تقرع في التاسعة من صباح اليوم الاثنين في ولاية الخرطوم الاجراس معلنة انطلاقة امتحانات مرحلة الأساس بكل ارجاء الولاية ،وكانت وزارة التربية والتعليم بالولاية قد اكملت كافة استعداداتها بتحديدها لمراكز الامتحانات والاساتذة المراقبين ،في حين دخل الطلاب الممتحنون في اجواء من التوتر والقلق اذ يجلسون لأول مرة لامتحانات تنافسية موحدة يتسابقون فيها وبطموحات متفاوتة الي اجتياز مرحلة الاساس عبورا الي مرحلة اكثر تقدماً ، تشاركهم في ذلك الاحساس أسرهم التي تمني نفسها بفرحها لتفوق ابنائها ، بينما يقف الاساتذة علي حائط الامل بأن يحصدوا ثمار مابذروه في اعوامهم السابقة . لحظات قرع الجرس وفي الوقت الذي ينتظم فيه بقاعات الامتحان 116 ألف تلميذ وتلميذة بين الرهبة والرغبة يتحسسون اقلامهم والاوراق ورصيدهم من المعلومات مع دعوات الامهات ،يعلن في التاسعة من صباح غد والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر عن بدء اولي جلسات الامتحانات التي تنتهي منتصف مارس الحالي ، وفي مدرسة العزبة بمحلية الخرطوم بحري يقرع الوالي الجرس إيذانا ببدء الامتحانات . المدارس ما زي زمان حوالي 48 ساعة فقط تنقص ولا تزيد من بداية الامتحان حيث توجهنا الي بعض مدارس الخرطوم لنقرأ واقع المدارس تلاميذها واساتذة ولكن ما وجدناه لم يكن في البال او الخاطر حيث اوصدت المدارس التي قصدناها ابوابها تماما وعلمنا فيما بعد انها ليست بمراكز للامتحانات ولكن لم يكن الحال مختلفا في مدرسة البنين التي تم اختيارها كمركز للامتحانات حيث وجدنا بابها مفتوحا وبدخولنا الي ساحتها لم نجد فيها احدا وكانت تحمل ذات الملامح ، الفصول والمكاتب المغلقة ،الصمت المطبق ، ولا شئ يميزها سوي الباب المفتوح . علي ذمة وزارة التربية والتعليم وفيما يخص استعدادات ماقبل الامتحان في تهيئة المراكز والمراقبين كانت وزارة التربية قد اعلنت اكتمال الترتيبات لانطلاقة الامتحانات ،وفقا لما قاله وزيرها ، يحيى صالح مكوار ، وسعيا منها لتوفيق اوضاع التلاميذ غير المسجلين في كشوفات الوزارة كممتحنين هذا العام ،امهلتهم الوزارة حتي صباح اليوم لكي لا يحرم اي تلميذ من الجلوس للامتحانات هذا العام ، وقال وزير التربية والتعليم بالخرطوم ان وزارته ستشرع فور الانتهاء من الامتحانات في اجراء مراجعة شاملة للمدارس الخاصة والاجنبية. زيادة في عدد المراكز والبنين اكثر من البنات وان كانت السنوات الماضية قد وسجلت ارتفاعا في عدد التلميذات الجالسات لشهادة الاساس جاء هذا العام باختلاف واضح في اعداد الجالسين حيث يفوق عدد التلاميذ عدد التلميذات بفرق واضح ، وكان مدير الادارة العامة للقياس والتقويم بالوزارة عبد الله محمد نصر،قد افاد بان عدد الطلاب المسجلين للجلوس للامتحان هذا العام حوالي «116.111» تلميذاً وتلميذة منهم «59.458» من البنين و«56.653» من البنات، وتوقع زيادة عدد التلاميذ نظرا للمعالجات المستمرة بالمراكز المفتوحة والتي تستمر حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري. وقال ان عدد المراكز بلغ «682» مركزا، منوها الى ان عدد التلاميذ الذين يجلسون للامتحان بالخارج بلغ «1538» تلميذا، فضلا عن مشاركة «1892» معلما فى اعمال التصحيح والكنترول. واذا ما قمنا باجراء مقارنة بسيطة لعدد المراكز العام الماضي نجد انها لم تتجاوز ال«599» مركزا داخل الولاية بالاضافة الي مركز واحد في مدينة بورتسودان و11 مركزا خارج البلاد ،في حين بلغ عدد مراكز هذا العام ال682 مركزا بزيادة ملحوظة . متي ينصلح حال التعليم ؟ يعد هذا العام الاكثر تميزا عن سابقية اذ شهدت الاسابيع الماضية انعقاد مؤتمر التعليم العام والذي اوصي بعدد من المقترحات التي يأمل الكثير من خلالها في معالجات قضية التعليم خاصة تعليم الاساس الذي ظل يعاني ما يعاني ومن خلال دراسات واقع التعليم الماثل ،حزمة من التساؤلات تقفز الي الذهن عند ذكر التحصيل النهائي لهؤلاء الطلاب ، ابرزها هل ستكون مثل نتيجة العام الماضي؟ التي بلغت نسبتها العامة «63,5%» ام سترتفع نسبة النجاح هذا العام ؟ حيث يتقارب عدد الجالسين هذا العام مع سابقه وان كانت مراكز الامتحانات هذا العام اكثر من مراكز العام الماضي حيث بلغ عددها «599 » مركزاً. ممتحنون وأساتذة في وقت أبدي فيه عدد من التلاميذ الممتحنين قبيل دخولهم الي اجواء الامتحانات التي يتخوف منها بعض التلاميذ مايسهم في تدهور تحصيلهم خاصة انهم يجلسون لأول مرة ذلك في نتيجة الامتحان مثل ما حدث في نتيجة العام الماضي الذي بلغت نسبته العامة «63,5%» . وذكر عدد من التلاميذ التقتهم «الصحافة » انهم ابدوا استعدادهم منذ بداية العام الدراسي، مؤكدين قدرتهم علي تجاوز الامتحانات باعتبارهم قد اعدوا العدة لذلك منذ بداية الاجازة الصيفية الماضية، واشاروا الي انهم لم يجدوا معاناة في الانتظام في المذاكرة فقد انتظمت اوقات دروسهم واوقات راحتهم، اضافة الى الاستقرار في المدرسة، التي قامت بتوفير الكتاب والمعلم، مؤكدين انهم الان على أهبة الاستعداد للقيام بحل الامتحانات، محذرين من مغبة الجري وراء حصص التركيز، «والاسبوتنق» باعتبارها هدرا للوقت، وابدوا تخوفهم من انقطاع التيار الكهربائي الامر الذي يصيبهم بالقلق والتوتر خاصة وانه تكرر أثناء أداء امتحانات الأساس في الاعوام السابقة، مناشدين الجهات المختصة بعدم قطع التيار الكهربائي خلال الأيام القادمة. وكان والي الخرطوم، الدكتور عبد الرحمن الخضر قد حذر في وقت سابق وزارة التربية والتعليم بالولاية ومديري اداراتها ، بان يقوموا برفع احتياجات ومطالب المدارس لتوفير الكتاب بالصورة الحقيقية التي يحتاجها الطالب والاجلاس والمعلم الذي يحتاج الي التدريب، وكأنه ينظر الي مثل هذا اليوم الذي يبدأ فيه الطلاب حصاد عامهم المنصرم، ويتوقعون فيه احراز نتائج مشرفة بخلاف الذي تم في العام الماضي الذي بلغت فيه نسبة النجاح «63,5%» . أمنيات الاهالي قبل وضع القلم يتمني العديد من اولياء الامور الذين التقتهم «الصحافة » ان يتمكن ابناؤهم من تجاوز اليوم الاول للامتحان بسلام وكسر حاجز الرهبة خاصة للتلاميذ الذين يجلسون للامتحان خارج مدارسهم ، وان كان قد ابدي الريح أحمد والد تلميذ يجلس هذا العام تخوفه من تدني مستويات التلاميذ بصفة عامة خاصة بعد دخول المدارس الخاصة كمنافس قوي لمدارس الحكومة ، والتي تعاني من ازدحام الفصول وعدم تدريس بعض المدارس للكتب المقررة كاملة ، وانخفاض نسبة تركيز التلاميذ مع سوء البيئة المدرسية ، وتمنت فاطمة السيد ان تكون هناك مراعاة لاوضاع التلاميذ الممتحنين وانتظام التيار الكهربائي حتي لا يحدث توتر لهم ، وفي صعيد آخر تقول نهي بابكر انها دخلت في حالة استنفار كامل في المنزل واخضعت ابناءها الي بيئة متكاملة خاصة وان ابنيها الممتحنين «أحمد ،ومحمد» يعانيان من حالة من التوتر والخوف من الامتحانات وعلي الرغم من ذلك تسعي الي بث الطمأنينة في دواخلهما من خلال توفير انسب الاجواء لذلك . بينما يري عدد من اولياء امور التلاميذ ان هنالك بونا شاسعا بين الامتحانات، ومناخها فالمشكلة الكبري تكمن في الامتحانات نفسها ومستوي الطلاب ومجهود المعلمين منذ بداية العام، وفي مناخ عملية الامتحانات وهذا الدور هو الذي يقوم به الطالب والاسرة والمجتمع والدولة، واشاروا الي ان عددا كبيرا من الاسر تصنع التوتر والقلق للطلاب في جوء الامتحان، وابدوا استغرابهم الشديد من استغلال بعض المعلمين الي هذه الاجواء لتحقيق مكاسبهم المادية علي حساب هؤلاء التلاميذ، خاصة وانهم يحتاجون الي اي معلومة في هذا الوقت بالذات.