الامارات .. الشينة منكورة    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    شركة توزيع الكهرباء تعتذر عن القطوعات وتناشد بالترشيد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    بايدن يعين"ليز جراندي" مبعوثة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط    مصادر: البرهان قد يزور مصر قريباً    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس لجنة إعادة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم البروفيسور عبد الملك محمد عبد الرحمن ل(الأحداث): لا نعترف بلجنة الطلاب ولن نجلس معها
نشر في الأحداث يوم 25 - 03 - 2012


أجراه: يوسف الجلال – مبارك ود السما
كشف رئيس اللجنة المخولة بإعادة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم البروفيسور عبد الملك محمد عبد الرحمن, عن نية إدارة جامعة الخرطوم الدفع بمقترح للطلاب يقضي باعتماد نظام الدوائر الجغرافية, لإعادة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم, بما يضمن تجاوز الأزمة عدم اكتمال النصاب مجددا, منوهاً الى أن اللجنة التي كونتها إدارة جامعة الخرطوم مؤخرا, معنية بإدارة حوار جاد مع الطلاب, للتراضي على استبدال طريقة الانتخاب الحر المباشر بطريقة الدوائر الجغرافية الخاصة بالكليات, وألمح عبد الرحمن في حواره مع «الأحداث» الى إمكانية اللجوء الى التمثيل النسبي بجانب الدوائر الجغرافية, لضمان وجود ما أسماها القوى الفاعلة التي كانت محرومة من مقاعد اتحاد الطلاب, بيد أنه عاد وتمسك بأن لجنته لا تعترف بلجنة طلاب جامعة الخرطوم التي تكونت جراء إغلاق الجامعة مؤخرا, وقال إنهم لن يجلسوا الى أي مجموعة تحمل لافتة مفادها أنهم كتلة حزبية أو سياسية, وقال إن اللجنة جلست وتجلس الى الطلاب بصفة شخصية, ولن تعترف بأي مسمى سياسي أو حزبي, وانتهى عبد الملك الى أنه حال موافقة الطلاب على مقترح لجنته فسيتم الدفع بالمقترح للاستفتاء عليه بواسطة الطلاب, وإلا فإنه على طلاب الجامعة إعداد مقترح بديل لعودة الاتحاد.. تبقى أن نشير الى أن اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ظل غائباً لنحو عامين لعدم اكتمال النصاب في عملية الانتخاب الحر المباشر, في حالة أعادت للأذهان غيابه لنحو سبع سنوات خلت قبل أن يعود على يد البروفيسور عبد الملك نفسه في دورة (2002- 2003م).
متى تكونت لجنة إعادة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم وما هي مهاهما؟
اللجنة كونها السيد مدير الجامعة للنظر في إيجاد آلية لإعادة تكوين اتحاد الطلاب الذي غاب لمدة عامين, نسبة لعدم اكتمال النصاب في الانتخابات للعامين السابقين.. وساد شعور لدى إدارة الجامعة والأساتذة والطلاب معا, بضرورة الإتيان بنظام جديد للانتخابات, يضمن تخطي مشكلة عدم اكتمال النصاب.. وهذا هو الغرض من تكوين اللجنة. والسيد المدير طلب من اللجنة أن تستهدي بمخرجات سمنار إعادة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم الذي عقد في 2002م عندما كان الوضع مشابها.. واللجنة عادت الى هذا الوضع والتقت بالطلاب واستمعت اليهم في قاعات كبيرة بالكليات بعد استئناف الدراسة.
عفوا.. ما هي الضمانات والآليات لتجاوز أزمة عدم اكتمال النصاب وهل مجرد الاهتداء بسمنار 2002م كاف لتجاوز الأزمة؟
بالنظر للأسباب التي قادت الى عدم اكتمال النصاب, نجد أن كثيراً من الطلاب غير المسيسين أصبحوا ينظرون للانتخابات نظرة سياسية, ويعيبون على الاتحاد عدم اهتمامه بقضايا الطلاب الملحة والقضايا الخدمية, لذا انصرفوا عن الانتخابات, وظهرت جماعات سياسية جديدة منشغلة بخدمة الطلاب, لكنها لم تجد مقاعد لها في الاتحاد لأنها أصبحت حكراً على الذين يعارضون أو الذين يوالون الحكومة.
