كان النجم الزامبي الكبير ورئيس الاتحاد الحالي كالوشا بواليا ذكيا وهو يصطحب نجوم منتخب بلاده يوم الخميس الماضي الى شاطئ العاصمة الجابونية ليبرفيل وتحديدا الى المكان الذي سقطت فيه الطائرة المقلة لمنتخب زامبيا في العام 1993 وهم في طريقهم الى السنغال لأداء مباراة في تصفيات كأس العالم فأودت بحياتهم جميعا ونجا هو وحده من تلك المجموعة بعد أن تخلف عن مرافقة البعثة وفضل السفر الى السنغال مباشرة من هولندا حيث كان يلعب لفريق اندهوفن. كانت تلك الحادثة تمثل كارثه للكرة الزامبية وتمثل كابوسا لكالوشيا لأنها أودت بحياة كل زملائه فقبل التحدي وقاد منتخب بلاده الجديد بعد أقل من عام وصعد به الى نهائي بطولة أمم افريقيا بتونس وخسر بشرف أمام نجيريا بعد أن نال تعاطف وتشجيع كل محبي كرة القدم في العالم بعد أن ضرب الزامبيون مثلا في التحدي وعدم الاستسلام وأثبتوا أن أرض زامبيا خصبة وحواءها حبلى بالمبدعين وقادرة على الإنجاب. ولإن كان كالوشا ذكيا باصطحاب اللاعبين الى مكان الحادث ليزيد من قوة عزيمتهم للفوز باللقب الذي فشل بالفوز به كلاعب ومدرب ليكون خير هدية لأرواح رفاقه ويريد أن يحققه كرئيس للاتحاد بعد أن وضع برنامجا طموحا وخطط بعلم ووفر كل المعينات للاعبيه ليحققوا الحلم الذي طال انتظاره بعد أن أتته الفرصة بقيام البطولة في الأرض التي شهدت رحيل رفاقه وحدد الميعاد وكتب أن ليلة الثاني عشر من فبراير هي ليلة مسح أحزان سنين وأن المكان الذي كان مسرحا لمأساة وطن وشعب يجب أن تتحول الى مسرح فرح وغناء وسعادة لذلك الوطن والشعب وقد كان. كان مشهدا رائعا وكالوشا يتسلم الكأس ويلوح به وعينيه تدمعان ولعله شعر في تلك اللحظة أنه قائد الفريق وأن الذين أمامه هم زملاؤه ومن حقه أن يكون أسعد في بلاده فقد أوفي زملاءه وعرف كيف يعد لاعبيه نفسيا فأدوا المباراة بروح المقاتلين وأصحاب الهدف فاستحقوا اللقب عن جدارة . وإن كان كالوشا قد حقق حلم بلاده وزملائه فإن الإيفواري ديدي دورغبا أضاع كل آماله بعد أن خسر الرهان للمرة الثانية وبسيناريو أسوأ بعد أن أضاع فرصة حسم المباراة بإضاعته لركلة الجزاء في الزمن الرسمي ويتكرر شريط بطولة مصر 2006 في الركلات الترجيحية. دروغبا يمكن أن يعيد الكرة في بطولة أمم افريقيا 2013 لأن سنه تسمح بذلك وأتمنى ألا يعلن اعتزال اللعب الدولي فربما يبتسم له اللقب في البطولة القادمة . دروغبا مثال للاعب الوفي والمخلص لبلاده ويكفي أنه رفض ارتداء شعار منتخب فرنسا وتمسك بالدفاع عن شعار بلاده. إنها كرة القدم تصنع الابتسامه والحزن معا.