صدق ما ظننت عندما حدث فى بورسعيد ما حدث من مذبحة وأفعال مشينة عقب مباراة الأربعاء الأسود بين الأهلي والمصري فقد نشرت صحف القاهرة أن المتهم الأول فى قضية مذبحة الأستاد؛ المدعو السيد مسعد رفعت (الشهير بالسيد الدنف) قد كشف فى اعترافاته بالتفصيل وقائع قتل 74 مشجعا من جمهور النادي الأهلي. لقد اعترف هذا (الدنف) صاحب السوابق من الفئة الأولى بأن من حرضهم هم من فلول نظام مبارك وقيادات تنظيمية من الحزب الوطني المنحل من بينهم عضو مجلس شعب سابق وقيادي من الحزب فى بورسعيد ورجل أعمال معروف بصلته بجمال مبارك. اعترف هذا البلطجي بأن رجل الأعمال هذا وضع لهم الخطة واستأجر حوالي 600 بلطجي دفع لكل واحد منهم 150 جنيها واستأجر لهم خمسة اتوبيسات أدخلهم الأستاد بتعاون مع آخرين من فلول النظام يحملون مختلف الأسلحة البيضاء و (ماروطات) وهى مسدسات صنع محلي وقسمهم الى مجموعتين ألبسهم قطعا مميزة (تي شيرت) ليعرفوا بعضهم. واعترف الدنف بأن بعض ضباط الشرطة كانوا متورطين ويبدو أنهم من شبكة العادلي وضباطه الذين يحاكمون الآن فربما يواجهون حكم الإعدام. ولذلك هم يحاولون عمل أي فوضى لتغيير الأوضاع وليشيعوا بأن النظام القديم المندحر هو الأفضل. يعتقد كل من التقيته من المصريين بأن هناك أعدادا كبيرة من أهل النظام السابق ما زالوا فى مواقع هامة فى الدولة وأن الحكومة الحالية ضعيفة إزاءهم ويطالبون مجلس الشعب بحسم الأمور فورا وأنه لابد من ذهاب المجلس العسكري وحكومته وتكوين حكومة مدنية قوية تدير أمور البلاد المتردية أمنيا واقتصاديا وسياسيا ولكن يبدو لي أن مصر منقسمة داخل مثلث سياسي (برمودي) ضلعه الأول البرلمان صاحب السلطة التشريعية بأغلبية إسلامية شبه مطلقة والذى جاء عبر انتخابات حرة ونزيهة مشهود لها بذلك وهناك الضلع الثاني وهو المجلس العسكري. أما الضلع الثالث فهو فى ميدان التحرير الذين يقودون المظاهرات ويطالبون بسقوط المجلس العسكري والحكومة الحالية.. هذا من ناحية؛ ومن ناحية أخرى يتخوفون من سيطرة الإسلاميين وفى ذهنهم تجارب إسلامية غير موفقة تتحكم فى مصائر شعوبها وقدمت نماذج سيئة فى الحكم باسم الإسلام وهو منها براء. وهنا مكمن التحدى لإسلاميي مصر هل يقدموا تجربة كتجربة تركيا وتونس أم غير ذلك فيفشلوا؟ الفيتو الروسي الصيني الظالم عجيب أمر هاتين الدولتين روسيا والصين فرغم مذبحة الخالدية بمدينة حمص أمس الأول والتى كان ضحايها حوالي 350 شهيدا و 1300 جريح من المواطنين السوريين المسالمين على يد النظام السوري المجرم أحبطت روسيا والصين فى مجلس الأمن مشروع القرار العربي – الغربي ضد النظام السوري الدموي. إن هذا الفيتو الروسي الصيني كان صدمة أخرى للعرب والمسلمين والأحرار فى العالم ومثار اشمئزاز وتقزز من الحكومتين والنظامين الروسي والصيني، ومن المؤكد سيكون لهما آثار سالبة عليهما عندما يسقط النظام السوري هو ساقط لا محالة. ويا إيران التى تدعي رعاية الصحوة الإسلامية أين الإسلام من هذا الإجرام والقتل الجماعي.. اتقى الله ياحكومة إيران.