ما هو الجديد في مبادرتكم لعودة الاتحاد؟
النظام الحالي للانتخابات المسمى بالنظام الحر المباشر قائم على عرض قوائم سياسية ليقترع عليها الطلاب, وفي النهاية تنتهي الانتخابات بفوز قائمة موالية للدولة أو معارضة لها, بينما النظام المقترح له أشكال كثيرة, وجميعها تشترك مع بعضها البعض بصورة عامة في أن تكون الانتخابات في دوائر جغرافية للكليات. بمعنى أن يكون لديك على سبيل المثال عشرون ألف طالب في ظل وجود مجلس أربعيني للاتحاد وهذا يعني انه يحق لكل خمسمائة طالب انتخاب طالب للمجلس, والكلية التي لديها ألفا طالب تصبح مستحقة لأربع مقاعد باعتبارها دوائر في الكلية يتنافس عليها الطلاب عن طريق القوائم السياسية أو عن طريق الأفراد, وأعتقد أن هذا النظام يقود الطلاب المسيسين أو غير المسيسين التمثيل في الاتحاد.
لكن هل نظام الدوائر الجغرافية كافٍ لتجاوز عقبة عدم اكتمال النصاب؟
النصاب ربما يسقط في دائرة أو دائرتين, وعندئذ الأمر ليس صعباً علاجه ويمكن أن تعاد الانتخابات في تلك الدائرة فقط وليس في الجامعة بأكملها, والنتائج في الدوائر الأخرى تعتبر مقبولة, وفي هذا النظام يمكن إعادة الانتخابات في الدوائر التي لم يكتمل فيها النصاب في ظرف أسبوعين.
طالما أن هناك إمكانية لإعادة الانتخابات في النظام الجغرافي, لماذا إذن ترفضون الإعادة في حالة نظام الانتخاب الحر المباشر؟
في نظام الدوائر الجغرافية المقترح ستعاد الانتخابات في الدائرة دون النظر لاكتمال النصاب من عدمه, وأي عدد يعتبر قانونياً. واذا طبقت الأمر علي النظام الحالي ستأتي باتحادات ضعيفة جداً ولا تمثل إلا حوالي 10% من الطلاب. النقطة الثانية أن إعادة الانتخابات في الجامعة برمتها يعني انتخابات جديدة, وليس هناك من ضمان لاكتمال النصاب في المرة الثانية, واذا نظرت للأسباب التي تمنع عدم اكتمال النصاب في المرة الأولى تجدها تتمثل في عزوف الطلاب المتوقع, وهذه عملية معقدة ربما لا طائل منها, وهي مكلفة جداً بالنسبة للجامعة من ناحية الجهود والمال الذي يُصرف, فالجامعة لا تستطيع أن تستمر في هذا الطريق الذي يكلفها أموالاً ضخمة.. خاصة ان الجامعة وصلتها رسالة من الطلاب, تطالب بضرورة تغير النظام.
لكن نظام الدوائر الجغرافية يفتح الباب واسعاً أمام التشكيك في الانتخابات والطعن في نزاهتها؟
ليس بالضرورة التشكيك في الانتخابات, والنظام الحالي يمكن أن يكون مشكوكا, لكن مع ذلك ظل الخاسر يهنئ الفائز.
ماذا لو رفض الطلاب مقترحكم وتمسكوا بنظام الانتخاب الحر المباشر؟
اذا تمسكوا بنظام الانتخاب الحر المباشر فأهلاً وسهلا, وسيحاولون مرة ثالثة ورابعة وهذا يخص الجامعة, لكن هل ستستمر الجامعة في كل مرة بذات الأسلوب الذي يبدو فاشلا, وتبذل المال تلو المال, وتبذل الجهود تباعا؟!. فالاحتمال وارد ونحن همنا في اللجنة ان نبذل قصارى جهدنا لكي ننجح في المهمة ونقنع الطلاب, واذا فشلنا فسيكون لنا أجر المحاولة.
