الأخ الفاضل الأستاذ الطاهر ساتي – السلام عليك وعلى القراء الكرام. أحييك أخي وأنت تكتب عن مدينتنا الجميلة بورتسودان التي عشنا فيها أجمل أيام الصبا ولم يكن يخطر ببالنا أننا سنضطر إلى العيش في سواها إلى أن تدحرجت المدينة منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي وفقدت مقومات الحياه فيها من ماء وكهرباء وبيئة نظيفة وغيرها مما اضطرنا والكثير من أمثالنا للخروج منها. أشكرك وأنت تكتب عن المكتبة التي هي واحدة من معالم أية مدينة متحضرة, وأشكر كذلك كل الذين ساهموا في إنجاز ذلك العمل وندعوهم للمزيد. لا أكتب هنا للمدح أو القدح في زميلي في العمل سابقا وابن بلدتي الذي عرفته منذ زمن طويل د. محمد طاهر إيلا وطاقم حكومته السابقين واللاحقين فقد جملوا مدينة بورتسودان من حيث المظهر وقاموا في هذا المجال بما لم يستطعه من سبقهم من طواقم حكم, لكن للأسف فإن المخبر غير جيد في كثير من المجالات. وسأقوم هنا بطرح بعض البنود التي أرجو أن تحصل فيها على إجابات كصحافي محايد يبتغي الإصلاح وينشد الحقيقة, وللتلخيص سأقوم بوضع تلك البنود في شكل تساؤلات وتقريرات موجزة وهي: ما هي تكلفة إنشاء مشروع خط مواسير توصيل المياه من النيل إلى بورتسودان؟ وأليس من الأولى دفع كل ما يمكن أن تتحصل عليه الولاية لإنجاز ذلك المشروع كأولوية مقدمة على تزيين بورتسودان بالكورنيشات والمهرجانات وخلافها ومقدمة أيضا على الصرف على رفاهية الدستوريين وكبار الموظفين؟ - كم تبلغ مجموع الكتلة النقدية الدائرة يوميا في سوق بورتسودان؟ وكم يبلغ الصرف اليومي على إدارة شؤون الولاية في المقابل؟ وكم يبلغ الدخل الناتج عن الإنتاج الحقيقي اليومي بالولاية من صناعة وزراعة وصيد وسياحة وغيرها؟ - كم تصرف الولاية يوميا على خدمات الصحة والتعليم وإصحاح البيئة؟ وكم يصرف في المقابل على البند الأول من الميزانية وما يصاحبه من امتيازات؟ - كم يبلغ مرتب موظف خريج بمؤسسات الولاية الحكومية؟ وكم يبلغ بالمقابل أعلى راتب يتقاضاه شاغل وظيفة دستورية شاملا البدلات والامتيازات في ذات الولاية؟ - شاهدت أنا بنفسي على أيام القطع المتواصل للكهرباء بمدينة بورتسودان كيف كانت تنار منازل الدستوريين وكبار الموظفين بمولدات كهرباء الدولة ووقودها , بينما تظل كل المدينة معتمة بما فيها المستشفيات ومراكز الشرطة وغيرها ناهيك عن المتاجر والمنازل في شهور كانت تقترب فيها درجة الحرارة ليلا من الخمسين ودرجة الرطوبة من التشبع. والآن كم يدفع التاجر للتانكر حتى يحصل على الماء الذي يكفي منزله؟ وكم يدفع الموظف للكارو في هذا الصدد؟ وكم يدفع الفقير للحصول على باغة مياه؟ وفي المقابل هل يدفع الدستوري أو كبار الموظفين شيئا مقابل مواسير المياه التي تتخطى بيوت كل الجيران لتصب في منازلهم أو عن طريق تناكر الحكومة التي تجوب منازلهم؟ أما كان حكامنا الراشدون يعطشون مع الرعية إذا عطشت ويجوعون معها إذا جاعت ولا ينامون شبعانين ورعيتهم (جوعانة) ويأكلون من عامة ما يأكله الشعب؟. - مع كامل احترامي لزملاء المهنة من المهندسين العاملين في الجوانب الاستشارية والتنفيذية لتنفيذ مشاريع الولاية, ما هي المواصفات المطبقة في تنفيذ تلك المشاريع؟ وما هو الكود المستعمل في تصميمها؟ وهل هناك خارطة كنتورية للمدينة وضواحيها يتم على أساسها ربط المناسيب؟ وما هي الأخطاء التي حدثت في بعض المشاريع؟ وما أسبابها؟ وكيف يمكن علاجها؟ - ما هي أسماء أغنى عشرة رجال في بورتسودان الآن؟ وما هي أهم العقارات والأراضي التي تم شراؤها في السنوات الخمس الماضية؟ ومن الذي اشتراها؟ وما هي أجمل المنازل التي تم بناؤها في السنوات الخمس الماضية؟ ومن يملكها؟ وأين يعملون؟ ومن هم أصحاب أكبر مزارع الدواجن في الولاية؟ وما هي أسماء أصحاب مصانع بلاطات رصف الطرق في بورتسودان؟ وفي المقابل ما هي أسماء الأسر التي أفقرت في السنوات العشر الماضية؟ وما هي أسباب تحولها من الغنى إلى الفقر؟ مع أننا نوقن بأن الرزق بيد الله تعالى وكثيرا ما تتبدل ظروف الناس فتتبدل أحوالهم , ولكن هذه الظواهر يجب أن تدرس لمعرفة أسبابها على وجه الخصوص عندما تتفشى مثل تلك الظاهرة. - ما هي أسماء الشركات من الدول المجاورة التي تعمل في تنفيذ مشاريع البنية التحتية في الولاية؟ ومن يقوم بتصميم تلك الطرق وما فترة تنفيذها؟ وكيف؟ وأين تجرى الاختبارات الهندسية على المواد المستعملة؟ وكيف يتم ترسية العطاءات عليها؟ وكيف يتم دفع مستحقاتها عن تلك المشاريع؟ وفي المقابل ما هي أسماء الشركات السودانية التي تعمل بالولايه؟ وما هي مقدراتها المالية والهندسية؟ وكيف تطورت ونمت في السنوات العشر الماضية؟ وكيف يتم دفع استحقاقاتها المالية أثناء تنفيذ المشاريع وبعد التسليم؟ أشكرك أخي الأستاذ الطاهر وأرجو لك التوفيق في الوصول إلى الحقائق كصحفي يسخر قلمه دائما من أجل الحقيقة المجردة وفي سبيل نهضة البلاد وراحة العباد.. والسلام. المخلص م. نصر رضوان