نور الدين مدني هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته لا تسدوا على الناس "طاقة" الترويح الحلال عن النفس *لا أدري لماذا يبدأ صراخ وعويل البعض كلما هلَّت بشائر العام الميلادي الجديد، خاصة من أولئك الذين يتعمدون خلط الأوراق ويربطون فرح الناس به بمناسبة دينية لإخوة يعيشون بيننا، كما نعيش بينهم في جميع أنحاء العالم، رغم أن علمهم بأن هذه المناسبة الدينية معروف مواقيتها في العالميْن الشرقي والغربي ولا تصادف ليلة رأس السنة؟ *إن الذين يملأون بلادنا صراخاً وعويلاً في مثل هذه الأيام، يتسببون في تسميم الأجواء والأنفس، ويحرضون الأبرياء على العنف كم حدث قبل أعوام في قلب الخرطوم، مع أنهم يعلمون أن أهل السودان ظلوا يحتفلون بليلة رأس السنة منذ قديم الزمان دون أن يربطوا احتفالهم بأية مناسبة دينية. *بعض ترزية التبريرات ربطوا الاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة بازدياد جرائم الزنا والعياذ بالله، وادَّعوا أن دراسة أجريت أثبتت أن الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية يزدادون في شهر سبتمبر من كل عام ليؤكدوا زعمهم هذا! *لا أدري لماذا يحاول البعض التضييق على الناس الذين ينتهزون هذه المناسبة للترويح على أنفسهم في الهواء الطلق أمام نظر وسمع الأجهزة المعنية بالأمن والنظام العام المنوط بها حمايتهم، بدلاً من أن يحرضوا على الناس ليفسدوا عليهم فرحهم باستقبال العام الجديد. *ليتهم يتركوا الذين يبحثون عن "طاقة" للفرح بهذه المناسبة كي يروحوا عن أنفسهم ترويحاً حلالاً، وذلك لا يقلل من عظمة الاحتفال بعيد الاستقلال المجيد الذي لا يحتاج الاحتفال به إلى أمر سلطاني أو طقس شكلي يُفرض عليهم فرضاً. *دعونا نتفاءل بالعام الميلادي القادم سائلين المولى عز وجل أن يجعله عام نهاية للأحزان العامة، والخروج من دوامة الخلافات السياسية والنزاعات المسلحة حتى ننعم جميعاً بالسلام والاستقرار والحرية والخير والعدل والتنمية المتوازنة.. آمين يارب العالمين.