نظام الانتخاب الحر المباشر ناجح تاريخياً في الجامعة لماذا لم تحاول إصلاحه, واتجهت الى نظام جديد؟
طلاب الجامعة لا مانع لديهم اذا أعاد النظام الجديد الاتحاد مرة أخرى.. واحدة من المشكلات الرئيسية في النظام الذي كان متبعاً انه ظل حكراً على النظم السياسية الموالية والمعارضة.. الآن المعادلة اختلفت وظهرت جهات سياسية لها وزنها, وهي غير مهتمة بالصراع بين الموالين للدولة أو المعارضين لها, وهمها ان تخدم الطلاب على مستوى الكليات, وفطنت الى ان نظام الانتخاب الحر المباشر لا يأتي باتحاد يخدم الطلاب, واصبحت تدعو للمقاطعة خاصة وان الطلاب لديهم هوى في نفوسهم للذين يخدموا قضاياهم, فقاطعوا نظام الانتخاب الحر المباشر, والإشارات كانت واضحة لنا.
لكن أما كان من الأجدى انتخاب اتحاد شرعي بالنظام القديم, على أن يتولى مهمة استبدال نظام الانتخاب بآخر وفقاً للائحة الاتحاد؟
في عام 2002م طرحنا على الطلاب اتباع نظام جديد للانتخابات, لكنهم تمسكوا باستمرار النظام القديم حتى يأتي اتحاد شرعي يغير النظام الى نظام انتخاب جديد, لكن للأسف الاتحاد المنتخب لم ينجز وعده. وقالوا إنهم لم يستطيعوا.. لكن الواضح إنهم يستطيعوا تغيير النظام بآخر جديد.. حتى إن الأستاذ محمد لطيف الصحفي المعروف كتب في زاويته بصحيفة الرأي العام حينها, أنه لا يتوقع أن الاتحاد الذي يفوز بنظام الانتخاب الحر المباشر يسعى الى تغيير نظام الانتخابات, وتنبأ بذلك وهذا ما حدث. وكنت قد سألت أول رئيس منتخب لماذا لم توفون بوعدكم؟, فقال: «حاولنا ولم ننجح».
تتحدث عن ضرورة تمثيل القوى الحديثة والصاعدة في الاتحاد, فهل يكفي نظام الدوائر الجغرافية لذلك أم ستتجهون الى التمثيل النسبي؟
هناك فكرة بأن يكون للتمثيل النسبي دوره, وبعض الطلاب اقترحوا بأن تكون نسبة الدوائر الجغرافية 70% والتمثيل النسبي 30%, ونحن ندرس جميع المقترحات ومنفتحون عليها بصورة جادة. وأؤكد لكم ان الدوائر الجغرافية مهمة, وتوجد قوة فاعلة وليس بالحديثة وهذا ما فهمته من سؤالك.. ونظام الدوائر الجغرافية هو نظام مفتوح للجميع, ويتيح الفرصة لأي شخص بما فيها القوة الحديثة الفاعلة, التي تهتم بقضايا الطلاب الخدمية, وهذه هي الديمقراطية الحقيقية وحتى النظام النسبي اذا اضطررنا له فلا مانع في ذلك, نحن نريد أن نؤسس للديمقراطية في الجامعة, ونريد أيضاً من الطلاب أن يتعلموا العمل مع بعضهم البعض, خاصة في وجود مجلس أربعيني فيه غير سياسيين نريدهم أن يتعاملوا مع بعضهم, فهو درس للعمل الجماعي للذين هم خارج الجامعة.
