حكاية عيد يضج ب(الاحمرار)..!!! الخرطوم: رحاب وفاطمة (الاحمرار) يكسو العاصمة..والبعض اختار ان يرتدي ما يتناسب واليوم، فلم يجد غير الاحمر كذلك ليواكب، وليكون محط النظر، ولعل (عيد الحب) او (الفلانتاين) كما ينادونه، اصبح مؤخراً جزئية ثابتة داخل المجتمع السوداني، بالرغم من الجدال الكثيف حول ماهيتها، والصراع الدائر بين الحرام والحلال، نجد ان عددا لا يستهان به من الشباب قد انتهج هذا اليوم أولوية، ويتضح ذلك من خلال جولة (السوداني) في العاصمة ترصد ما يدور في يوم (الفلانتاين)..!!! (1) سعت لينا (24 عاماً) وهي طالبة جامعية إلى البحث عن هدية مميزة لكي تقدمها الى خطيبها في عيد الحب.. وقالت لينا: (كانت استعدادتي مبكرة هذا العام لأنني حرصت على تقديم هدية مميزة الى خطيبي بعد ان كانت الهدايا قبل هذ العام اقدمها الى والدي ووالدتي وإخوتي..واضافت ان الحب حالة وجدانية، ومن الضروري ان يكون له مناسبة من أجل تحفيز المشاعر الوجدانية تجاه الآخرين، وهي مناسبة سعيدة تنسينا سماع الأخبار السيئة)...وأوضحت: (في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة نحن بحاجة الى المزيد من المناسبات السعيدة...وكشفت أمل عن عمليات شراء سرية للهدايا خوفا من الوقوع في مشكلات مع الأسرة..ويتم تأمينها في شكل سري عند أقرب صديقة أو جارة أثق فيها. وأشارت إلى حرصها على شراء هدية قيمة لحبيبها حتى لو وفرت هذا المال بالدين). (2) ورغم أن شعبية هذا العيد منحصرة بين الشباب والعشاق إلا أنك قد تجد بعض كبار السن الذين يحتفلون بالعيد..او كما قال أحمد صاحب محل الهدايا...مضيفا أن المحلات تحرص على عرض كميات كبيرة من هدايا عيد الحب المميزة بألوانها الحمراء الزاهية التي تجذب الزبائن من مسافات بعيدة...فيما يرى آخرون ان هذا العيد مقترن بثقافات غريبة عن التقاليد الشرقية، وبالتالي فهو لا يعد عيداً يمكن الاحتفال به لكن هذا لا يمنع انتشاره بين صفوف الشباب بشكل لافت، خصوصاً بين طلبة الجامعات. (3) وتحرص المحال التجارية والأسواق على توفير هدايا خاصة بعيد الحب، مثل أغصان ورود حمراء ودببة مختلفة الأشكال والأحجام وأجهزة إنارة وباقات زهور ودمى مميزة ومعبأة داخل علب فاخرة بداخلها قلب أحمر وأشرطة وشموع وفوانيس وبطاقات تهنئة كتب على بعض منها عبارات (حبيبي افتخر انك حبيبي وانك الحب الحقيقي، يكفني اني اذا ذكرتك انسى احزاني) و(لماذا اخترتك حبيباً) فضلاً عن كتابة عبارة (أحبك) على غالبية الهدايا. (4) وقال سامر (38 عاماً) صاحب محل ان هدايا عيد (الفلانتاين) تشهد رواجا واقبالا كبيرا، خصوصاً من قبل طلبة المدارس والجامعات وغالبيتهم من المسلمين، اضافة الى الطوائف الأخرى وحققنا مبيعات جيدة خلال الأيام الفائتة وأتوقع زيادتها..وقال وغالبا ما أقترح على الزبائن شراء انواع من الهدايا لأنني اشعر بأن زبائن يريدون تقديم هدايا لكنهم لا يعرفون ماذا يختارون نظراً لكثرة انواعها، فمثلاً بعضهم يريد شراء دب ونحن لدينا أنواع بعضها صامتة وأخرى ناطقة، فأنا ادعو الزبائن لشراء الناطقة لأنها اكثر جمالية رغم أنها متشابهة في الشكل واللون. (5) وتحدث الينا بشير محمد عمر وقال الحب رغم أنه كلمة من حرفين فقط الا أنها محتشدة بمعان سامية فالحب هو الوفاء والاخلاص والجمال والسعادة الى آخره من الاحاسيس والقيم الانسانية النبيلة وهو يستحق أن نفرد له يوما لنحتفل به ولا يعني ذلك بطبيعة الحال أن نغيب هذه المعاني الجميلة في ايام السنة الاخرى بل يجب أن تكون كل جزئيات وقتنا مترعا بالحب الذي يجعل الحياة اجمل واسهل وبدونه تصبح الحياة قفرا موحشا غير محتمل والقلب الذي لا يحب بالتأكيد مزروع في نفس غير سوية يجب أن يداوى. (8) اما (امجد الفاتح) فقد اعتبر الاحتفال بالحب في يوم واحد في كل العام هذا اجحاف كبير في حق احساس جميل وغريب بهذه الكلمات ويواصل: نعم هو احساس قد لا يتكرر ولكن هذا لا يعني ان نجعل له يوما واحدا في العام اذا عليك ان تحتفل بالحب كل يوم وإلا فلن تجده في يوم ما .. وهذا ما يبرر مسألة ان تجد شخصا يحتفل بعيد الحب في يوم واحد ويركز كل جهوده للاحتفال معك بيوم الحب فقط هذا لا يحبك لانه اذا كان يحبك حقا لن يهتم كثيرا بالاحتفال بيوم الحب لانه يكون يحتفل معك كل يوم هذا ما يجعل كل ايامك عيد حب . (9) قال ابو القاسم ان عيد الحب تقليعة دخيلة على مجتمعاتنا الشرقية وان الحب في معناه الروحي شيء مطلوب بين الافراد والجماعات على حسب مكانة المحبوب شخصي كان أو وطني وقد عرفت المجتمعات تلك المكانه العظيمة لأعظم كلمة تتكون من حرفين "حب" فكان حب الوالدين والخالق والانبياء والرموز والابطال والعظماء دون ان يخصم ذلك من معنى الكلمة الذي تعرض للفهم الخاطئ المرتبط بالغريزة لدرجة ان يعاب الشخص عليها "انت بتحب" ولم يجد الانسان مجالاً لتأجيل حبه حتى يأتي يوم محدد كما عرف لدى البعض في "عيد الحب" .