انتشار أغنيات (الزار) في الحفلات.. هل ارتدت الجهات المسؤولة (الطربوش الأحمر)؟ الخرطوم: تفاؤل العامري مشاهد ساخنة تدعو للدهشة والحيرة، والفرقة الموسيقية للمغنية تبدأ بإيقاعات غريبة تحركها (نقرات الطار) وتدعمها (رائحة البخور) المتسللة عبر أغنيات صاخبة من أغاني الزار الشهيرة، وتلك كانت الوصلة الأولى للمغنية التي اشتهرت بتلك النوعية من الأغاني وتفاعل النسوة مع (بشير وسلطان الحبش وأزرق بندة والفلاتية والخواجة)، الأمر الذي يجعلنا نقف في حيرة من أمرنا ونسأل هل نحن في حفل زواج أم (يومية زار)؟.. وذلك بعد انتشار تلك الأغنيات في حفلات الأعراس عبر (تحايل) غريب وعجيب على القانون الذي يمنع ترديدها. طربوش وحاجات تانية: المغنية (ننوسة) تعتبر من أكثر المغنيات وأشهرهن ترديداً لأغاني الزار عبر الحفلات الخاصة وسارت على خطاها العديد من المغنيات، إذ حمل أحد المقاطع عبر اليوتيوب مغنية أخرى تدعى (فاتن اشري) بصحبة فرقتها الموسيقية وهم يرددون (الطربوش الأحمر) وكأنها تؤكد أن الحفل (يومية زار) وليس حفلا خاصا، وظلت طول الحفل تنادي على (الشيخات) وتردد أغاني الزار المصحوبة بالرقصات، وربما كان الأمر مقبولا إن اقتصر الرقص على النساء فقط، لكن أن ترى رجالا وهم يهيمون على وجوههم يتراقصون في هيستيريا تجعلنا نجزم بأن هؤلاء يتعمدون إحياء تلك (اليومية) خاصة أن صاحب الطار الشهير (قسوم) كان يحفز الجالسين على المشاركة في (فتح العلبة) حسب لغة أهل الزار بدقاته الرنانة على طاره ويأتي برقصات مختلفة ومغنيته تردد: (سوي السي ياميرا) (العب ياسيدي) (عفوكم ورضاكم) (علي الله وعليكم)! إعلان مقاطعة: من جانبها أكدت الفنانة زهرة مدني أنها كانت تردد بعض أغاني الزار عبر حفلاتها إلا أنها قطعت عهدا بعدم ترديدها بعد تعرضها لموقف أثناء إحيائها لحفل خاص قائلة: (بدأ الإيقاع أكثر سخونة وبدأت أردد إحدى أغنيات الزار فإذا بي أفاجأ بإحدى النساء تركض مسرعة وبدا التوتر على ملامحها، ودخلت في رقص محموم بحركات غريبة وما هي إلا ثوانٍ حتى سقطت مغشيا عليها توقف الحفل وحتى اطمئن الجميع عليها وواصلت الحفل لكن قطعت عهدا على نفسي بأن لا أعود لترديد تلك النوعية من الأغاني رغم الطلبات المتكررة عبر الحفلات)، أما الفنانة حنان بلوبلو فأشارت إلى أنها لا تتعمد ترديد أغاني الزار عبر حفلاتها تخوفا من حدوث ما لا يحمد عقباه في إشارة إلى أنها تدرك أن أغلب النساء يتملكهن ما يسمى بالزار! قصص من الواقع: أصبحت حفلات الأعراس لا تخلو من أغاني الزار وأصبحت ظاهرة تم تناولها عبر الأجهزة الإعلامية بمختلف تخصصاتها وعبر إحدى الفضائيات تمت استضافة المغنية نجاة الجريف التي درجت على ترديد أغاني الزار والتي قالت: (في حفل رقيص عروس طلبت مني العروس أن أتغنى ب(اللولية) واستجبت لطلبها لكن ألجمتني المفاجأة إذ ترجلت العروس من علي المسرح ودخلت في رقص هستيري وحاولت أن أتوقف إلا أن والدتها أسرعت نحوي قائلة: (خليها تكمل خيطها)!.. وواصلت حتى نهاية الأغنية وعادت العروس أكثر هدوءا وواصلت فاصل الرقص وكأن شيئا لم يكن)، مؤكدة أنها تتغنى بكل خيوط الزار وهي (للباشا والخواجة ولدنورا والنمر وغيرها) عبر حفلاتها الخاصة وأن الطلبات تأتي إليها من رجال وشباب ولا يقتصر الأمر على النساء!! أهل الاختصاص: من جانبها أكدت الاختصاصية الاجتماعية دلال عبد الرحمن أن الزار ما هو إلا نوع من أنواع العلاج التقليدي الذي تلجأ له بعض الأسر لافتة إلى أن تلك الحالات ترتبط بالمستوى الثقافي التعليمي فالزار ما هو إلا حالة نفسية تصيب بعض النساء والرجال وغالبا ما يكون أحدهم ممسوسا من الجن لكن الزار ما هو إلا علاج وهمي، مشيرة إلى أن حالات الإغماء المصاحبة للعلاج بالزار تشبه الإيحاء إذ إن المريضة يكون لها الرغبة في الشديدة في الحديث وما تعانيه وهو ما يسمى بالتنفيس الانفعالي الشيء الذي يخفف عنها ما تعاني فهي غالبا لا تستطيع البوح بما تحس فتدخل في تلك النوبات وربما يفيد العلاج بالزار بعض النساء اللاتي يؤمنَّ به!