننا نعرف امكانيات منتخبنا وإمكانيات المنتخبات المرشحة للمنافسة على اللقب. كل حلمنا الصعود للدور الثاني ولكن عقب هذه البطولة نود أن نصنع منتخبا يجعلنا نرمي باللوم على كل من يخرجه من دائرة المتنافسين على اللقب القاري، لأننا إن أردنا أن ننافس على مراكز أفضل في البطولة أو نحلم بلقبها في البطولات القادمة فلابد لنا من توفير ما تحتاجه المنتخبات لصناعة أجيال قادرة على الوجود مع الكبار لأن إعمال المنطق ومعرفة المنتخبات الإفريقية وتطورها يعطيانا مؤشرا جيدا للكيفية التي جعلتها تحلم باللألقاب كما يعطينا مؤشرا للكيفية التي يضع بها الخبراء المنتخبات الأخرى وقياس مستوياتها. * نجد أن الحقيقة الواقعية التي يعرفها القاصي والداني عن صقور الجديان، وأن الخبراء وبعد رصد دقيق ومعرفة تامة لكل المنتخبات وضعوا منتخب غانا في المقدمة للفوز باللقب وهذا لأن غانا قدمت خلال آخر ثلاث سنوات ما يؤكد قدرتها وعودتها القوية إلى قمة إفريقيا. وغانا لها سجل حافل في المربع الذهبي لكأس إفريقيا للأمم بل وصلت إلى نهائيات كأس العالم لسنة 2010 بجنوب إفريقيا لأول مرة في تاريخها..ينافس غانا الجيل الذهبي لمنتخب كوت ديفوار والذي يمزج بين لاعبين أصحاب خبرة ولهم باع طويل في المنافسات الكبيرة بالإضافة لآخرين صقلتهم البطولات الأوربية، لذلك ستكون ساحل العاج منافسا شرسا وقويا على اللقب الإفريقي في ظل غياب القوى التقليدية مصر، الكاميرون ونيجيريا.. اعتقاد أخير *نحتاج في الفترة القادمة لإداريين وفنيين مسؤلين عن منتخبنا لإحداث ثورة في هيكله ليضم لنا مجموعة من اللاعبين يعطونا الأمل والفخر في التنافس على اللقب الإفريقي وليس طموح التأهل للدور الثاني وهذا يمكن أن يتحقق في قادم البطولات إذا استعنا بكشافين وغيرنا عقليتنا ووفرنا الإمكانيات لإيجاد منتخب قوي ومميز، نحتاج لإيجاد نواة منتخب بطل، ولا يستطيع أحد أن ينكر ما قدمه منتخبنا في مشوار التصفيات تحت قيادة مازدا ولاعبيه وأن وجودنا في غينيا بحساب إمكانيتنا يعتبر إنجازا في حد ذاته ونريد أن نستغله من أجل طرق لاعبينا للاحتراف الخارجي، وإن حدث فسيكون أولى خطوات التعافي من حالة المحلية التي (عتتنا) فيها، كما أننا نسلك طريقا بعيدا عن كل الذي كان من ضياع وشرود منذ أن تأهل منتخبنا لأمم إفريقيا بغانا بعد غياب دام لثلاثة عقود. فالصقور خرجوا من الدور الأول لكأس إفريقيا للأمم بغانا سنة 2008 وعجزوا حتى عن التأهل لنهائيات دورة 2010 بأنغولا.. *أعتقد أن واقعيتنا ومطلبنا لهم بالتأهل للدور الثاني حسب إمكانياتنا يبعدانهم عن الضغط النفسي ويحفزانهم على لعب دور الحصان الأسود في لخبطة مجموعتنا. وكان منطقيا بحكم استعداداتنا أن يكون طموحنا ضمان أحد المقعدين المؤهلين للدور ربع النهائي في مجموعة لا يجب أن نتوهم بأننا نلعب فيها بحظوظ وافرة، لا لسبب إلا لأنها تضم منتخبات ساحل العاج وأنجولا وبوركينا فاسو.