صعدت روسيا عشية زيارة وزير خارجيتها سيرغي لافروف الى سورية من لهجتها تجاه الغرب وامريكا حيث نددت برد فعلهم 'المشين والهستيري' على الفيتو الروسي والصيني، في الوقت الذي حذرت فيه واشنطن حلفاء النظام السوري الاثنين من ان دعمهم الرئيس السوري بشار الاسد هو 'رهان خاسر'. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض ان 'الرهان على الاسد بكل شيء هو وصفة للفشل'، مضيفا ان سيطرة الرئيس السوري على السلطة 'اصبحت محدودة جدا على افضل تقدير'. جاء ذلك فيما سقط 49 قتيلا في اعمال عنف في سورية الاثنين، معظمهم في حمص (وسط)، واقتحمت قوات تابعة للنظام مدينة الزبداني في ريف دمشق. وافادت بيانات متلاحقة للمرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا عن سقوط 29 قتيلا من 'المدنيين الموثقين بالاسماء وظروف الاستشهاد' خلال قصف واطلاق نار في احياء بابا عمرو وكرم الزيتون وكرم الشامي والخالدية والانشاءات وباب السباع في مدينة حمص. وتعرضت مدينة حمص في وسط سورية منذ صباح امس الباكر لقصف عنيف هو الاول بهذه القسوة منذ بدء الانتفاضة، وتسبب القصف بتدمير مبان وبحرائق، وباصابة مشفى ميداني حيث وقع قتلى وجرحى. في المقابل، نسبت السلطات السورية اعمال العنف في حمص الى 'مجموعات ارهابية مسلحة'. في ريف دمشق، 'اقتحمت القوات العسكرية النظامية معززة بمئات المدرعات مدينة الزبداني'، بحسب المرصد الذي اشار الى 'تزامن ذلك مع اطلاق نار كثيف وقصف من الدبابات'. واكدت لجان التنسيق المحلية حصول 'نزوح جماعي' من الزبداني. واعلنت الولاياتالمتحدة الاثنين اغلاق سفارتها في دمشق واجلت اخر موظفيها المتواجدين في سورية. وقالت وزارة الخارجية الامريكية في بيان ان السفارة 'علقت كل انشطتها اعتبارا من السادس من شباط (فبراير) 2012 نظرا لاستمرار العنف وتدهور الظروف الامنية'. ودعت كل الامريكيين الذين لا يزالون في سورية الى مغادرة البلاد. واعلنت وزارة الخارجية البولندية بعد ظهر الاثنين ان سفارتها ستمثل مصالح الولاياتالمتحدة في سورية بعد اغلاق السفارة الامريكية. وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاثنين أن بلاده قررت سحب سفيرها من دمشق للتشاور، واستدعت السفير السوري للتعبير عن 'اشمئزازها' من أعمال العنف في بلاده، في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي الإثنين إن مسألة طرد السفراء السوريين موضوع تشاور بين الدول الأوروبية، كما اعلنت بلجيكا سحب سفيرها من دمشق. واتهمت جماعة الاخوان المسلمين المعارضة الاثنين في بيان روسيا والصين وايران بأنهم شركاء في 'المذبحة البشعة' في سورية، مطالبة دول العالم بالعمل على وقف هذه 'المجزرة'. ونفت الصين الاثنين الاتهامات الامريكية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو ويمين 'اننا لا نحمي ايا كان، بل ندافع عن الحق في القضية السورية'. واعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاثنين في مؤتمر صحافي مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في باريس ان فرنسا والمانيا لا يمكن ان تقبلا 'عرقلة' عمل المجتمع الدولي، مضيفا انه سيتصل هاتفيا بالرئيس (الروسي ديمتري) مدفيديف للبحث في الموضوع. وعبرت بريطانيا عن املها في 'ان تعيد روسيا والصين النظر في موقفيهما' اللذين اعتبرتهما 'غير مفهومين وغير مبررين'، مشيرة الى البحث عن 'وسائل اخرى للضغط على النظام السوري في الاممالمتحدة، عبر الجمعية العامة مثلا'. في مسقط، افاد وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي الاثنين لوكالة فرانس برس ان وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي سيعقدون السبت في الرياض اجتماعا مخصصا لبحث الوضع في سورية عشية اجتماع مجلس الجامعة العربية في القاهرة. ودعت السعودية الى اتخاذ 'اجراءات حاسمة لوقف نزيف الدم' في سورية. واعلن الامين العام المساعد للجامعة العربية احمد بن حلي من القاهرة ارجاء موعد اجتماع وزراء الخارجية العرب الى الاحد الثاني عشر من شباط (فبراير) بناء على طلب من دول مجلس التعاون الخليجي. من ناحية أخرى نأى الجيش السوري الحر في بيان صدر عنه الاثنين عن المجلس العسكري الثوري السوري الاعلى الذي اعلن انشاؤه امس بقيادة العميد الركن مصطفى الشيخ، معتبرا ان توقيت اعلانه يصب في 'خدمة النظام' السوري. وجاء في بيان صدر عن قائد الجيش الحر العقيد رياض الاسعد منشور على صفحة 'الجيش الحر' على موقع فيسبوك الالكتروني ان مصطفى احمد الشيخ 'لا ينتمي الى صفوف الجيش السوري الحر'، وان 'أي مشاورات لم تجر مع العميد المذكور بخصوص تشكيل المجلس المزعوم' وان العميد 'لا يمثل إلا نفسه'. واضاف البيان 'ان تشكيل هذا المجلس وبهذا التوقيت يصب في خدمة النظام' السوري. الى ذلك اعلن البنتاغون الاثنين انه يلاحظ انشقاق عدد 'ملحوظ' من كبار ضباط الجيش السوري وانضمامهم الى صفوف المعارضة. وصرح جورج ليتل المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية للصحافيين 'نلاحظ عددا كبيرا من الانشقاقات في صفوف الضباط الكبار الذين ينضمون الى المعارضة'. كما اعلنت السفيرة الامريكية في الاممالمتحدة سوزان رايس الاثنين ان الصين وروسيا ستندمان على استخدام الفيتو ضد مشروع قرار دولي يدين العنف في سورية. وصرحت رايس في مقابلة مع قناة سي ان ان الامريكية ان الفيتو الصيني- الروسي يشكل 'ضربة الى الجهود الرامية الى تسوية النزاع في سورية سلميا'. وقالت رايس انه من خلال ذلك 'زادت موسكو وبكين الى حد كبير من خطر اندلاع اعمال عنف (...) وحتى خطر الحرب الاهلية'.