عبدالرحمن ابوالقاسم محمد هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته قلة الامكانيات لا تمنع المنافسة في الانتخابات مما لاشك فيه أن من متطلبات الديمقراطية وجود أحزاب ذات إرادة وطنية وبرنامج تضع مصلحة الوطن والمواطن فوق المصلحة الذاتية والحزبية وذلك من خلال الاستعداد وتهيئة النفس والتضحية بكل ما هو ذاتي وشخصي من اجل مصلحة المواطن ومن اجل الممارسة الرشيدة للعملية الديمقراطية . كنت حضورا وعن طريق الصدفة يوم الجمعة الماضي 13مارس في دار حزب الأمة الفدرالي بولاية القضارف في إطار تدشين الحزب لحملته الانتخابية، فلاحظت لتلك الإمكانيات المتواضعة لهذا الحزب من خلال دار الحزب الذي هو عبارة عن غرفة واحدة في جزء من منزل (نص بيت) مسور بالزنك علما بأن هذه الدار مستأجر وليست ملكا للحزب، بالرغم من أن للحزب تجربة في العمل الانتخابي حيث خاض الانتخابات الماضية بكل شراستها في 2010م واستفاد من تلك التجربة ووجد وضعا مقدرا وتمثيلا في الجهاز التنفيذي للدولة . وجودي في دار الحزب لمدة ساعة تعرفت على إمكانيات الحزب الحقيقية، فحزب الأمة الفدرالي حسب تقديري ليست من الأحزاب التي تعتمد اعتماد كلي على المال في إطار ممارسته للديمقراطية، فعلى حد قول المتحدث باسم المرشحين إن هنالك مرشحين باعوا أراضي ومنهم من باع جزءا من بهائمه ومنهم من رهن واقترض ,. يبدو أن الحزب يواجه تحديات مالية ولكن لم تثنه تلك التحديات وشح المال اللازم من السير قدما في برنامجه وممارسة حقه الانتخابي والتواصل مع قواعده وجماهيره . ما توصلت إليه أن الحزب لا يستسلم للتحديات المالية وإنما يرتكز على إرادة وعزيمة قوية، فبتلك الإرادة والعزيمة والاعتماد على قواعده استطاع الحزب أن يصمد وسيصمد لطالما أن هنالك إرادة وعزيمة وصبرا وجلدا وقاعدة يستند عليها الحزب . ما لفت نظري وجعل حزب الأمة الفدرالي أن يكون محل احترام وتقدير، هو إدراكه لتلك التحديات الجسام في الساحة الإقليمية والدولية التي بلا شك تلقي بظلالها على الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي في السودان ووعي الحزب بأن الانتخابات حق شرعي لكل حزب وحق تكفله المواطنة لكل مواطن في ظل دولة الديمقراطية وسيادة القانون . صوب لي ذلك الحزب بتجربته كثيرا من الأفكار التي كانت تدور بخاطري، فكنت اعتقد جازما أن الأحزاب السياسة لا تستطيع البتة أن تخوض الانتخابات في ظل وجود حزب بحجم وإمكانيات المؤتمر الوطني بل أثبتت لي تجربة الفدرالي عكس ذلك وكنت أظن أن كل الأحزاب المشاركة في الانتخابات هي أحزاب ضعيفة لا تقوى على الممارسة السياسية و على خوض الانتخابات بل هي أحزاب تهتم بالنخب ولا تلتفت لقواعدها إن وجدت، ولكن أيقنت تماما أن الأمة الفدرالي لا يرتكز فقط على المال والإمكانيات المادية بل على الإرادة الوطنية والمصداقية والعزيمة والتلاحم مع قواعده والإيمان بضرورة ممارسة العملية الديمقراطية والسعي للتداول السلمي للسلطة في ظل التحديات في الساحة الإقليمية والدولية . خرجت متفائلا من دار حزب الأمة الفدرالي بعد ما أدركت أن هنالك حزبا يمكن أن يعتمد عليه في المشاركة في إدارة شؤون البلاد من جهة ومن جهة أخرى هنالك قاعدة جماهيرية عريضة لذلك الحزب تمثل رأسماله الحزبي يمكن أن تكون لبنة لبناء قيم الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، ولا سيما إن قيادة الحزب التحمت مع قيادته في محلية قلع النحل بولاية القضارف في مشهد حاشد ومهيب لتدشين حملته الانتخابية . حزب ينشد السلام والعدالة والتنمية، وما أحاجنا إلى هذا الثالوث من اجل المبادئ التي تجمعنا والقيم التي نقدرها والوطن الذي نحبه، كل التحية والتقدير لجماهير حزب الأمة الفدرالي وقيادته ,. فعلمتمونا بتجربتكم الكثير، , وكم تمنيت أن تحذوا بقية الأحزاب المعارضة والمقاطعة حذو حزب الأمة الفدرالي وتقف على تجربته من اجل التداول السلمي للسلطة ومن اجل الكف عن التدويل ومن اجل الحفاظ على الوطن وعلى نسيجه الاجتماعي، علما بأن شخصي الضعيف يقف على مسافة واحدة من كل الأحزاب السياسية كما ذكرت في مقالة سابقة ولكن لحزب الأمة الفدرالي تجربة ثرة تميزه عن غيره . (لنا لقاء بمشيئة الله ).