بعد أن فقدت بريقها القديم... أغنيات (الجاز)...هل انقطع (الوتر)..؟ الخرطوم: محاسن أحمد عبدالله تعتبر موسيقى (الجاز) في السودان من أقدم أنماط الموسيقى وتكاد تكون قد بدأت ظهورها الفعلي بعد أقل من عقدين من ظهور وانتشار أغنية الحقيبة، حيث استطاعت أن تشكل تلك الموسيقى جمهوراً عريضاً في السودان، ساعد في ذلك ظهور عدد من الفنانين الذين دعموا ورسخوا لتلك التجربة ومن بينهم (شرحبيل احمد، كمال كيلا، صلاح بروان، الجيلاني الواثق) وغيرهم، فيما ظهر عدد من الفرق الغنائية المتخصصة في موسيقي الجاز وشهرها فرقة (عقارب الديم)، لكن خلال السنوات الاخيرة لم تعد أغنيات (الجاز) تحمل ذات الملامح القديمة وفقدت الكثير من البريق الأمر الذي دفعنا لنبحث ونستقصي عن أسباب ذلك الخفوت المفاجئ لأغنية وموسيقى كانت ذات يوم ملء السمع و(التذوق). استلاب ثقافي: الفنان شرحبيل أحمد قال ل(السوداني) حول الموضوع: (هناك استلاب ثقافي كاسح للمستمع السوداني بشكل عام، وباتت إذاعات (الاف ام) اليوم تقدم الاغاني العربية والاجنبية بدون تحفظ، متجاوزة الفنانين والاغنيات السودانية بصورة غريبة، حتى خلقت حالة مزاجية عند الشباب السوداني فصاروا مدمنين للغناء العربي وغيره) ويواصل شرحبيل: (انا لن اعفي القائمين علي امر الفضائيات كذلك من المساهمة والتسبب بشكل أو باخر من احداث نوع من التغييب لفناني أغنية الجاز بعد مشوار فني طويل حاولوا من خلاله تقديم وصنع لونية مميزة خاصة بهم). تراث (مظلوم): بدوره كشف الفنان كمال كيلا العديد من النقاط حول الموضوع قائلاً: (التجاهل من الاجهزة الاعلامية لاغنية الجاز وعدم اتاحة الفرصة لتاخذ حقها كاملا من السماع الفني للجمهور السوداني هو السبب الرئيسي)، واضاف: (الساحة الفنية لم تأخذ الفرصة الكافية لاكتشاف اغنية الجاز، والتى ان وجدت تلك الفرصة لتغير الوضع تماماً)، وزاد كيلا: (ما لا يلحظه الكثيرون ان الثقافات الموسيقية للمناطق الطرفية بشكل عام تعاني من التهميش مثل موسيقى (الوازا) في النيل الازرق و(المردوم) في كردفان و(الكمبلا) في جبال النوبة)، موضحا: (كل هذه المناطق تحمل تراثاً موسيقياً زاخراً وغنياً بموسيقى الجاز). أسباب عديدة: الفنان صلاح بروان قال ل(السوداني) إنهم كفناني جاز ظلوا يعملوا في اسوأ الظروف حيث لا توجد عناصر ومواد عديدة مهمة لتقديم أغنيات الجاز من بينها (ندرة) الآلات الموسيقية مثل الجيتارات والساكسفونات، بالإضافة لعدم وجود مسارح أو مهندسي صوت مختصين، مختتمًا أن أكبر مشكلة ظلوا يواجهونها كمؤديي ومطربي أغنيات الجاز هي عدم وجود مقر ثابت لهم إلى جانب غياب المراكز الموسيقية لتدريس موسيقي الجاز وغيرها.