هناك اتهام للجنتكم بأنها تسعى لتحويل الاتحاد الى اتحاد منشأة غير فاعل, وليست لديه قيمة سياسية أو مطلبية وأن يكون اتحاداً خدمياً فقط؟
لا أبداً.. وهذا لا يمنع العمل السياسي أو الانشغال بالهم الوطني, ولكن ما نلاحظه ونراه غير مفيد, أن يكون العمل السياسي هو المحرك الوحيد لعمل الاتحاد, فطلاب جامعة الخرطوم يعيشون الآن أوضاعاً صعبة جدا, ومشاكل معقدة يجب أن يوليها الاتحاد اهتمامه, وأعتقد أن هذا رأي عدد كبير من الطلاب, ونحن في الفترة الماضية اجتمعنا بأعداد من الطلاب, جميعهم يؤيدون مقترح اللجنة, وسبق أن قدموا ثلاث أوراق عمل, ولا أدري هل لديهم ميول سياسية أم لا, وقدموا اشياء ومقترحات مفيدة وفيها مزيج من التمثيل النسبي والدوائر الجغرافية, وهذا الاتجاه سائد الآن في الجامعة وينادي بضرورة التغير, لأن النظام الحالي لا يفي بما يتطلع اليه الطلاب.
لكن ألا يعد التغيير قفزاً فوق لائحة الاتحاد التي تحرم التعديل وتشترط لذلك إجماع ثلثي الطلاب؟
البند السادس في باب انتخاب المجلس من دستور اتحاد طلاب جامعة الخرطوم المعدل في سنة 1993م, يطلب من الجامعة بأن تبادر وتلتقط القفاز عندما يكون الاتحاد غائبا, وتكوّن لجنة لكي تنظر في الأمر, واذا كانت الانتخابات تجري بنفس الدستور القديم يقول بأن تكون اللجنة من الأستاذة وتمثيل مقدر من الطلاب. لكن هذه اللجنة تختلف الآن, لأنها تريد أن تخترع على الطلاب تعديل الدستور, وتعديل نظام الانتخاب, فالكلمة الاخيرة للطلاب, ونحن نقوم بدور الاستفتاء ونعرض المقترح على الطلاب واذا وافقوا فذلك خير, واذا لم يوافقوا أنا لا أدري ماذا سيحدث. لكن أعتقد من الخطأ أن نسير في طريق يقود لغاية مجربة, خاصة أن ذلك يكلف الجامعة جهوداً طائلة وصرفاً كبيرا, في حين أن الجامعة ليس لديها المال لتصرفه في كل مرة على انتخابات لن يكتمل نصابها, فضلاً عن أن كثيراً من الطلاب لديهم مثل هذه الرؤية, ولم يظهر أي صوت طلابي ضد هذه اللجنة أو ضد تكليفها.
عفوا.. لجنة طلاب جامعة الخرطوم الناشطة حالياً ترفض مقترح اللجنة الرامية لإعادة اتحاد الطلاب عبر نظام جديد؟
لجنة الطلاب ناشطة في ما يلي استئناف الدراسة, وتنتقد الأحداث الأخيرة (اقتحام الشرطة للحرم الجامعي وتعطيل الدراسة), ولديهم مآخذ على بعض الأشياء التي حدثت, لكن حتى الآن لا توجد انتقادات لتكوين اللجنة التي تنظر في الطريقة الجديدة لعادة انتخاب اتحاد طلاب جامعة الخرطوم.
مقاطعة... لكن لجنة الطلاب ترفض عودة الاتحاد بغير الطريقة التقليدية المعروفة؟
طريقة الانتخاب الحر المباشر فشلت لعامين متتالين, وأنا أكاد أجزم بأن أي محاولة أخرى ستفشل بنفس الطريقة, وسيقاطع الطلاب الانتخابات للأسباب التي ذكرتها لكم, لهذا ما فائدة أن تستمر الجامعة بنفس الطريقة التي تستغرق وقتاً وجهدا؟.
حسنا.. أما كان من الأجدى تعديل اللائحة لتطوير عملية الانتخاب الحر المباشر بدلاً من الإتيان بنظام جديد؟
نحن نهدف لأن يُمثل الطلاب تمثيلاً حقيقيا, صحيح انه توجد جامعات تعقد انتخاباتها دون الاحتكام الى النصاب, لكن هذا يأتي باتحاد يمثل فيه الطلاب بنسبة 5% أو 10% في احسن الحالات, ونحن نعتقد أن هذا اسلوب خاطئ, لأن الجامعة ليست تعليماً فقط فهناك نواحٍ تربوية, وأعتقد أن ما تقوم به الجامعات الأخرى تمرين تربوي خاطئ, وتتظاهر بأنها لديها ديمقراطية ولديها اتحاد يمثل الطلاب, هو في واقع الأمر لا يمثلهم, لذلك نحن نريد أن نخرج من هذا النفق باختراع جديد, أهم ما فيه انه اختياري وسيعرض على الطلاب, واذا وافقوا عليه فأهلاً وسهلا, واذا لم يوافقوا به عليهم الإتيان باتحاد, لكن كيف سيفعلون ذلك؟! «أنا لا ادري».
