التعددية الحزبية التي تشهدها الساحة السياسية السودانية اليوم وبهذه الكثرة، أعتقد أنها لا تخدم الوطن ولا المواطن فاليوم هناك أكثر من ثمانين حزباً منها أربعة وأربعون سوف تخوض الانتخابات المقرر اجراؤها في شهر إبريل المقبل إن شاء الله وأعتقد أن هذه الكثرة ناتجة عن ظاهرة الانشقاقات الحزبية التي تعتبر آفة الأحزاب السودانية اليوم وإذا نظرنا للجارة مصر ولحزبين من أحزابها العريقة الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الوفد فالحزب الوطني الديمقراطي هو حزب واحد منذ تأسيسه وإلى هذه اللحظة وحزب الوفد هو حزب واحد منذ تأسيسه وحتى الحين رغم انهما أمضيا حقبًا بينما نحن لدينا الحزب الواحد سرعان ما ينقسم إلى أجنحة عديدة فهل يجدي ذلك؟ طيب وعلى سبيل المثال إذا كان لدينا خمسون حزباً سياسيًا فصارت خمسة كل عشرة أحزاب في حزب واحد، أما تكون الخمسة أحزاب أقوى من الخمسين حزبًا الضعيفة المتشرذمة؟..ولونظرنا للديمقراطية الممارسة الآن في الغرب ففي الولاياتالمتحده هناك حزبان فقط الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي حزبان في دولة بوزن الولاياتالمتحدة العالمي والحريات فيها متاحة بلا حدود وفي بريطانيا هناك أيضًا حزبان فقط حزب المحافظين وحزب العمال حزبان في دولة بحجم بريطانيا الدولي فهل يصح لنا أن نقول:إن بريطانيا منقوصة الديمقراطيه لعدم كثرة الأحزاب بها؟ طبعاً لا نستطيع لأن واقع الحال بها يفندنا أن قلنا ذلك..وبالعودة لظاهرة الانشقاقات الحزبية فهي التي أدت لتعقيد حل كثير من القضايا الوطنية المهمة لأن كل مجموعة منشقة ترى نفسها أنها لسان حال القضية وهي أحق بالتفاوض مع الحكومة ولكن الحكومة من تفاوض؟ هل يجدي أن تفاوض الحكومة عدة فصائل لحزب واحد أوحركة واحدة؟ وهذا هو الذي أدى لفشل كثير من جولات التفاوض السابقة حول القضايا الوطنية المصيرية بعد أن يكون الحل قاب قوسين أو أدنى وبالطبع أن كل قضية قابلة للحل فقط إذا التف حولها أصحابها في رجل واحد واعتقد أن الإلفة التي تميزالسودانيين عن غيرهم لهي جديرة على لم شملهم وهذه الإلفة بهرت حتى المراقبين الأجانب في كل جولات التفاوض بين الحكومة السودانية والمعارضة فالمراقبون يشاهدون الفرقاء المتفاوضين وهم يتسامرون مع بعضهم ويأكلون سوياً إذن ما الخلاف بينهم؟!..مره اخري اقول:ان كثرة الاحزاب الناتجه عن الانشقاقات غيرمجديه للوطن والمواطن على السواء، الله أسأل أن يجمع أبناء الوطن على كلمة سواء من أجل هذا الوطن الذي يسع الجميع، لعمرك ماضاقت بلاد بأهلها ولكن صدورالرجال تضيق.