المناقل..كواليس "قمة اسثنائية"..!! المناقل: أحمد دندش تصوير: سعيد عباس المشهد كان يتحدث عن نفسه..واللقطات كانت تلهث خلف بعضها في حميمية كادت أن تقتلع ما تبقى من حيز التخيل والوصف..فأهالي مدينة المناقل لم يتركوا للخيال بضع ثوان لكي يريح عليها رهق الساعات التي قضاها ضيوف المدينة ما بينها والخرطوم، واجابوا عن الكثير من الاسئلة التي كانت تدور داخل رؤوس الكثيرين، من خلال تفاصيل يوم ربما مثل (قمة ثانية)، خصوصاً أن اصطحبنا معنا العبارة التي يرددها الكثيرون، وهي أن أهل المناقل أفضل من يشجع (اللعبة الحلوة)..لذلك فقد كان يوم أمس الأول بالفعل يوماً للتصفيق الداوي،لأهل تلك المدينة وهم يكرمون رئيس مجلس ادارة (السوداني) ورئيس نادي المريخ الدكتور جمال الوالي، ورئيس التحرير ضياء الدين بلال ابن المدينة البار..(أو كما يطلقون عليه هناك).. مواهب مدفونة: في الطريق لمدينة المناقل من الخرطوم، كشفت الرحلة عن مواهب مدفونة لعدد من كبار الصحافيين المرافقين للوفد، حيث اشتعلت منافسة جانبية ما بين الأستاذ فيصل محمد صالح والأستاذ محمد عبد القادر نائب رئيس تحرير الرأي العام، وذلك من خلال (دندنات) لأغنيات الراحل مصطفى سيد أحمد، وجدت القبول والإعجاب، بينما ظلت تعليقات الأستاذ محمد لطيف حاضرة، هي تتنوع ما بين السخرية اللاذعة والطرافة اللذيذة. عناق الأحمر والأزرق: تماماً كالنيلين الخالدين التقى اللونان الأحمر والأزرق تحت مظلة الوفاء لكل من الدكتور جمال الوالي والاستاذ ضياء الدين بلال بالمناقل، حيث شكل مشجعو ناديي الهلال والمريخ لوحة زاهية في مراسم الاستقبال، وهم يقفون بجوار بعضهما البعض في تمازج رائع عكس المحبة الكبيرة التي يوليها أهل المناقل للمحتفى بهما. مداعبات للوالي في الإستاد: حرصت جماهير المريخ الغفيرة المتواجدة داخل استاد الشهيد الزبير محمد صالح خلال المباراة الحبية التي جمعت نادي المريخ بمنتخب نجوم المناقل على مداعبة رئيس النادي الوالي، وذلك من خلال ترديدها لهتاف: (الوالي الوالي رئيس طوالي)، بينما ظل البعض ينادي عليه بصوت عال: (يا والي..العجب ولدنا..ودمنا) في اشارة منهم لتمسكهم بالنجم الخلوق فيصل العجب، وظل الوالي يبادلهم التحايا والابتسامة..كما داعبت الجماهير ايضاً الأستاذ مزمل ابو القاسم رئيس تحرير الصدى المرافق للوفد، وظلت تردد بصوت عال: (كمل ..كمل يا مزمل). ضياء الدين (ام العروس): اطلق بعض الصحافيين المرافقين لوفد المحتفى بهما، عددا من التعليقات الطريفة خلال اليوم، كانت اكثرها تداولاً هو عبارة (والله يا ضياء الليلة عامل زي ام العروس)، في اشارة منهم لوقوفه على الضيوف، وخدمتهم بنفسه، وتلبية احتياجاتهم..بينما كان ضياء يبتسم وهو يستمع لذلك التعليق اللطيف. مجلس المريخ..حضور أنيق: مثل مجلس ادارة نادي المريخ حضوراً انيقاً خلال الاحتفالية، يتقدمهم الأستاذ خالد شرف المدير العام للصحيفة وامين خزينة النادي، وعدد كبير من اعضاء المجلس الذين تابعوا فعاليات التكريم بالكثير من الإعجاب، بينما كانت مداعبات عضو المجلس (ضقل) حاضرة، واضفت على الأجواء الكثير من المرح. محمد لطيف..تحاشى الأضواء: كعادته..ظل الأستاذ محمد لطيف رئيس تحرير صحيفة (الأخبار) في حالة خصام تام مع الأضواء، حتى عندما تمت دعوته للجلوس على المقصورة، رفض بشدة واختار الجلوس على المدرجات مع الجمهور لمتابعة اللقاء الذي جمع المريخ بمنتخب المناقل. استفتاء حقيقي: الاستفتاء على شعبية ومكانة المحتفى بهما بالمدينة كانت واضحة جداً، وذلك من خلال اصطفاف الناس على جانبي الطريق وتلويحهم لموكب الوفد، بينما كان (المريخاب) الأكثر غبطة وسروراً، وذلك بعد لقائهم برئيس النادي وجهاً لوجه، حتى الأطفال كانوا في مقدمة الحضور وهم يحملون الأعلام الحمراء والصفراء، في مشهد أكد أن الوفاء لا يعرف (سناً) معينة. (عبرة) ضياء: لم يتمكن الأستاذ ضياء الدين بلال من الحديث خلال امسية التكريم بنادي الموردة، وذلك بعد أن خنقته (العبرة) وجعلته يقاوم بعض الدموع التي تدافعت بكثافة لحظة التكريم، ولعل احساس ضياء كان طبيعياً في ظل الالتفاف الكبير حوله من قبل اهل المناقل، وعناقهم له، في مشهد اكد جلياً على معدن اولئك الناس. الوالي مندهش: ابدى الوالي دهشته الكبيرة لضخامة التكريم خلال الكلمة التي القاها خلال الأمسية، واضاف انه قبل بهذا التكريم لأنه جاء من اهله ومن (ناسه)، خصوصاً أن ما يجمعه بالمدينة كبير ووشائج وصلات عديدة، وقام بشكر كل من ساهم في انجاح التكريم، كما توجه بشكر خاص لكل اهل المناقل الذين فتحوا بيوتهم وقلوبهم له، ليسدل الستار على يوم من الأيام الجميلة في تلك المدينة...ذلك اليوم الذي اعتصر فيه الوفاء محتواه، وسكبه في قالب من المحبة.. في ليلة تكريم الوالي وضياء.