اذا فشلت مساعيكم لإقناع الطلاب ألا تخشون من اتهام لجنتكم بأنها ليست سوى قفزة في الظلام أو خطوة للتسويف؟
هذه ليست خطوة في الظلام, وهي مبنية على دراسة آراء الطلاب, وحتى الأوراق التي جاءت الينا مصدرها طلاب غير مسيسين, ولا توجد ورقة تطالب باستمرار النظام الحالي, ومن خلال اتصالاتي مع الطلاب على اليمين وعلى اليسار لمست قناعة الكثيرين بضرورة تغير النظام الحالي لانتخاب الاتحاد, فإذا كان هذا الشعور حقيقياً فربما أنجح في هذا المسعى.
مقاطعة.. لكن لجنة الطلاب التي كونت عبر المخاطبات تمثل الطلاب وتجد مباركة نحو عشرة الف طالب وفيها طلاب المؤتمر الوطني انفسهم, وهي ترفض عودة الاتحاد بغير الطرق المعروفة؟
أنا لا أعرف اسم لجنة شرعية بهذا الاسم (لجنة طلاب جامعة الخرطوم), ولا يوجد قط جسم يمثل الطلاب حاليا, واذا جاءت الينا لجنة لكي تناقشنا باسم الطلاب فلن نجلس معها. نحن سنخاطب الطلاب فقط. ولا توجد جهة شرعية تمثل الطلاب حاليا.
لكن أنت تقول إنك جلست مع الطلاب, فهل يعني ذلك أنك جلست اليهم بصفة شخصية أم ماذا؟
نعم جلسنا اليهم على أساس أنهم طلاب.
إذن أنت لم تجلس مع كيانات أو كتل أو أحزاب؟
لا لم يحدث هذا.. ولم نجلس مع كتل ولا أحزاب.. وكل جهة تسمي نفسها كتلة سياسية أو أحزاب لا نجلس معها.. واذا أتتنا لجنة تقول بأنها تتحدث باسم الطلاب لا نجلس معها. نحن نجلس مع الطلاب فقط.
تحدثت صراحة بأنك غير معترف بلجنة الطلاب, ألا تخشى أن تكون اللجنة عقبة في طريق عودة الاتحاد؟
أنا أؤمن بالديمقراطية إيماناً عميقا, والديمقراطية صحيحة وحسب قوانينها لا يوجد ممثل شرعي لطلاب جامعة الخرطوم, والآن الكثير من الممارسات الطلابية حدثت أثناء الحوادث الأخيرة, وهي أبعد ما تكون عن الديمقراطية, وفي الديمقراطية لا يوجد ما يمنع الطلاب من دخول المحاضرات, وتستطيع ان تناقشهم وتحاول اقناعهم, فإذا رفضوا فالابواب مشرعة. وأنا لم أوقف محاضراتي أبداً في الحوادث الاخيرة, والطلاب يعرفون ذلك, واذكر أن جاءني طلاب وسألوني عن قيام المحاضرة من عدمه, فقلت لهم المحاضرة قائمة فقالوا لي الاستاذ (الفلاني) لم يأت فقلت لهم ما شأني أنا بذلك. وكانوا يدخلون الى القاعة ويجدوا فيها طلاباً وكنت اسمح لهم بمخاطبة من داخل القاعة, لقناعتي بأنهم اذا قبلوا رأي القائمين على أمر الإضراب فليخرجوا, وإن لم يقبلوا به أقوم بتدريس المحاضرة لأن هذه هي الديمقراطية التي أعرفها.
