تتجه أنظار محبي كرة القدم في كل أنحاء العالم رغم اختلاف التوقيت مساء اليوم نحو العاصمة الجابونية ليبرفيل للاستمتاع بنهائي المونديال الأسمر بطولة أمم إفريقيا وتحديدا بما سيقدمه أفيال ساحل العاج ورصاصات زامبيا النحاسية بعد أن صعد المنتخبان للنهائي وقدما ومايقنع بأحقيتهما للمنافسة على اللقب بعد أن كسبا كل مبارياتهما في المراحل السابقه خاصة منتخب زامبيا الشاب الذي قلب كل التوقعات وأثبت أن الكرة الزامبية عائدة بقوة لتعيد أيام كالوشا بواليا وزملائه الذين راحوا ضحية الطائرة المشؤومة . ولعل التاريخ قد أتاح فرصة لنجوم المنتخب الزامبي الحالي بقيادة الهداف ايمانويل مايوكا للفوز باللقب ليكون بمثابة لمسة وفاء لجيل 1992 الذي سقطت به الطائرة على شواطئ ليبيرفيل وعلى بعد خطوات من الملعب الذي تقام عليه مباراة اليوم وهم في طريقهم الى السنغال لمواجهة منتخبها في تصفيات كأس العالم 1994 ولتحل الابتسامة مكان الحزن وليكون أول لقب في تاريخ زامبيا بعد أن وصلت للنهائي مرتين الأولى عام 1974 وخسرت أمام الكنغو بمصر والثانية 1994 بتونس وخسرت أمام نيجيريا. وإن كانت الأسباب التي ذكرناها تمثل دافعا قويا للمنتخب الزامبي فإن الأفيال العاجية لها دافع أكبر خاصة لهذا الجيل الذي يقوده النجم الكبير ديدي دروغبا والذي_ كما قلت في مقال سابق _ يريد أن ينهي مشواره مع المنتخب بالفوز باللقب الذي ينقص سجله بعد أن نجح في صعوده لأول مرة في التاريخ لنهائيات كأس العالم 2006 و2010 وقد لا تتكرر هذه الفرصة مرة أخرى. ورغم اتفاق كل محبي كرة القدم على أن مستوى هذه البطولة كان أقل من الطموح بل هي الأضعف مقارنة بآخر بطولتين في غانا وأنجولا إلا أننا نأمل أن يقدم المنتخبان اليوم مباراة تليق بسمعة الكرة الافريقية وترتفع لمستوى وسمعة البطولة وسنشاهد مباراة خاصة بين نجمي المنتخبين دروغبا وامانويل مايوكا للفوز بلقب هداف البطولة والتي تمثل بلاشك مباراة خاصة . نتابع النهائي كعرب بحسرة بعد أن تنازلنا عن العرش الذي جلسنا عليه في آخر أربع مرات عبر تونس ومصر فغابت مصر في أكبر المفاجآت وفشلت تونس في المهمة وسقط أسود الأطلسي في الدور الأول ولا أحد يلوم منتخبنا ومنتخب ليبيا وما قدماه أكبر بكثير مما توفر لهما من معينات. شخصيا أتعاطف مع منتخب زامبيا من أجل الوفاء للضحايا وأحب دروغبا لأنه لاعب قدم لبلاده ما يستحق أن يزين تاريخه باللقب القاري ويردعمليا على عيسى حياتو الذي حرمه من قبل من جائزة أفضل لاعب في القارة عام2008 ومنحها لابن بلاده صمويل ايتو.