الحادثة تبدو شبيهة بسيناريو الأفلام الهندية ، ولكنها قصة ماسأويه حدثت فصولها في واقعنا المعاش قبل أسابيع ، لتلفت الأسر إلى رعاية أبنائهم ولتبرهن أن الأسرة وحدها ( لا تربي ) بل ما تقوم به الأسرة من تنشئة صالحة قد يهدمه الشارع . ( س ) طالب جامعي في مقتبل عمره ، حضر مع والدته و بعض أفراد أسرته من بلاد الاغتراب لمواصلة دراسته الجامعية بالسودان ليقيما بمنزلهم بأحد الأحياء " الراقية " بالخرطوم ، وبقى والده بالمغترب ليعمل ويكدح ليل نهار ليوفر لقمة عيش كريمة لأسرته بالسودان . يتعارف ( س ) مع أقرانه من شباب الحي الذي يقطنه . ويشاركهم سمرهم ولهوهم ، وفي ليلة خريفية متأخرة من ليالي العاصمة الخرطوم يتصل أحدهم بصديقه ( س ) للخروج معاً عند منتصف الليل للسمر والترفيه بعد أن أفلح صديقه في ( سرقة ) مفتاح سيارة والده الفارهه ، خرج ( س ) وهو يسحب رجليه و يكتم أنفاسه لكي لاتشعر والدته بخروجه في هذه الساعة المتأخرة من الليل ، ويلحق بأقرانه ، ولم تمض ساعة وإلا هاتف ذويه يرن عند الثانية صباحاً بوفاته في حادث أليم بسبب قيادة ( طائشة ) لمن هم بصحبته ، راح ( س ) بعد أقدار الله ، ضحيّة لغياب الأب وفساد الشارع ورفقاء السوء . -2- نحتاج فعلاً لأدوار فاعلة ووسائل فعّالة تسهم في تربية النشيء وحماية المجتمع من التصدع والكوارث التي تحف بهم . هناك غزو فكري وثقافي يحاصر مجتمعنا من كل جانب وظهرت أشكاله في نماذج عديدة من الروايات والحوادث نحتاج فيها ل( Antique Fairs) يقينا هذه الهجمات والاستلاب الفكري والثقافي ، وقد ظهرت جرائم غريبة على مجتمعاتنا وهي تستهدف الشباب ، أخطرها أن تغرر بهم جماعات متطرفة و ترويج المخدرات خاصة في أوساط طلاب وطالبات الجامعات . -3- ومع غزو الإنترنت دول العالم أصبح من الصعوبة بمكان ضبط وكشف بعض الجرائم نظرا لكونها عابرة للحدود لا دين ولا وطن لها، وتتم بسرعة فائقة دون رقيب أو حسيب ، منها التغرير بالشباب بإستغلال حماسهم وعدم نضج وعيهم . وهناك خطر يتربص بالشباب يأتي من الانخراط وراء الشائعات والتضليل، مما يحيلهم إلى وقود لصراعات نحن لسنا طرفا فيها ولا تخدم ديننا بشي ، ولا تمت إلينا بصلة، خصوصا وأن معظم الجماعات التي تتقاتل هناك هي جماعات متطرفة غريبة في فكرها وتوجهاتها -4- الأمر جدّ خطير ويجعلنا نقف عنده بجدية وحزم لنحافظ على ماتبقت من قيم مجتمعنا وحماية فلذات أكبادنا من جلساء السوء وشياطين الأنس الذين يسوقون للرذيلة ويهدمون الفضيلة ، ويروجون لافكار هدامة متطرفة ، تغرر بشباب في مقتبل العمر ، فعلى الآباء والأسر أن ينتبهوا لسلوك أبناؤهم ولايغفلون عنهم ، خاصة في مرحلة المراهقة والطيش والاندفاع الغير منضبط . فالمسؤولية تضامنية بيّنها لنا رسولنا الكريم في قوله ( فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) . إلى لقاء .. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته بقلم : محمد الطاهر العيسابي