كاركتير معبر جداً نشر في إحدى الصحف خلال الأيام الماضية يدور حول خطاب بين فتاتين عن هجرة الشباب إلى خارج البلاد وتضاؤل فرص الزواج، فقالت لها رفيقتها: ما مشكلة الواتساب والفيسبوك قاعدات للتعارف والخطوبة والإسكايبي، للعقد بس أهم شيء خليك طوالي (أولاين)، يعني مهم جداً تكوني طوالي منشّطة خدمة الإنترنت عشان ما يكون جاييك عريس ويلقاك برة الشبكة. و(الواتساب) وهو موقع لتبادل الرسائل القصيرة والفيديوهات والمقاطع الصوتية، أصبح الآن يتسيد الساحة بلا منازع، وطبعاً (النسوان يعجبنك)، في قروب للحنانة، وآخر للطبيخ، وثالث للأثاث، ورابع للمنازل، وخامس مع (نسوان الحلة)...إلخ. تحكي الطرفة أن الرجل جاء إلى المنزل في العاشرة مساء وهو جائع يريد العشاء فوجد زوجته نائمة، فما كان منه إلا انتهرها بصرامة وقال: (قومي أعملي لينا حاجة نأكلها عاملة فيها نائمة آخر ظهور ليك في الواتساب قبل خمس دقائق). ويبدو أن الحالة (الواتسابية والفيسبوكية) بدأت تنتشر في المحيط العربي عندما خاض شاب يمني تحديا مع والد فتاة طلب مليون إعجاب (لايك) لصفحته في فيسبوك كمهر لابنته، وعلى مدار الشهور الماضية حاول الشاب تأمين المهر ونجح في حصد أكثر من 136 ألف إعجاب، واكتفى والد الفتاة بهذا الرقم، وزوج ابنته للشاب بحفل كبير نهاية الأسبوع الماضي. رغم أن الشاب لم يصل إلى الرقم المطلوب ولم يؤمن المليون إعجاب لصفحة والد الفتاة، لكن الأب قدر الظروف وسعي الشاب إلى تحقيق الهدف وتم إكمال مراسم الزفاف بعد انتهاء المهلة المحددة لتجميع المهر. وقال والد العروس ويدعى سالم عياش بحسب وسائل إعلام يمنية إن الهدف من تلك الفكرة هي لفت انتباه الناس إلى ضرورة التخفيف من المهور ومساعدة الشباب اليمني على الزواج، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية التي تواجه الشباب في اليمن وغيرها. يبدو أن التجربة اليمنية قد تنتقل إلى السودان في ظل الاهتمام الكبير الذي يوليه السودانيون لمواقع التواصل الاجتماعي، وكما كتبنا في وقت سابق في هذه المساحة أن أمر الزواج يحتاج إلى حملة تمرد من الجنسين على العادات والتقاليد التي تجعل كلفة الزواج باهظة، لكن طبعاً نحن قوم يحب أكثرنا التفاخر والتباهي، ولو التجربة اليمنية حاول شابان تنفيذها هنا ستتحول بقدرة قادر إلى (بوبار)، فلانة حصلت على (مليون لايك)، وفلانة ديك حققت أكثر من (مليون لايك)، و(يبقى يا زيد كأنك ما غزيت)، ونرجع لمربع (العنوسة الأول)، أحد (الخبثاء) قال: (طيب لو أبو البت وافق على زواجها بلايكات فيسبوكية، المأذون حيكتب شنو في القسيمة عن الصداق؟)، فقال له: (ياخ دي أصلا ما مشكلة لأنه كتير بتسمع المأذون في خطبة النكاح يقول وعلى (الصداق المسمي بيننا)، ويسكت دون تحديد (لأنه المبلغ بسيط))، والله برضو فهم، ولا أدري هل سيأتي يوم ويكون فيه الشعار (كتر لايكاتك وفوز بزواج إحدى الحسان)، وسبحانه الله، أنا أقول السودانيين ديل (بحبوا اللايكات كدا مالهم أتاريهم راقدين فوق راي)، بعدين ما معقول أحدهم يكتب أن أحد أقاربه توفي فتجد (اللايكات)، وبالمناسبة (اللايكات دي) لغير الناطقين بلغة الفيس هي الإعجاب، ومفردها (لايك) أي (أعجبني) يا أخوانا رجاء خاص (أخبار الوفيات ما تعملوا ليها: "أعجبني")، ادعوا للمرحوم بالمغفرة، ما تكتروا اللايكات سااااااي، أقرأ قبل اللايك هداك الله