*تعتبر السنوات الخمس الأولى في حياة الأطفال من أهم سنوات عمرهم، لأنها سنوات التنشئة الأولى لبنائهم النفسي الاجتماعي، وفي هذه السنوات تكون المسؤولية الأكبر ملقاة على عاتق الوالدين، إضافة للمؤثرات التواصلية التقنية التي يجب أن تكون أيضاً تحت رعاية الوالدين . *السنوات الخمس الأولى تعتبر أيضاً سنوات اختبار للتوافق الأسري يضع الزوجان فيها أساس البناء الاجتماعي للأسرة، فإذا نجحا في تقوية أعمدة بنائه استقرت الأسرة واستقر الأطفال في بيئة أسرية معافاة، وإذا تفاقمت المشاكل بينهما أثر ذلك سلباً على الصغار. *في مرحلة لاحقة عندما يلتحق الأبناء والبنات تصبح العملية التربوية مسؤولية مشتركة بين الأسر والمدارس، ليس فقط عبر مجالس الآباء وأولياء الأمور، وإنما بالمتابعة اليومية لدروس الصغار وسلوكهم وعدم تركهم لرفاق ورفيقات السوء في الحي أو المدرسة. *شهدت الأيام الماضية احتفالات مدارس الأساس بوداع تلاميذ الصف الثامن وسط مشاركة طيبة من الآباء والأمهات اللاتي شكلن حضوراً أكثر في هذه الاحتفالاات و هن يحرصن على المشاركة بمخاطبة الاحتفال شاكرين المعلمين والمعلمات ومعبرين عن أملهم في دوام النجاح والتوفيق لابنائهن وبناتهن في مقبل أيامهم/ن. *نقول هذا بمناسبة بدء امتحانات شهادة الأساس في ولاية الخرطوم اليوم الأحد وسط اهتمام أسري وشد عصبي لا مبرر له، خاصة وأنه يؤثر سلباً على قدرة الممتحنين والممتحنات على التركيز. *الآن وقد دخل التلاميذ والتلميذات للامتحان لاداعي لشد الأعصاب والقلق، وإنما على العكس لابد من تهيئة الجو الصحي المعافى للممتحنين والممتحنات وعدم إرهاقهم/ن والحرص على عدم السهر في المذاكرة أو في غيرها، والاكتفاء بالتركيز على المراجعة بعيداً عن التوتر. *إذا كان لابد من نصيحة للممتحنين والممتحنات فاننا ندعوهم/ن للاطمئنان ومراجعة الأسئلة قبل البدء في الاجابة، ويمكنهم/ن البدء بالاجابة على الاسئلة السهلة وترك الاسئلة الصعبة بعد الاجابة على السهلة، والنصيحة اللازمة للآباء والأمهات وأولياء الأمور أن يشجعوا الممتحنين والممتحنات ويطمئنوهم/ن بأن الامتحان ليس نهاية المطاف، لكن عليهم/ن أن يجتهدوا في إحراز نتائج مشرفة تعينهم/ن على مواصلة تعليمهم/ن وبناء مستقبلهم/ن. نور الدين مدني