محاسن أحمد عبد الله دعارة مقنَّنة! أثار خبر ضبط شرطة أمن المجتمع لأجانب من الجنسين في أوضاع فاضحة ومخلة بالآداب بمنطقة الديوم الشرقية ردود فعل عنيفة وسط عدد كبير من المواطنين القاطنين بالمنطقة والمناطق المجاورة، في الوقت الذي أمر فيه معتمد محلية الخرطوم عمر نمر بإخلاء ومصادرة 4 منازل فوراً بالمنطقة بحجة أن بها مطاعم عشوائية وتزاول فيها أفعال فاضحة، وأن الشرطة تمكنت من مداهمة المنازل المشبوهة على إثر البلاغات المتتالية وشكاوى من مواطني المنطقة عن الأعمال غير الأخلاقية التي تدار بتلك المواقع. ما حدث من مداهمة والقبض ب(الثابتة) لهؤلاء المتهمين لم تكن السابقة الأولى ولا الأخيرة، لقد شاهدنا وسمعنا مرارا وتكرارا بتلك الحوداث بحكم مولدي ونشأتي بمنطقة الديوم الشرقية تلك المنطقة التي نشأ فيها والدي منذ صغره وتكونت فيها أسرتي وسط جيران وأحباء يحملون كل الصفات الحميدة من (طيبة، كرم، شهامة) وفوق كل ذلك فهم اجتماعيون من الطراز الأول ويتمتعون بقدر كبير من الفهم والوعي والعلم الوافر وثقافة لا محدودة ودبلوماسية وكياسة يحسدهم عليها البعض، ولكن مع تغول عدد ضخم من الأجانب المستأجرين من الدول المجاورة أصبحت تفوح رائحة كريهة ما عهدناها عندما كنا صغارا ونحن نتجول ما بين سوق الديم وديم القنا وباشدار وشارع 41 ندخل منزل هذا ونطرق باب ذلك تحفنا الطمأنينة، حتى ترعرعنا وقوي عودنا وبدا معركة التغول الأجنبي لعدد من البيوت التي غادرها أهلها بحث عن (الوساع) في مناطق أخرى. تعاملنا مع أغلبهم بطيب خاطر وكرم سوداني أصيل لأن من بينهم من جاءوا يبحثون عن اللقمة الحلال بعد أن ضيقت عليهم الحرب والفقر الخناق في بلدانهم ولم نكن ندري أن البعض منهم يحمل مآرب أخرى بشعة حتى تفشت دعارة مقننة تمشي على قدمين، بدءا من إيجار الغرفة ب(عريشة) ملحقة بالمنزل يقوم أصحابها صباحا بحثا عن الرزق في مجال (النظافة والطهي والغسيل) ليتطور الأمر لدى البعض منهن بشغل جزء من المنزل لبيع القهوة وما أدراك ما القهوة التي تقام لها طقوس غريبة كما الليالي الحمراء! تلحقنا رائحة البخور المختلفة من فوق الجدران مع غياب متعمد لرائحة القهوة الحقيقة وضحكات مجللة تصل حد الإزعاج، وشيئا فشيئا أصبحنا نرى وجوها مزعجة وفتيات ماجنات لنعلم علم اليقين بعدها أن هناك دعارة مقننة تسيدت المكان، لنستمع إلى صافرات سيارات شرطة النظام العام بين الفينة والأخرى وهي تداهم تلك المنازل لتضبطهم وهم يديرون الأفعال الفاضحة. والغريب في الأمر أن هناك من يطلقون سراحهم في الحال ليواصلوا صباحا ما تمت بسببه المداهمة ليلا، والذي يؤسفنا أكثر أن وجود بعض السودانيين في تلك البيوت المشبوهة وهم يروجون لها بين أصحابهم ومنهم من يتمردون من جامعاتهم بحثا عن المتعة الحلال وفتيات صغيرات في السن يتم إدراجهن ليكنَّ ضحايا لكمين محكم اسمه (قهوة حبشية). يجب على الجهات المسؤولة توجيه المزيد من الحملات لتجفيف أماكن الفسوق والدعارة وترحيل كل من يثبت تورطه إلى بلده حتى نستطيع أن نسترد لمنطقة الديوم عافيتها وسيرتها الأولى بعيدا عن التشويهات التي طالتها أخيرا بسبب البعض، حتى إذا ما سئل احدنا من أي مدينة أنت نجيبه (من الديم) ليأتي الرد صادما: (أوووووه.. ديامة حطب القيامة)، كما يجب علينا نحن الأسر مراقبة أبنائنا حتى لا يكونوا صيدا سهلا لتلك الشبكات التي اتخذت من البغاء والفجور رزقا والعياذ بالله. بدون قيد: عزيزي.. منحتك يوما ما شرف الانتماء إلى قلبي بإرادة مني.. وها أنا الآن أُخلي سبيل قلبك رغبة مني ليتجه حيث يشاء.. فأنا تلميذة في مدرسة الحب أتنقَّل في فصوله كما أشاء