سعدت ليلة أمس بملتقى كريم احتضنه منزل سعادة الأخ حسن أحمد الشحي، سفير الإمارات العربية المتحدة، بمدينة كافوري الأنيقة ، ضم نفرًا كريماً من أصحاب الفكر والثقافة والأدب ،اكتمل رونقه بحضور إخوة كرام من أعضاء البرلمان العربي جاءوا لشهود الانتخابات ببلادنا الحبيبة . حضرت لذاك المحفل وإخوتي المهندس عباس الشيخ والدكتور عمر الفاروق السيد والدكتور محمد أبو القاسم حسن ، ممثلين للمركز الدولي لاستشراف المستقبل لمشاركة الأخ الدكتور عبدالله النيادي، صاحب مبادرة خيمة التواصل العالمية القادم من دولة الأمارات الشقيقة احتفال سعادة السفير به. الدعوة الكريمة أقامها سعادة السفير على شرف مقدم الدكتور عبد الله النيادي للسودان ومقدم إخوة كرام آخرين . خيمة التواصل الاجتماعي، مبادرة ثقافية ابتدرها الدكتور النيادي ، تهدف لمد جسور التواصل الثقافي بين الشعوب ، من أجل نشر الثقافة والآداب ، وقد انطلقت تلك المبادرة بخطوات حثيثة ومتينة وجاءت مولوداً كامل البناء ، ناضج التكوين وقامت بمناشط عديدة في دولة الإمارات الشقيقة و بعض الدول الأخرى، ومدت أواصر صلاتها لبلادنا الحبيبة، فاقامت صلات وشراكات مع بعض مؤسسساتنا ذات الصلة ومنها المركز الدولي لاستشراف المستقبل . الحضور المتنوع ، ذوالمذاقات المختلفة ، كان في حد ذاته ، لوحة فنية جميلة و(كشكولا)، ثقافياً رائعاً، فما بين قيادات العمل الدبلوماسي وقادة العمل الصحفي وأساتذة الجامعات و الأدباء والمثقفين، تتحرك الأفكار النيرة وتتجول الكلمات الراقية ويحلو الأنس ، ولذا فقد تميز المجلس بروح جميلة ثرية بالثقافة والإبداع . استمتعت جدًا بالجلوس لأصدقاء من مختلف المجالات ، ولزملاء من مختلف الحقول ، وزادت سعادتي بالهدية الجميلة التي أهدانيها الأخ الأستاذ محجوب عروة، كتابه الجديد (وهم الفقر) ، فله شكري مجدداً. أعجبتني جداً طريقة سعادة السفير الشحي مع ضيوفه ، فالرجل (شيخ عرب) وله صلات قوية بالسودانيين وقد حزن الجميع لفراقه مرحبين بخلفه الميمون متمنين له إقامة طيبة بين إخوانه بالسودان واثقين أنه سيكون خير خلف لخير سلف، فسعادة السفير سيتوجه سفيرًا لبلاده بالشقيقة العراق. ما يستحق أن تتوج به هذه الكلمات ، روعة المبادرة نفسها وما يوحي به اسمها، فالخيمة ، اسم جميل يعطيك إحساساً بالانتماء لمنابع العروبة بالبوادي، وما أجمل البادية وأروع معينها الصافي الذي ينهل منه طالبو العلم ومحبو اللغة وعاشقو الجمال، حتى لتجدهم يتغنون بروعتها جيلا بعد جيل، ولله در أحمد بن الحسين المتنبي القائل: حسن الحضارة مجلوب بتطرية وفي البداوة حسن غير مجلوب وللاسم لطيفة لابد من ذكرها فقد اتخذ الخليل بن أحمد الفراهيدي من أسماء أجزاء (الخيمة) مصطلحات علمه الذي ولد ناضجاً، شاهداً علي عبقريته (علم العروض) ، بل إن بعض تفسيرات سبب تسمية هذا العلم عروضاً ، تقول إنما سمي على جزء من أجزاء ( الخيمة) .وفي هذا إشارة لحسن اختيار اسم (خيمة التواصل) وفال حسن بنجاحها إن شاء الله. وكذلك، سعدت بلقاء أخ كريم وقائد محترم، سعادة الفريق الركن الدكتور صلاح الدين عباس وكيل جامعة كرري الذي ، دخل من أبواب متفرقة أروعها كونه زامل الدكتور النيادي في إحدي الدورات العسكرية وقتما كان الدكتور ضابطا بجيش بلاده . وما بين هذا وذاك، لابد من تجديد الترحاب بالأخ الدكتور عبد الله النيادي صاحب المبادرة ، بين إخوانه وأشقائه في السودان، فقد نزل أهلاً وحل سهلاً، فهذه بلاد تحتفي بالكلمة وتحب الأدب والأدباء وتثق جداً في أرباب السيف والقلم هذا الفصيل المتفرد في عطائه، الموثوق في أدائه، وترى فيه روح الجنرال البارودي رائد النهضة الحديثة والملازم حافظ إبراهيم شاعر النيل، والعباسي شاعر البادية ، والصاغ محمود أبوبكر صاحب ديوان ( أكواب بابل من ألسنة البلابل) ، فمرحبا بالجنرال الدكتور .