هل ينجح إيلا وسمساعة في اصلاح مشروع الجزيرة الجزيرة :رصد: راشد حامد قضايا عاجلة، وملِّحة، وضرورية، طُرحت على طاولة اللقاء الأول بين والي ولاية الجزيرة د. محمد طاهر إيلا ومحافظ مشروع الجزيرة المهندس عثمان سمساعة كأول لقاء يجمع الطرفين عقب توليهما المنصبين المهمين. وتبدو هذه القضايا ضرورية في نظر سمساعة للحاق بالموسم الزراعي، ومن بينها وسائل الحركة، وتفعيل محفظة القطن بالتدفقات النقدية المطلوبة لعمليات التحضير، والمدخلات الزراعية، وتكملة أرباح المزارعين من القطن على الموسم الفائت. وطرح سمساعة خلال اللقاء خطة إدارة مشروع الجزيرة لتأهيل مرافق الري والبنيات التحتية الأخرى بالمشروع لثلاث سنوات قادمة، حيث جرى وضع خطة وميزانية من أهمها تحديث شبكة الري، وتأهيلها، وتوفير الطلمبات، وكهربتها خاصة مشاريع الحداف وود الفضل، وإحلال طلمبات الحرقة، ونور الدين، والشوال، ووقيع الله، والواحة، والبرياب. ومن بين القضايا التي تطرق إليها اللقاء توفير مبلغ عاجل من ميزانية التنمية لإيقاف زحف المسكيت، والأشجار الأخرى على قنوات الري وحقول المزارعين. ويبدو أن إدارة مشروع الجزيرة قد أعدت دراسات علمية، وميزانيات لتطوير الإنتاج الحيواني، وتصنيع الأعلاف، وتسمين العجول، والأبقار، والضأن، وتحسين سلالات الإنتاج الحيواني وتطويره داخل المشروع، وإنتاج الأعلاف بعد توفير مياه الري، ويقطع سمساعة بأن كل هذه الدراسات موجودة ولكنها تحتاج للتنفيذ، واستقطاب المستثمرين. ودار الحديث حول خطة إدارة مشروع الجزيرة للموسم الشتوي القادم، والاستعداد لتنفيذ هذه الخطة التي تستهدف زراعة أكثر من (500) ألف فدان قمح. فضلا عن البدء في عمليات إعداد التقاوى وتجهيزها للموسم الشتوي بعد موافقة البنك الزراعي على شراء هذه التقاوي وإعدادها. وتبدو وجهات النظر متفقة حول ضرورة إصلاح حال مشروع الجزيرة وعقد لقاءات دورية لتناول أهم القضايا والرؤى حول العمل الاستثماري بالمشروع لطرحه على المستثمرين، وإدخال التصنيع الزراعي، والاهتمام به لتعظيم الفائدة. ولم يخلُ اللقاء من تناول لقضايا المدخلات الزراعية وأسعارها، وسبل توفيرها بالأسعار المناسبة خاصة الأسمدة، والمبيدات للمزارعين في التوقيت المناسب، وبالأسعار التي تمكِّن المزارعين من الحصول على هذه المدخلات، بجانب قضايا التمويل، والتمويل الفردي عبر البنك الزراعي. وتطرق اللقاء لنتائج العروة الشتوية الماضية والأرباح التي حققها المزارعون في محصول القمح وبلغت نحو (550) مليون جنيه، مقابل (46) مليون جنيه لمحصول القطن، واستعداد المزارعين ودخولهم لهذا الموسم، والتحضيرات التي تمت لمحصولات العروة الصيفية والتي لم يشهدها المشروع من قبل. واتفق الطرفان على عقد لقاءات دورية بين إدارة مشروع الجزيرة، ووالي الولاية لمناقشة كل القضايا المطروحة، والتي تتطلب الجلوس مع رئاسة الجمهورية، ووزارتي المالية، والزراعة، وبنك السودان، لحلحلة قضايا الموسم الزراعي الراهنة، والمستقبلية. كان والي الجزيرة د. محمد طاهر إيلا قد تعهد بالسعي مع المركز لينال مشروع الجزيرة الاهتمام الأكبر، وتوفير احتياجاته من التمويل، والدعم بما يمكن من تقديم النموذج في اقتصاد متكامل زراعي، وصناعي، وخدمي يلبي احتياجات أهل السودان، وأن تكون هنالك قيمة مضافة، وقابلية للتصدير. ويبقى السؤال معلقاً عند الكثيرين من أهل الجزيرة هل يصلح لقاء إيلا وسماعة ما أفسده الدهر بمشروع الجزيرة فتظل قضيته عصية على الحل، أما أن للرجلين حلولا جذرية لهذه القضية التي يتربط صلاحها بصلاح الجزيرة؟