بعد تعكر الاجواء بين الطلاب وادارة الجامعة التي سمحت بدخول الشرطة للحرم الجامعي ألا تعقد بأن ذلك يمثل عقبة في عودة الاتحاد؟
لا.. لسبب بسيط حسبما أفادتنا ادارة الجامعة, ونحن نثق فيما تقول الإدارة وهي افادتنا بأنها لم تسمح بدخول الشرطة للحرم الجامعي. ودعني أقول لكم انه ليس من حق الشرطة الدخول لجامعة الخرطوم إلا بإذن الإدارة, وبعد ان يخاطب المدير الشرطة بخطاب مختوم وموقع عليه. ومدير الجامعة ذكر لمجلس الجامعة بعتباره اعلى سلطة بأنهم لم يسمحوا للشرطة بالدخول, والمجلس أخذ برأيه وأمّن على خطوات الإدارة.. ومدير الجامعة ذكر نفس الشيء لمجلس الاستاذة المكون من ثلاثمائة عضو, والمجلس امّن على الخطوات التى اتخدتها ادارة الجامعة. فإدارة الجامعة والاساتذة يقفون صفاً واحداً وراء ادارة الجامعة, وهي لم ترتكب أي خطأ, واذا كان الطلاب يعتقدون بأن ادارة الجامعة سمحت بدخول الشرطة فهم مخطئون.. واذا أرادوا ان يوصلوا هذه المعلومة للطلاب ويحرضونهم على عدم التعاون مع مبادرتنا فهذا شأنهم وأقول بأن هذه ليست الحقيقة.
لجنتكم متهمة من قبل الطلاب بأنها تمرر أجندة الإدارة التي هي أجندة المؤتمر الوطني؟
هذا ليس صحيحا, ونحن لا نمرر أجندة الإدارة, ولا أعتقد أن الإدارة تمرر أجندة المؤتمر الوطني. نحن طالبنا جميع الجهات السياسية بعدم التدخل في شؤون الجامعة, وأن لا تثير المشاكل سواء كان المؤتمر الوطني أو أحزاب المعارضة وجميعهم متهمون بالتدخل في جامعة الخرطوم وإثارة القلاقل فيها.. نحن أكاديميون وتربيون مهتمون بأمر هذه الجامعة بعيداً عن السياسة, وحتى الذين لهم فكر سياسي داخل الجامعة هم مع فكرة قيام هذه اللجنة لإعادة اتحاد الطلاب.
اللجنة هل لديها سقف زمني محدد لإنجاز المهمة؟
ليس لدينا سقف زمني محدد حسب القرار الصادر من مدير الجامعة. نحن سنستمر في عملنا الى ان نشعر بأن الفرصة مواتية لعقد الاستفتاء وبعد ان نصل الى رؤية. ونطمع في ان يوافقنا الطلاب على المبادرة.
الجامعة عرفت بأنها منبع للمبادرات في الشأن السياسي العام لكنها متهمة ايضا بأنها فاشلة في ادارة شؤونها الداخلية وتتلقى توجيهات من جهات رسمية, خاصة في ما يلي عودة الاتحاد؟
لا توجد إملاءات من اي جهة, وقطعاً اذا شعرت بأي املاءات من أي جهة خارجية لما رضيت أن أتبوأ رئاسة اللجنة, وأنا متأكد من عدم وجود املاءات, ونحن مستعدون بأن نتحدث مع اي طالب, وبالفعل تحدثنا مع طلاب المؤتمر الوطني بعد ان دعينا الى ذلك, ومستعدون لتلبية اي دعوة لكي نتحدث مع اي جهة. والتفريق بين عبد الملك أو بقية اعضاء اللجنة وهم, لأننا كلنا جسم واحد, وهمنا في اللجنة هذه الجامعة لا غير, ويجب ان يفهم الطلاب ذلك, صحيح ربما يوجد اعضاء في هيئة التدريس لهم تفكير سياسي ولهم مذاهب سياسية ومؤيدون لهذا أو ذاك, ولكن ذلك كله يزول عندما يتعلق الأمر بالجامعة. وفي السنمار الذي قُدّم في 2003م تم اعداد اوراق لتغيير طريقة انتخاب اتحاد الطلاب من كافة الاساتذة من جميع المذاهب والمشارب الفكرية والسياسية, والطلاب يعلمون ذلك لكن ربما هناك من يريد ان يثير الغبار. صحيح ان جامعة الخرطوم كانت تقدم المبادرات في الماضي, وبالاخص في عهد المستعمر كانت الافكار تخرج من جامعة الخرطوم, والقياده السياسية والفكرية من جامعة الخرطوم لكن للاسف الشديد في السنوات الاخيرة اصبحت الجامعة تستقبل الافكار من الخارج وهذا ما لا نرضاه للجامعة.
