شكرا لأستاذنا البروف عبد الملك عبد الرحمن على هذا المقترح..وقبل عرض المقترح، مايجب تأكيده بأن عدم اكتمال النصاب في انتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم، لم يكن مفاجئا..نعم هناك قوى سياسية أعلنت موقفها المقاطع ثم دعت قواعدها إلى المقاطعة، ولكن موقف تلك القوى ليس هو المؤثر الأكبر الذي تسبب في عدم اكتمال النصاب، فالعزوف عن الاقتراع في انتخابات هذا الاتحاد تجاوز مرحلة الظاهرة بحيث صار (شيء طبيعي)، وليس بحاجة إلى دعوة أو تحريض..إحساس الطالب بأن اتحاده - مؤتمرا وطنيا كان أو تحالفا معارضا - لايخدم قضاياه الأساسية، هو أكبر دوافع المقاطعة..والمتأمل لحال لكل الاتحادت الطلابية يجد للطالب عذر المقاطعة، طوعية كانت أو تحريضية.. إذ أي اتحاد طلابي بأية جامعة بمثابة أمانة القطاع السياسي للحزب الفائز- أو الأحزاب الفائزة - بمقاعد الاتحاد، ولذلك أصبح لسان حال الطلاب يردد عن كل اقتراع ( الحياة ليست أجندة حزبية فقط)، ولذلك يقاطعون ..فالقوى السياسية وقياداتها الطلابية لم تستوعب مغزى حكمتنا الشعبية ( الزول بونسو بغرضو)، بل لا تزال تلك القوى وقياداتها الطلابية في وادٍ ( موالاة أجندة الحزب الحاكم أو موالاة أجندة الأحزاب المعارضة)، بيد أن السواد الأعظم من الطلاب في وادي ( الرسوم، المناهج، الخدمات، القاعات، واللوائح وغيرها من القضايا الطلابية)، ولذلك- أي لأن الأجندة الحزبية، حاكمة كانت أو معارضة، لم تعد تخدم قضايا الطلاب - تتكرر المقاطعة وتسفر عن عدم اكتمال النصاب..!! ** وجرب طلاب جامعة الخرطوم التصويت لصالح كل الأجندة الحزبية، ولم يحصدوا غير الندم.. فالتحالف إن لم يغرق في بحر الصراع الخارجي مع الحكومة وسياساتها، فإنه يغرق في بحر الصراع التحالفي التحالفي وتنافر أجندة قواه السياسية، بدليل أن آخر اتحاد فاز به التحالف تناوب على رئاسته ثلاثة رؤساء -الجبهة الديمقراطية، حركة حق، اتحادي ديمقراطي - بمنتهى التشاكس، فالطالب حسبهم (جمعا) ثم صوت لهم، ولكنهم كانوا (شتى)، ولذلك انشطروا لاحقا إلى (الوحدة الطلابية) و(التحالف الديمقراطي) وإلى يومنا هذا على طرفي نقيض..أما اتحاد طلاب الوطني فهو بمثابة خادم الفكي، فالسمع والطاعة - أو الصمت - شيمته حتى ولو كان في موقف ينتزع فيه ما يسمى بصندوق دعم الطلاب أراضي جامعتهم، بما فيها مقر اتحادهم .. وهكذا حال طلاب جامعة الخرطوم مع اتحادهم، بحيث لايرجى منه أن يلتفت إلى قضاياهم الأسياسية والتفرغ لخدماتهم ومطالبهم، لأن القاعدة الذهنية التي ينطلق منها كل اتحاد - حكوميا كان أو معارضا - هي الأجندة الحزبية (اللي بتغطس في حجر السودان)، وبالتالي ليس بمدهش أن (تغطس حجر اتحاد الطلاب )، بتلك الجامعة وغيرها ..!! ** المهم ..راقتني فكرة جديرة بالنقاش، طرحها - بتيار البارحة - البروف عبد الملك محمد عبد الرحمن، المدير الأسبق لجامعة الخرطوم .. فالبروف عبد الملك يريد حلا لكل هذا اللت والعجن،ثم مخرجا للنفق المعيب المسمى ب(لم يكتمل النصاب)، ويقول : (إن رأيي أن النظام الأمثل سيكون نظاما جغرافيا لامركزيا يكسر احتكار السياسيين غير المبرر للاتحاد، بحيث يؤسس النظام الذي اقترحه على دوائر انتخابية في الكليات، ويترشح فيها من يود على أساس فردي، وعلى أن يتناسب ثقل الكلية الانتخابي مع عدد طلابها )، هكذا مقترح البروف عبد الملك، بحيث تحل الكليات محل القوائم الحزبية، وأن يترشح الطالب في دائرته - الكلية - ممثلا لنفسه وبرنامجه، وليس لحزب وأجندته الحزبية، وهذا- حسب حديث البروف - يتيح تمثيل الطلاب من كل الكليات والتوجهات الفكرية والسياسية ثم يوفر الفرصة للأغلبية غير المنظمة سياسيا بأن تعمل من داخل أجهزة الاتحاد لحل قضايا الطلاب .. والبروف عبد الملك يرى أن هذا النظام، في حال تطبيقه، سوف يوفر الاستقرار ويضع كل الأجندة – الفكرية والسياسية - في بوتقة واحدة وهي خدمة قضايا الطلاب، ثم يحقق نموذجا صغيرا للغاية الكبرى (وطن يسع الجميع)..أها، شن قولك ياصديقي الطالب، بجامعة الخرطوم وغيرها..؟..ذاك رأي جدير بالنقاش ومقترح - اتفقت معه أو اختلفت - يستحق عليه البروف عبد الملك الثناء ..!!