زيارة مهمة في وقت مهم قام بها المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية إلى المملكة العربية السعودية خلال اليومين الماضيين بدعوة كريمة من أخيه الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- لمزيد من التشاور والتفاكر السياسي بين القيادتين السودانية والسعودية حول الأوضاع الراهنة بالمنطقة ولتعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة. منذ تسنم الملك سلمان بن عبد العزيزآل سعود –حفظه الله-مقاليد الحكم في المملكة خلفاً للراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (حكيم العرب) وخادم الحرمين الشريفين ،ظل الملك سلمان يولي العلاقة مع السودان اهتماماً خاصاً وتأتي زيارة الرئيس البشير إلى المملكة هذه المرة من هذا الباب السياسي والدبلوماسي الكبير. الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله-عاصر عددًا من ملوك المملكة وكان قريباً منهم بل كان قريباً من مراكز صناعة القرار السعودي فاكتسب من تجربته هذه الحكمة والمعرفة السياسية الواسعة بالأمور وتميز برجاحة العقل وبعد النظر وقوة البصر والبصيرة وسعة الصدر فخطواته وإجراءاته التي بدأها بعد توليه زمام الحكم في المملكة فيما يتعلق بترتيب البيت السعودي من الداخل ورسم خارطة طريق جديدة للعلاقات الخارجية للمملكة بما يتسق مع المبادئ والسياسات والمصالح العليا للمملكة تؤكد ذلك. وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود –حفظه الله- صناديق التمويل بالمملكة والمستثمرين السعوديين بالدعم الكامل للسودان في المرحلة المقبلة، وقال خادم الحرمين الشريفين:(أننا سنكون في تعاون كامل مع السودان معرباً عن أمله أن يشهد السودان الأمن والازدهار والاستقرار)، هذه الكلمات وهذه العبارات الصادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود-حفظه الله- تؤكد وتعبر بصدق عن متانة وعمق العلاقات بين السودان والمملكة وتعطي مؤشرات لثمار ستأتي أكلها على صعيد العلاقات السودانية السعودية في المستقبل القريب بإذن الله تعالى. وبالمقابل قال رئيس الجمهورية المشير عمر البشير:(إن أمن المملكة خط أحمر بالنسبة للسودان ) وهذا يشير إلى ضرورة تعزيز أواصر التعاون الأمني بين البلدين الشقيقين لمواجهة المهددات الأمنية المشتركة وكذلك العدو المشترك بمختلف الأدوات والوسائل الأمنية المتاحة في المرحلة المقبلة. وفي إطار دبلوماسية القمة تطرقت قمة الملك سلمان والرئيس البشيرفي الرياض إلى الملفات الاقتصادية والاستثمارية ومبادرة الأمن الغذائي التي سيضطلع السودان بإنفاذها. وتعتبر زيارة الرئيس البشير للرياض في الوقت الحالي زيارة نوعية لها مابعدها لأنها حققت اختراقاً دبلوماسياً كبيرًا على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وأنها أعطت إشارة دبلوماسية خضراء لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين السودان والسعودية ورسم خارطة طريق لغد أفضل. في إطار هذا الحراك الدبلوماسي بين السودان والمملكة ينبغي أن نثمن جهود سفيرنا بالمملكة عبد الحافظ إبراهيم التي ظل يبذلها من موقعه الدبلوماسي وحرصه على علاقات ثنائية قوية الأواصر والجسور بين السودان والمملكة، وكذلك الجهود التي ظل يبذلها السفير فيصل بن حامد معلا سفير المملكة لدى السودان طيلة فترة عمله بالخرطوم فيحمد له نشاطه الدبلوماسي الجم وعزيمته التي لا تفتر وهمته العالية وروحه الطيبة التي يتعامل بها مع كافة شرائح المجتمع السوداني وحرصه على علاقات ثنائية مميزة بين السودان والمملكة. دوائر –عمرأحمد الحاج