لماذا أنت واثق من فشل تجربة نظام الانتخاب الحر المباشر مرة أخرى؟
أنا وحسب تخصصي، فيزيائي أعتمد على التجارب الفيزيائية, وانا اعلم انه اذا اجريت تجربة مرة ومرتين واتت بنفس النتائج فمن العبث تحت نفس الظروف ان اجري التجربة للمرة الثالثة, لكن يبقى هذا رأيي الشخص.. لكن اذا فشلنا في مسعانا وارادت الجامعة ان تكرر التجربة للمرة الثالثة والرابعة فهذا شأنها, لكن انا أستغرب من أين تأتي الجامعة بالمال لتكرر التجربة.
انت حريص على نجاح المبادرة الجديدة أم حريص على عودة الاتحاد؟
أنا حريص على نجاح المبادرة, ولكن أعتقد أن وجود الاتحاد افضل بأي شكل من الأشكال من لا اتحاد, حتى هذا الاتحاد الأعرج الذي عن جاء طريق الانتخاب الحر المباشر هو افضل من غياب الاتحاد من ناحية استقرار الجامعة, لكن بالطبع لابد ان نتذكر ان نظام الانتخاب النسبي أو الحر المباشر كان سائداً وناجحاً عندما كان عدد الطلاب لا يتجاوز الفين طالب, والآن هناك حوالي ثلاثين الف طالب, وربما يكون كان مناسباً عندما كان عدد الطلاب صغيرا, والطلاب يعرفون بعضهم البعض فكان الطلاب يصوتون بصورة عمياء الى قائمة بعينها لا يعرفون عنها شيئا بعيداً عن روح الديمقراطية, وواجبنا كتربويين أن نبصر أبناءنا بالمفاهيم الحديثة للديمقراطية, ونعلمّهم ممارسة الديمقراطية الصحيحة, حتى يفيد ذلك البلد. وأعتقد أن السير في طريق غير ديمقراطي ليس في مصلحة السودان, لأننا نخرج أفراداً غير ديمقراطيين قد يصيحون بأنهم ديمقراطيين ولكن عند الممارسة تجدهم غير ذلك.
ماذا ستفعل اللجنة في حالة تعثر استمرار الدراسة؟
أنا اذا اختلت الأمور مرة اخرى واغلقت الجامعة لا قدر الله - وانا لا أتوقع ذلك بالنسبة لقراءتي للأحداث - ربما تحدث بعض التوترات والمناوشات, وأعتقد أن غالبية الطلاب حريصون على استقرار الدراسة, لكن اذا لا قدر الله حدث ذلك فإن اللجنة ستباشر مهامها بالاتصال بالطلاب, والآن متاح التواصل مع الطلاب عبر المواقع الإلكترونية, وسنحاول أن نصل الى رأي نقدمه الى ادارة الجامعة, واذا وصلنا الى رأي بوجود الطلاب وتم رفضه فنحن ليس لدينا دور ولنا مهمة معينة ينبغي ان ننجزها لنهايتها ممثلة في الاستفتاء, وما بعد نتيجة الاستفتاء وما يترتب عليها شأن يخص ادارة الجامعة, وتكون مهمتنا انتهت ونحن حريصون على ان نبذل كل جهودنا حتى نحقق مهمتنا, وان تصل الى نهايات الموضوع, وقد نفشل وهذا وارد وقد لا يوافقنا الطلاب أو لا يوافق الطلاب على الرؤية الجديدة وهذا أيضاً وارد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.