*طرح الشيخ مدثر أحمد إسماعيل في خطبة الجمعة الماضية بالفيحاء دعوة مهمة نحتاجها لدرء الفتن التي بدأت تطفح على سطح المجتمع بعد ظهور بعض التيارت الغريبة على مجتمعنا السوداني الذي كان طيبا كما اشار الشيخ مدثر في ذات الخطبة، وظهرت معهم تيارات التكفير وقتل المسلمين حتى داخل المساجد، والعياذ بالله. *دعا الشيخ مدثر الى اعلاء ونشر وتعزيز قوة الثقافة ومحاصرة ظاهرة ثقافة القوة التي ارتبطت بالعنف الذي هو دليل عجز عن الحجة والمنطق، هذا امر نحمده له ونسأل الله عز وجل أن يجعله في ميزان حسناته، ونحترم رأيه في الصوفية والاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ولكن عليه ايضا أن يعترف بأن ثقافة العنف وتكفير المسلمين انتشرت مع التيارات الوافدة الغريبة عن تراثنا الديني الغني بالتسامح والتعايش السلمي مع كل مكونات الأمة السودانية بلا عصبية إثنية أو مذهبية كما هو حادث الآن، حفظ الله بلادنا واهلها الطيبين من دعاة الكراهية والفتنة والعنف. *جاءت خطبة الشيخ عبد المحمود أبو الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار في ذات الاتجاه حيث قال فيها إن الدعوة الإسلامية انتشرت في بلادنا خاصة عبر الدعاة والمبشرين وشيوخ الطرق الصوفية، وأن الخطاب الديني في السودان ظل متسامحا الى أن جاء بعض الدعاة بأفكار تكفر المسلمين وتنشر العنف اللفظي ضد المخالفين لمذهبهم فسمموا الأجواء السودانية. *إن الدعوة لتعزيز قوة الثقافة لا تجرم هؤلاء ولا هؤلاء وإنما هي لإعلاء نهج الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة واللين وعدم الإكراه ،لهذا فإننا نبارك ونساند النداء الذي وجهه الشيخ أبو لقادة أنصار السنة ، دون أن يعني ذلك أننا نصنفهم ضمن التيارات الغريبة عن مجتمنا، لكي يطلبوا من منسوبيهم الدعوة لمنهجهم بالحسنى دون التعرض لرموز التصوف أو تجريح مشايخهم، ولشيوخ الطرق الصوفية أن يضبطوا مريديهم وأن يعملوا على احتواء الفتنة. *إن الفتنة ليست نائمة، وقد بدا بعض الغلاة قبل الاحتفال بالمولد النبوي بالاعتداء على مجمعات الطرق الصوفية، لذلك تظل الحاجة الى تعزيز قوة الثقافة قائمة وضرورية لنشر الدعوة بالتي احسن والحكمة والموعظة الحسنة وأن نيسر ولا نعسر. *رحمة الله واسعة.. فلا تضيقوها.