اختتمت أمس احتفالات البلاد بالمولد النبوي الشريف، حيث شهد اليوم الختامي هدوءاً في الأحوال في كل من ميدان الخرطوم (السجانة) وميدان الخليفة بأم درمان الذي شهد مؤخرا الاشتباكات العنيفة بين جماعة أنصار السنة المحمدية وأتباع الطرق الصوفية، فيما تبنت رئاسة الجمهورية تنظيم حوار بين الطوائف والجماعات الدينية والشيوخ والمفكرين في السودان بغرض التوصل لقواسم مشتركة وثوابت مجمع عليها من كافة الأطراف، في وقت كشفت جولة (السوداني) أمس بميدان المولد بالسجانة إقبالا كثيفا من قبل المواطنين للاحتفال باليوم الختامي، فيما واصلت جماعة أنصار السنة المحمدية وجودها بمولد السجانة بالخرطوم، حيث قدمت الجماعة المحاضرات الدينية بشكل طبيعي دون حدوث مشاكل، بينما لاحظت(السوداني) من خلال جولة قامت بها لميدان الخليفة بأم درمان استعدادا أمنيا كثيفا من قبل قوات الشرطة وذلك تحوطا لمنع حدوث اشتباكات جديدة أو حرائق، إضافة إلى الحملات التفتيشية الواسعة التي طالت جميع مداخل ميدان المولد ومنع دخول الأسلحة البيضاء والعصي داخل الميدان. وكشف معتمد محلية أم درمان الفريق شرطة أحمد إمام التهامي في حديث ل(السوداني) عن تبني رئاسة الجمهورية ممثلة في النائب الأول علي عثمان محمد طه حوارا بين الطوائف والجماعات الدينية والشيوخ والمفكرين في السودان بغرض التوصل لثوابت مشتركة وصيغ واضحة، وقال إنهم بصدد إجراء تقييم كامل لما حدث ودعم الإيجابيات وتجاوز السلبيات بجانب الجلوس مع جميع الأطراف للتوصل لصيغة تنظم من خلالها الاحتفالات المقبلة، وأكد التهامي تماسك النسيج الاجتماعي السوداني وعدم ميل المواطنين نحو العنف، وأكد تقييم الأجهزة الأمنية والسياسية بمحليته للموقف. وأكد الفريق التهامي تجاوز الخلافات بين الصوفية وأنصار السنة المحمدية، بفضل المجهودات التي وصفها بالكبيرة التي بذلها والي الخرطوم ونائبه من خلال المتابعة اليومية بجانب متابعة وزيرة الشئون الاجتماعية ومجلس الدعوة والإرشاد والذكر والذاكرين، وقال إن تلك المجهودات أدت إلى تطييب الخواطر والجمع بين الطرفين، وأشاد بتحكيم جماعة أنصار السنة لصوت العقل ودرء الفتنة وإيثارهم الاحتفال في المواقع الأخرى بالخرطوم، وأكد إقبال المواطنين بصورة كبيرة على المولد رغم الأحداث التي وقعت، وأضاف: "بفضل الله تمكننا في دقائق معدودة من السيطرة على الموقف"، مبينا أن بعض الشيوخ أقاموا المسابقات في اليوم الختامي لحفظة القرآن الكريم، وطالب المجتمع بضرورة التواصل بين الأفكار والطرق الصوفية والجماعات الدينية وتوضيح الرؤية التي يتبناها كل في دعوته بما يرضي الله ورسوله ويخدم المجتمع السوداني بعيداً عن الصراعات.